مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية: قطر تتواصل مع كافة الأطراف للوصول إلى اتفاق نووي أوسع مع إيران

الدوحة في 30 يونيو
أكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، أن دولة قطر منخرطة بشكل عميق في جهود التوصل لاتفاق حول الملف النووي الإيراني، خاصة بعد توقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، وانتهاء حالة التصعيد التي شهدتها المنطقة، مشيرا إلى أنه ليس هناك محادثات حاليا حول وقف إطلاق النار في غزة.
وقال الأنصاري، خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية التي تنظمها وزارة الخارجية: "إن الاهتمام القطري، وكذلك مختلف دول العالم، يتجه الآن نحو الوصول إلى اتفاق نووي أوسع، وعلى مستوى أشمل، بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية"، لافتا إلى أن الاتصالات القطرية جارية بشكل يومي بين مختلف الأطراف بهذا الإطار.
وأضاف أنه "ليس هناك محادثات حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إلا أن دولة قطر مستمرة مع شركائها في الوساطة، جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية، بالتواصل مع مختلف الأطراف للوصول إلى صيغة تمكننا من العودة إلى المفاوضات".
وندد مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية بالكارثة الإنسانية التي تعيشها غزة في ظل التصعيد الإسرائيلي الحالي، قائلا بهذا الإطار: "أصبح من الصعب جدا علينا أن نقبل كمجتمع دولي، بأن تظل هذه الأزمة مستمرة لنحو عامين، وأن تبقى هذه الخسائر البشرية لأن تصبح أرقاما غير مؤثرة في الإعلام".
وأوضح أن هناك "أكثر من 500 شهيد سقطوا حتى الآن نتيجة وقوفهم في طوابير انتظار المساعدات"، لافتا إلى أن هناك تقارير مقلقة جدا نشرت في الصحافة الإسرائيلية، تتحدث عن أوامر بإطلاق نار وجهت للجنود الإسرائيليين تجاه عزل وقفوا بانتظام ينتظرون حصولهم على المساعدات الإنسانية.
وأكد أن هذه الكارثة تجاوزت كل الحدود الممكنة من الناحية الإنسانية، مشددا على أنه لا يمكن القبول بالاستمرار في الربط بين الجانب الإنساني والجانب الأمني بهذا الإطار.
وأشار إلى أن الدولة تواصل اتصالاتها مع مختلف الأطراف بهدف التوصل إلى آلية جديدة يصعب التعليق عليها في الوقت الراهن، مؤكدا أن هذه العملية بنائية ومستمرة، وتخضع لصيغ يجري تطويرها تبعا للتطورات الميدانية.
وفي سياق متصل، أوضح الأنصاري أن دولة قطر ترى مواقف أمريكية إيجابية للدفع باتجاه عودة المفاوضات حول غزة، قائلا بهذا الصدد: "إن الإدارة الأمريكية وصلت بنا إلى أطول وقف لإطلاق النار خلال هذه الحرب، كما رأينا الإدارة الأمريكية كيف أدت إلى وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، وألزمت الطرفين بالالتزام بذلك".
وأردف قوله: "نرى اليوم لغة متجددة إيجابية تأتي من الولايات المتحدة الأمريكية من أجل التوصل إلى اتفاق، وبالتالي نحن متفائلون جدا بهذه اللغة، ونعتقد أن هناك نوايا أمريكية واضحة نحو التوصل لحل نهائي لهذه الأزمة، إلا أن هناك تعقيدات على الأرض لا تغيب عن أحد".
وأكد استمرار دولة قطر في الضغط، من خلال شركائها وعلاقاتها في المجتمع الدولي، للفصل بين المفاوضات ودخول المساعدات الإنسانية، قائلا: "إنه ليس هناك أي شيء يمنع من دخول المساعدات لقطاع غزة سوى التعنت الإسرائيلي، وبالتالي الموقف الإسرائيلي اليوم لا يمكن أن يكون مقبولا".
