دولة قطر تعرب عن أسفها لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع قرار يهدف إلى وضع حد للمعاناة الإنسانية الكارثية للمدنيين في قطاع غزة

نيويورك | 2 أكتوبر 2025
أعربت دولة قطر عن أسفها لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع قرار يهدف إلى وضع حد للمعاناة الإنسانية الكارثية للمدنيين في قطاع غزة بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر، ويطالب بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في غزة من قبل جميع الأطراف، والإفراج الفوري عن جميع الرهائن والمحتجزين والسجناء الفلسطينيين.
جاء ذلك في بيان دولة قطر الذي ألقته سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، أمــــام الجمعية العامة للأمم المتحدة في الجلسة العامة بشأن البند 64 المتعلق بـ "استخدام حق النقض"، والتي عقدت عملا بالقرار 76/262، عقب استخدام حق النقض ضد مشروع القرار حول الوضع في قطاع غزة.
وأشارت سعادتها إلى أن الجلسة تعقد في أعقاب استخدام الفيتو في مجلس الأمن في الثامن عشر من الشهر الماضي ضد مشروع القرار الذي قدمته الدول المنتخبة في المجلس حول الوضع في قطاع غزة.
وأضافت: أن مجموعة الدول العربية والإسلامية الثمانية التي التقت مع فخامة الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في شهر سبتمبر الماضي على هامش الأسبوع الرفيع المستوى للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة طلبت في بيانها المشترك من إسرائيل رفع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وضمان توزيعها بشكل آمن ودون عوائق، بالتعاون مع الأمم المتحدة ومنظمات العمل الإنساني.
وأكدت سعادتها أن دولة قطر ستواصل مساعيها لخفض التصعيد في المنطقة وحفظ السلم والأمن الدوليين، وبذل الجهود للتوصل إلى تسوية توقف الحرب في قطاع غزة، وذكرت أن دولة قطر تعتز أنَ جهود الوساطة المشتركة مع جمهورية مصر العربية الشقيقة والولايات المتحدة الأمريكية، قد نجحت في إطلاق سراح عدد كبير من الرهائن الإسرائيليين، والمحتجزين والسجناء الفلسطينيين، بالإضافة الى إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، رغم العوائق والتحديات المعقدة.
وقالت المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة: إن دولة قطر تؤكد استعدادها لمواصلة الانخراط الفعال في العمل للوصول لنهاية للحرب في قطاع غزة في إطار مبادرة الرئيس الأمريكي، وذلك استمرارا على النهج الذي لطالما التزمت به في حل الأزمات عبر السبل الدبلوماسية، وبما يتوافق مع دورها في دعم الأمن والاستقرار الإقليمي.
وجددت ترحيب دولة قطر بالدور القيادي للرئيس الأميركي دونالد ترامب وجهوده الصادقة لإنهاء الحرب في غزة، وأكدت ثقتها بقدرته على إيجاد طريق للسلام، كما ورد في البيان المشترك مع الدول العربية والإسلامية الثمانية الذي صدر بتاريخ 29 سبتمبر الماضي.
وأضافت : أن دولة قطر تشدد على أهمية الشراكة مع الولايات المتحدة في ترسيخ السلام في المنطقة، ورحبت في هذا السياق بإعلان الرئيس ترامب عن مقترحه الذي يتضمن إنهاء الحرب وإعادة إعمار غزة، ومنع تهجير الشعب الفلسطيني، ودفع عجلة السلام الشامل، وكذلك إعلانه بأنه لن يسمح بضم الضفة الغربية، واستعداد الدول العربية والاسلامية الثمانية للتعاون بشكل إيجابي وبنّاء مع الولايات المتحدة والأطراف المعنية لإتمام الاتفاق وضمان تنفيذه، بما يضمن السلام والأمن والاستقرار لشعوب المنطقة، والالتزام المشترك بالعمل مع الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في قطاع غزة، من خلال اتفاق شامل يضمن إيصال المساعدات الإنسانية الكافية إلى القطاع دون قيود، وعدم تهجير الفلسطينيين، وإطلاق سراح الرهائن، وإنشاء آلية أمنية تضمن أمن جميع الأطراف، والانسحاب الإسرائيلي الكامل، وإعادة إعمار غزة، وتكريس مسار للسلام العادل على أساس حل الدولتين، يتم بموجبه توحيد غزة بشكل كامل مع الضفة الغربية في دولة فلسطينية، وفقاً للقانون الدولي باعتبار ذلك مفتاحاً لتحقيق الاستقرار والأمن الإقليميين.
وأوضحت المندوب الدائم أن دولة قطر تُجدد ترحيبها باعتماد الجمعية العامة إعلان نيويورك بشأن تنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، والذي صدر عن المؤتمر الدولي رفيع المستوى لتسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية. ونقلت شكر دولة قطر لكل من المملكة العربية السعودية الشقيقة والجمهورية الفرنسية، للدور القيادي في رئاسة المؤتمر ونجاحه، كما رحبت بالاعترافات المتوالية من الدول الأعضاء بالدولة الفلسطينية المستقلة، في إطار مسار حل الدولتين لتحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
وأكدت موقف دولة قطر الثابت والتاريخي الداعم لصمود الشعب الفلسطيني الشقيق وقضيته العادلة، في إطار الحق المشروع في تقرير المصير، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية التي تضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.