في حلقة نقاشية بالمعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية : المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية يستعرض دور الدول الصغيرة والمتوسطة في مواجهة تبعات الاستقطاب العالمي

news image


ميلانو - إدارة الإعلام والاتصال - ١٤ سبتمبر ٢٠٢٣

استضاف المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية (ISPI)، الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، في حلقة نقاشية بعنوان "دور السياسة الخارجية القطرية في ظل عالم متعدد الأقطاب"  عقدت في مدينة ميلانو.


وسلط الدكتور  الأنصاري، في حديثه خلال الحلقة النقاشية، الضوء على الديناميكيات المتطورة للدبلوماسية العالمية، مع التركيز على الدور الحاسم الذي تلعبه الدول الصغيرة والمتوسطة، مع وضع دولة قطر الفريد كمثال رئيسي في التغلب على تعقيدات الاستقطاب الدولي.
 
وقال إن الوضع الراهن للشؤون الدولية يتسم بإحساس واضح بالاستقطاب الدولي، وتطرق إلى  الروايات السائدة التي غالبا ما تبالغ في تبسيط عالم الدبلوماسية العالمية المعقد.
 
 وأشار  إلى أن المشهد الجيوسياسي العالمي قبل الحرب العالمية الثانية كان واضحا نسبيا، مع وجود نظام عالمي ثنائي القطب يقسم الدول إلى شرق وغرب خلال هذه الحقبة، وقال : كان بوسع الدول أن تضع نفسها بسهولة ضمن هذا الطيف القطبي، على الرغم من أن دول عدم الانحياز واجهت في كثير من الأحيان خيارات صعبة.
 
وقال: إن حقبة الحرب الباردة جلبت انقسامًا صارخًا أجبر الدول على الاختيار بين المعسكر الشرقي أو الغربي. وبالتقدم السريع ليومنا هذا، تطورت الروايات. فرواية الغرب هي الديمقراطية مقابل الاستبداد، والنظام الدولي القائم على القواعد، والقيم الليبرالية، في حين يحتشد الشرق حول فكرة الجنوب العالمي، ومعارضة الهيمنة، والسيادة الوطنية، والأسواق الحرة، وفكرة الدول القوية.
 
وأوضح بأن الفحص الدقيق يكشف عن عدم التطابق بين هذه الروايات وأفعال الدول، مما يؤدي إلى الإفراط في تبسيط الديناميكيات العالمية.
 
وتناول  الدكتور الأنصاري، الدور المحوري الذي تلعبه الدول الصغيرة والمتوسطة  في السياق العالمي الحالي، وقال: إن هذه الدول تجد نفسها في وضع فريد، ولا تتناسب بشكل جيد مع الثنائية السائدة بين الشرق والغرب. مشيراً إلى دولة قطر كمثال رئيسي لافتاً إلى تعقيدات الالتزامات الدبلوماسية للدول الصغيرة والمتوسطة، وقال إن قطر هي حليف كبير للولايات المتحدة ووسيط في المحادثات بين الولايات المتحدة وطالبان، وتتعامل مع أوكرانيا وروسيا وإيران والصين.
 
وحول ما يمكن أن تفعله الدول الصغيرة والمتوسطة في ظل نموذج الشرق والغرب، أشار الدكتور الأنصاري إلى أن الدول الصغيرة والمتوسطة المتقدمة يمكن أن يكون لها تأثير كبير من خلال دعم الدول الأقل تقدماً من خلال بناء القدرات والتحالفات بين بلدان الجنوب، وقال إن هذا الدور يرتكز حول إعادة تشكيل النظام العالمي وتقليل التوترات بين القوى الكبرى.
 
وشدد الدكتور الأنصاري على أن تفعيل دور الدول الصغيرة والمتوسطة خارج الانقسام بين الشرق والغرب أمر بالغ الأهمية، وأضاف: لقد تعثرت الفكرة التي عفا عليها الزمن والتي تتلخص في نموذج عالمي واحد قابل للتطبيق عالمياً، الأمر الذي أفسح المجال أمام مسارات متنوعة تعتمد على مصالح وظروف كل دولة على حدة، وأكد على أنه من الناحية الاقتصادية، يجب أن تتطور النماذج الغربية لتصبح أكثر شمولا، ومن الناحية الاجتماعية، فإن القيم الغربية لا تتناسب مع جميع الدول.
 
وركز  مستشار رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، على الدور النشط الذي تلعبه الدول الصغيرة والمتوسطة في الدبلوماسية، مشيراً إلى نموذج دولة قطر في التفاعل الدبلوماسي المعقد لهذه الدول.

ورأى أن الدول الصغيرة والمتوسطة مشاركين أساسيين في الدبلوماسية الوقائية، والوساطة، والبحث عن حلول عملية، والدعوة إلى التعددية، وقال:  إن  الدول الصغيرة والمتوسطة تسعى لتخفيف التوترات بين القوى الكبرى، وتظل قدرتها على التكيّف أساسية في التعامل مع المشهد السياسي العالمي المتغير باستمرار.