ولفت الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، إلى أن العالم بأسره يرسل مساعدات إنسانية، ولكنها لا تدخل إلى قطاع غزة، والمساعدات القطرية شأنها شأن المساعدات الدولية، تقف على بعد أمتار قليلة من محتاجيها في مدينة /العريش/ المصرية، داعيا المجتمع الدولي بضرورة إلزام إسرائيل بفتح كل المعابر، وإدخال المساعدات بدون أي قيد أو شرط.
وقال الأنصاري: "إن المنظومة التي شكلتها الوكالات والمؤسسات الدولية موجودة على حدود قطاع غزة، وكانت تعمل بشكل واضح ولا تؤدي إلى هذه المأساة الإنسانية التي نراها اليوم في تسليم المساعدات، وهي منظومة قادرة على تحقيق أهدافها، وجاهزة لأن يتم العمل بها مباشرة فور سماح الطرف الإسرائيلي بذلك".
وجدد التأكيد على أنه ليس هناك زمن محدد للإعلان عن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، خاصة أن المناقشات الجارية لم ترتق حتى الآن لما وصلت إليه في وقت سابق، واللغة المتراكمة لا تشير إلى احتمال الوصول إلى اتفاق حاليا.
وأشار الأنصاري إلى أن الرئيس الإيراني قدم اعتذارا رسميا لدولة قطر قيادة وشعبا، خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، لافتا إلى أن الضمانة الرئيسية في عدم العودة إلى مثل هذا التصعيد تكمن في ضمان ألا يكون هناك تصعيد في المنطقة.
وأوضح أن دولة قطر تعمل بشكل مباشر باتجاه إيجاد مدخل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ومن ثم الوصول إلى اتفاق عام في المنطقة، يضمن عدم وجود أي تهديد من أي طرف فيها، قائلا في هذا الصدد: "إن الموقف الإسرائيلي غير المسؤول باستمرار التصعيد بهذا الشكل، سينتج عنه تحديات غير محسوبة، والمنطقة اليوم ليست بعيدة عن التصعيد، وإن كان وقف إطلاق النار هو العنوان الرئيسي لهذا الوقت".
ودعا جميع الأطراف في المنطقة إلى الانخراط في عمل إيجابي يضمن استمرار وقف إطلاق النار وخفض حالة التصعيد.
وأعرب مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية عن تقدير دولة قطر للاجتماع الاستثنائي الـ 49 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي عقد بالدوحة في اليوم الذي تلا الهجوم الإيراني على قاعدة العديد الجوية، والذي أكد بكل وضوح على إدانة هذا الهجوم، وعلى التضامن الخليجي بهذا الإطار، وكذلك على الموقف الخليجي الداعم للجهود الدبلوماسية.
وأشار إلى ترحيب البيان الصادر عن هذا الاجتماع، بوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، وبالدور القطري في هذا الإطار، لافتا إلى أن هناك موقفا إقليميا واضحا من ضرورة خفض التصعيد في المنطقة.
من ناحية أخرى، تطرق الأنصاري إلى الاتصالات التي تلقاها معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، من قبل أصحاب المعالي والسعادة رؤساء الوزراء ووزراء الخارجية في العديد من الدول الشقيقة والصديقة، حيث أعربوا خلالها عن تضامنهم الكبير مع دولة قطر وإدانتهم للهجوم الإيراني على قاعدة العديد الجوية، معربا عن تقدير دولة قطر عاليا هذا التضامن العالمي الكبير مع قطر.
ولفت الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري، إلى أن معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، سيكون غدا /الثلاثاء/ في جمهورية إيرلندا لاستلام جائزة /تيبيراري/ للسلام، والتي تعد من أبرز الجوائز التي تقدم عالميا بهذا المجال، وتمنح سنويا تكريما للجهود الإنسانية والأنشطة الرامية إلى بناء السلام على المستوى العالمي.
وأوضح أن هذه الجائزة، التي يقدمها مؤتمر /تيبيراري/ للسلام، تهدف إلى تكريم أفراد أو منظمات قدموا إسهامات بارزة في مجالات السلام والعدالة وحقوق الإنسان حول العالم، مبينا أن هذا التقدير يعكس الدور الكبير الذي قام به معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في مختلف الوساطات، كما يؤكد على المكانة المهمة التي تتمتع بها دولة قطر في صناعة السلام عالميا.
