دولة قطر تدعو لموقف عربي داعم لأي تحرك دولي لوقف إبادة النظام السوري لشعبه
القاهرة/قنا/ 27 اغسطس 2013/ أعربت دولة قطر مجددا عن إدانتها واستنكارها الشديدين للجرائم التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه، وآخرها استخدام الأسلحة الكيميائية المحرمة دوليا في (الغوطة الشرقية)، كما طالبت في الوقت نفسه مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته وتوفير الحماية للشعب السوري ومحاكمة المتورطين في هذه الجرائم. جاء ذلك في مداخلة لسعادة السفير سيف مقدم البوعينين مندوب قطر الدائم لدى جامعة الدول العربية، أمام الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين اليوم، والمخصص لتدارس الأوضاع الخطيرة في سوريا. واعتبر سعادة السفير البوعينين أن استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية هو أمر يتنافى مع القيم والأعراف والقوانين الدولية، محملا النظام السوري المسؤولية الكاملة عن كل ما ينتج عن ذلك . وأعرب عن تأييده لموقف المملكة العربية السعودية الذي تضمنته مداخلة نظيره السعودي السفير أحمد قطان والذي يدعو مجلس الأمن الدولي للاضطلاع بمسؤوليته لحماية المدنيين السوريين، والعمل على وضع حد لما يرتكبه النظام السوري من جرائم ضد شعبه . ودعا سعادة المندوب الدائم لدى الجامعة في مداخلته الدول العربية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه الشعب السوري، مذكراً بأنه يتم البحث عن حلول للأزمة السورية من هنا وهناك منذ ثلاث سنوات. وتابع قائلاً "لقد انهكنا من أجل عقد مؤتمر (جنيف 2)، وفي ظل ذلك يمعن النظام السوري في جرائمه جريمة تلو الأخرى، وآخرها استخدام السلاح الكيميائي الذي خلف المئات من الضحايا من النساء والأطفال". ورأى أن النظام السوري تجاوز بذلك جميع الخطوط الحمراء ، ولابد من اتخاذ خطوات فاعلة وسريعة لوقف هذه الجرائم من خلال موقف عربي داعم لأي تحرك دولي لوقف إبادة النظام السوري لشعبه. وأجمع المندوبون الدائمون للدول العربية الأعضاء في الجامعة العربية خلال اجتماعهم غير العادي لمجلس الجامعة اليوم على ضرورة أن تكون جلسة المجلس علانية أمام وسائل الإعلام حتى يتعرف الرأي العام العربي والدولي على حقيقة مواقف الدول العربية إزاء الجرائم التي تحدث في سوريا . وفي إطار هذه الأجواء اتفق الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية ، وسعادة السفير سيف مقدم البوعينين مندوب دولة قطر الدائم لدى الجامعة العربية، والسفير أحمد قطان مندوب السعودية الدائم لدى الجامعة إلى جانب ممثلي الكويت والاردن والإمارات وجزر القمر وليبيا في مداخلاتهم على ضرورة اتخاذ قرار واضح من مجلس جامعة الدول العربية يتضمن عدة عناصر، في مقدمتها الإدانة العربية الواضحة لاستخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية في منطقة (الغوطة الشرقية) وتحميله كامل المسؤولية عن النتائج المترتبة عن هذه الجرائم التي يشملها القانون الدولي ومحكمة الجنايات الدولية، ودعوة أجهزة الأمم المتحدة توفير الدعم اللازم والحماية للشعب السوري، ودعوة مجلس الأمن استصدار قرار ملزم لوقف إطلاق النار في سوريا، وتبني آلية عملية للإشراف على تنفيذ القرار حتى يتسنى للمنظمات الإنسانية الدولية إدخال المساعدات للمناطق المتضررة، إلى جانب تقديم كل المتورطين في الجرائم البشعة جراء استخدام الأسلحة الكيميائية للعدالة الدولية، ودعم خيارات الشعب السوري وحقه في تقرير مصيره وتطلعاته، وضرورة توفير دعم عربي لأي تحرك دولي تجاه النظام السوري. وعلى صعيد متصل أيدت مصر مواصلة التحقيقات من قبل فريق المفتشين الدوليين للوقوف على حقيقة ما جرى في سوريا، وتحديد الطرف المسؤول عن استخدام الأسلحة الكيميائية، وضرورة محاسبة المتورطين فيه. كما جددت مساندتها لتطلعات الشعب السوري، وحذرت في الوقت نفسه من تداعيات الصراع في سوريا على دول الجوار. أما العراق، فأعرب بدوره عن تأييده للموقف المصري تجاه التعامل مع الأزمة السورية، وشدد على ضرورة الحل السلمي. ومن جانبه قدم الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة عرضا أمام الاجتماع تناول الجهود التي بذلها خلال الفترة الأخيرة بشأن الأزمة السورية، واتصالاته مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة في الأزمة . وكشف في مداخلته أنه اقترح على بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة في الثاني والعشرين من أغسطس الجاري التحرك لإطلاق مبادرة ذات طابع إنساني بشأن سوريا، ودعوة مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار ملزم لوقف إطلاق النار في سوريا، وتبني آلية عملية للإشراف على ذلك، حتى يتسنى للمنظمات الإنسانية إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة للمتضررين، وتوفير المناخ المناسب لعقد مؤتمر (جنيف 2 ) بشأن سوريا.