مستشار رئيس مجلس الوزراء: ما ينقص وقف إطلاق النار في غزة هو الإرادة السياسية

news image

الدوحة - 08 ديسمبر 2024

قال الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية إن ما ينقص وقف إطلاق النار في قطاع غزة هو الإرادة السياسية، خاصة أن صيغة الاتفاق بين الطرفين كانت مقبولة، ولكن كان هناك استغلال سياسي لهذا الأمر، لذلك قررنا التوقف عن دورنا كجهة وسيطة لأننا لا نريد أن يتم استخدامنا كأداة في هذا النزاع.

وأعرب الأنصاري، في جلسة نقاشية بعنوان "مستقبل الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط بعد انتخابات 2024" التي عقدت ضمن فعاليات اليوم الثاني والأخير لمنتدى الدوحة 2024 عن تفاؤل دولة قطر بالمرحلة المقبلة، خاصة وأن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يسعى لإيجاد حلول لمشاكل المنطقة، لافتا إلى أن ذلك يعد أمرا مبشرا، ولا بد من الضغط على جميع الأطراف لإنهاء هذا النزاع وإعادة بناء المنطقة.

وقال خلال الجلسة النقاشية التي شارك فيها كل من سعادة السيد جيسون غرينبلات مبعوث البيت الأبيض السابق للشرق الأوسط في عهد إدارة ترامب الأولى ومؤسس شركة أبراهام فينتشر المحدودة، والدكتور عبدالعزيز الصقر مؤسس ورئيس مركز الخليج للأبحاث، والدكتورة سنام فاكيل مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمعهد تشاتام هاوس، وأدارها جوناثان بانيكوف مدير مبادرة سكوكروفت لأمن الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي، "إن دولة قطر تتطلع لمواصلة العمل مع إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، خاصة أن لدينا سجلا حافلا من التعاون في العديد من المجالات سابقا، والتي نأمل في مواصلتها مستقبلا".

وأعرب، عن أمله في تعزيز الحوارات الإيجابية والنقاشات البناءة بين الولايات المتحدة ودول المنطقة، وعدم تهميش هذه الدول كما حدث مع بعض المناطق في العالم.

وأوضح مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، أنه خلال فترة الربيع العربي تعاملت قطر مع إدارة الرئيس باراك أوباما حينها، وتابعت العمل مع إدارة الرئيس دونالد ترامب في العديد من الملفات، كما استمر التعاون القطري مع إدارة الرئيس جو بايدن، خاصة فيما يتعلق بالظروف الراهنة في الأراضي الفلسطينية المحتلة في العديد من المجالات، وفي مقدمتها ملف الوساطة لوقف إطلاق النار.

ونوه إلى أهمية تعزيز الحوار بين دول المنطقة، والتركيز على مصالح الجميع، وتجاوز المصالح الدقيقة أو الفرعية لكل دولة، وصولا لتحقيق السلام والازدهار العالمي، لافتا في هذا السياق إلى أنه في حال وقوع أي مشكلة في واشنطن سيتأثر الشرق الأوسط منها، لذلك نسعى إلى أن تكون المشكلات والاضطرابات في الولايات المتحدة بأقل قدر ممكن.

وأكد أن استمرار الحروب يؤثر على أجيالنا المستقبلية، قائلا: إن الثقة بالحكومات وبالمجتمع الدولي تقل بالفعل عندما نتحدث عن قتل 50 ألف شخص في قطاع غزة حتى اليوم، في ظل حالة من الشلل يعيشها المجتمع الدولي، الذي يقف عاجزا أمام التعامل مع هذا الأمر حتى اللحظة".

وبين أنه قد يكون من المستحيل التوصل لاتفاق حول جميع التفاصيل في كيفية التعامل مع القضية الفلسطينية أو على قضية أخرى، إلا أنه لابد أن نتفق جميعا على وقف سفك الدماء فورا.

وتابع الأنصاري "علينا جميعا التعامل مع جميع الأطراف والضغط عليهم قبل البدء في مناقشة أي مستقبل، لأن الضغط على الجانبين أمر أساسي وضروري في أي نوع من أنواع الوساطة، خاصة وأنها تتم بين أطراف متنازعة وليست صديقة".

وجدد التأكيد أن دولة قطر بذلت كل جهودها وإمكانياتها في هذا الإطار، إلا أن قدراتها تبقى محدودة كجهة وسيطة، وعندما أرادت أن تستخدم إمكانياتها قامت بتجميد وساطتها حتى تكون الظروف مواتية لذلك، كما أكدت قطر أنها تعيد تقييم دورها وتستخدم كل إمكانياتها في هذا السياق، دون الضغط على طرف على حساب الآخر.

بدورهم، أعرب المشاركون في الجلسة النقاشية عن بالغ تقديرهم للجهود القطرية التي بذلت في ملفات الوساطة وتسوية النزاعات وفض الصراعات في المنطقة والعالم، بجانب دورها المهم في إعادة الرهائن والأسرى إلى أوطانهم.

واستعرضوا، خلال الجلسة، تصاعد الأحداث في منطقة الشرق الأوسط ولا سيما ما تشهده الأوضاع في المنطقة العربية، داعين الولايات المتحدة الأمريكية للضغط نحو إحلال السلام وعودة الأمن والاستقرار في المنطقة.

وبينوا أن الدمار الذي خلفته الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، والأزمة الإنسانية التي نتجت عن ذلك، تعود في الأصل إلى استمرار التوترات المتزايدة التي تشهدها المنطقة منذ زمن بعيد، معربين عن مخاوفهم من تأثير الجهات الفاعلة غير الحكومية على المنطقة، من خلال تحدي نهج إدارة الرئيس ترامب في التعامل مع الأزمات الإقليمية بالمنطقة ككل.

ودعوا الولايات المتحدة الأمريكية لتبني أهداف أكثر وضوحا لسياساتها المقبلة في منطقة الشرق الأوسط، والعمل على تعزيز العلاقات والتحالفات بين دول المنطقة؛ بهدف تدشين مرحلة جديدة أكثر سلاما، وبما يسهم في مواجهة التحديات المتزايدة التي يعيشها العالم اليوم.

وبينوا أن دول المنطقة لا تريد قيام حروب فيها، نظرا لما سينتج عن ذلك من عواقب متعددة تزيد الأمور تعقيدا، مشيرين إلى أهمية العمل على زيادة بناء التفاهمات وتعزيز الحوار البناء بين مختلف الأطراف، لتحقيق مصالح الجميع بالأمن والاستقرار.