ونوه الأنصاري بأن هذه الجائزة تمثل فرصة للتأكيد على التزام دولة قطر بدورها ليس كصانع للسلام فحسب، وإنما مهندس للسلام عالميا، لافتا إلى أن هذا ما تقوم به دولة قطر حاليا، سواء من خلال الاتصالات التي تجري حول الملف النووي الإيراني، أو الاتصالات التي تجري حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أو بين الكونغو ورواندا، ومختلف الملفات في المنطقة والعالم.
وأشار إلى أن دولة قطر شاركت في أعمال المنتدى الإنساني العالمي، الذي عقد في العاصمة البريطانية /لندن/ في 26 يونيو الجاري، حيث مثلت دولة قطر بهذا الاجتماع سعادة مريم بنت علي بن ناصر المسند وزير الدولة للتعاون الدولي، إذ أكدت سعادتها في كلمتها خلال الاجتماع على أهمية التمسك بمنهج مبدئي ومتسق في العمل الإنساني، لاسيما في ظل تصاعد الأزمات والتحديات العالمية.
كما شددت سعادتها على أن الالتزام بتنفيذ القانون الدولي الإنساني والاتفاقيات ذات الصلة لا يعد خيارا، بل التزام قانوني وأخلاقي لضمان حماية المدنيين والحفاظ على كرامة الإنسان، مؤكدة أن دولة قطر تحرص على بذل ما في وسعها من جهود فاعلة لتعزيز الحوار، والسعي إلى تحقيق الاستقرار.
ولفت الأنصاري إلى أنه على هامش أعمال هذا الاجتماع، التقت سعادة وزير الدولة للتعاون الدولي مع عدد من الشخصيات، كان منها؛ الرئيس التنفيذي للمنتدى الإنساني العالمي، ووكيل الوزارة لشؤون إفريقيا بوزارة الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية في بريطانيا، وسعادة اللورد طارق أحمد، لورد منطقة ويمبلدون، وزير الدولة السابق لشؤون الشرق الأوسط وجنوب آسيا والأمم المتحدة، في وزارة الخارجية والتنمية بالمملكة المتحدة، والسيد ريتشارد هوكس، عضو المجلس الاستشاري لمنتدى الإنساني العالمي.
وأشار إلى أن دولة قطر شاركت في حفل التوقيع على اتفاق السلام بين جمهورية رواندا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، التي جرت في 27 و28 يونيو الجاري في واشنطن، بتيسير من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث مثل دولة قطر في حفل التوقيع سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية، إذ أعرب سعادته عن ترحيب دولة قطر بإبرام هذا الاتفاق، وإشادتها بما أبداه الطرفان من إرادة صادقة والتزام حقيقي بنهج الحلول السلمية والدبلوماسية.
وأضاف أن سعادة وزير الدولة بوزارة الخارجية، قد عبر عن اعتزاز دولة قطر بالمساهمة في تيسير الوصول لهذا الاتفاق، عبر عقد عدد من جلسات المفاوضة بين الطرفين انطلاقا من استضافة الدوحة للقاء الثلاثي بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وفخامة الرئيس بول كاغامي رئيس جمهورية رواندا، وفخامة الرئيس فيليكس تشيسيكيدي رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، في مارس الماضي، والذي كان هو نقطة التحول التي أدت للوصول إلى هذا الاتفاق، كما ثمن سعادته كذلك الدور البناء للولايات المتحدة الأمريكية في استكمال هذه الجهود والوصول إلى اتفاق.
ولفت إلى أن سعادة وزير الدولة بوزارة الخارجية، قد التقى خلال وجوده في واشنطن، مع سعادة السيدة أليسون هوكر وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية بالولايات المتحدة الأمريكية، ومع سعادة السيد جيم ريتش رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، وعدد من أعضاء المجلس.