نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: قطر تعتبر العلاقات مع الولايات المتحدة من أهم الشراكات الاستراتيجية لديها

نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: قطر تعتبر العلاقات مع الولايات المتحدة من أهم الشراكات الاستراتيجية لديها

الدوحة - إدارة الإعلام والاتصال - 22 نوفمبر

أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن دولة قطر تعتبر العلاقات مع الولايات المتحدة من أهم الشراكات الاستراتيجية لديها، والتي تمتد إلى الشراكة السياسية وفي مجال الدفاع والأمن والمجالات الاقتصادية والتنموية.

واعتبر سعادته، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع سعادة السيد أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، على هامش الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي الخامس المنعقد حالياً في الدوحة، هذه الجولة من الحوار منصة هامة في تعزيز تلك العلاقات التي تتمتع بأسس قوية وصلبة وشراكة متعددة الأوجه.

ولفت سعادته، إلى أن الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي، كان فرصة لمناقشة قضايا متعددة سواء ما يخص القضايا الإقليمية والتحديات التي يواجهها العالم اليوم، وكذلك مناقشة تطورات الاتفاق النووي، والتطورات في الساحة العراقية ولبنان وليبيا، والقضية الفلسطينية التي تعتبر القضية المركزية لدينا، بالإضافة إلى الجهود المشتركة في أفغانستان.

وأشار إلى مناقشة كيفية الاستجابة للتحديات العالمية بشكل مشترك، وخصوصاً تحديات الطاقة والأمن الغذائي والتحديات التنموية الأخرى التي تواجه عالمنا اليوم.

وأضاف: "دولة قطر والولايات المتحدة تتوافقان في وجهات النظر حيال هذه القضايا ونتطلع للعمل سويا بين فرق العمل التي ستستأنف المحادثات بين المؤسسات المعنية في الدولتين".

وقال: "نتطلع في دولة قطر دائماً لتعزيز الشراكة مع الولايات المتحدة، ولأن يكون هناك دائماً حوار مفتوح وعلاقة مبنية على الثقة المتبادلة وعلى الشفافية فيما بين الدولتين".

وثمّن سعادته، التعاون الذي أبدته الولايات المتحدة بمؤسساتها المختلفة في هذه المرحلة بدعم إقامة بطولة كأس العالم، معرباً عن الشكر على كافة الجهود وخاصة المؤسسات الأمنية ومؤسسات الأمن الفضائي في الولايات المتحدة للدعم الذي قدمته لدولة قطر لإقامة هذه البطولة، لافتاً إلى أن هذا جزء من التعاون الذي يمتد لما وراء الشراكات المتعددة بين الدولتين.

وفي رد سعادته على سؤال بشأن الهجمة الإعلامية التي تتعرض لها دولة قطر، نوّه بأن قطر عندما نالت شرف استضافة كأس العالم كانت حازمة أمرها على أن يكون هناك عمل متعدد المجالات للوصول إلى هذا التنظيم الذي أبهر العالم جميعاً.

وقال: "كثيرون قد يعتقدون أن كأس العالم هو السبب الرئيسي للإصلاحات التي حدثت في السنوات الأخيرة، لكن نحن نرى أن كأس العالم هو فقط محفز لهذا الشيء ومُسرع للعملية"، وشدد على أن هذه عملية مستمرة وغير منقطعة ولا ترتبط بحدث معين أو بمرحلة معينة، وإنما هي رحلة ستكتمل، لافتاً في هذا الصدد إلى رؤية سمو الأمير "حفظه الله" والتي هي رؤية تحول لدولة قطر ومواكبة للمتغيرات التي تحدث في العالم حولنا.

وأكد أن مسألة حقوق الإنسان في دولة قطر هي مسؤولية من الدولة تجاه الشعب القطري وتجاه كل من يعيش على أرض قطر، مشدداً على أن قيادة دولة قطر كانت حاسمة في هذا الموضوع، مشيراً إلى أن هذه الإصلاحات التي تم تبنيها هي لخدمة هذا الهدف.

وقال إن بعض وسائل الإعلام لم تأخذ الإصلاحات التي قامت بها دولة قطر بعين الاعتبار، وللأسف أتت بحكم مسبق بدون حتى زيارة دولة قطر والحديث مع المسؤولين فيها رغم أن دولة قطر دائما تفتح أبوابها للجميع وتتحاور مع الجميع منذ أن بدأت هذه الهجمات.

وأضاف: "لا نستطيع تغيير آراء من هم يريدون فقط النيل من سمعة قطر لأهداف أو أخرى. قد لا تتعلق هذه الأهداف بدولة قطر لكن أعتقد أن السواد الأعظم من الناس وجمهور كرة القدم عندما أتوا إلى الدوحة تفاجأوا بهذه الإعدادات الناجحة. ودولة قطر والشعب القطري دائما مضياف ومُرحب بالجميع".

وأشار سعادته، إلى الفرحة في عيون الناس باستضافة مثل هذا الحدث، وفرحة الجمهور وفرحة مشاركتهم ومتعتهم بتجربة شيء جديد لم يتم تجربته مسبقاً.

ونوّه سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ببرنامج العمل الذي يتم من خلاله العمل بين دولة قطر والولايات المتحدة لبناء القدرات بين المؤسسات المختلفة ومؤسسات إنفاذ القانون والتعلم والاستفادة من الخبرة التي توجد لدى الولايات المتحدة، مشيراً إلى وجود "نقاط نتفق عليها وأخرى نختلف عليها لأن هذه المسائل عادة تكون وفقا لما يتناسب مع المجتمع الذي تطبق فيه".

ووجه سعادته، رسالة لوسائل الإعلام والرأي العام، بأن دولة قطر ترحب بالجميع وأبوابها مفتوحة، داعياً لضرورة التركيز على كرة القدم وعلى ما يحدث في أرض الملعب والاستمتاع بكافة التحضيرات التي قامت بها قطر.

وأضاف: "من أراد أن يطلق أحكاماً مسبقة فقط لتحقيق أهداف أخرى سيكون لذلك فقط أثر مؤقت لكن في النهاية الحقيقة التي على الأرض هي التي تتحدث عن نفسها".

وأعرب عن تطلعه أن تكون هذه البطولة في قطر هي محطة لتجمع الشعوب ولتلاقي الثقافات، ولتلاقي كافة الحضارات، والاستمتاع بما توفره الأجواء هنا في الدوحة وتجربة ضيافة الشعب القطري والمقيمين على أرض قطر.

من جانبه قال سعادة السيد أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، إن دولة قطر تفوقت على الولايات المتحدة في استضافة هذا الحوار الرائع والمفصل، كما تفوقت في الامتاع والترفيه.

وأضاف: "نحن هنا نجتمع في نقطة ذروة في علاقاتنا الدبلوماسية التي دامت لخمس عقود وأصبح تعاوننا أعمق من أي وقت مضى، وبهذا فإن شعبينا أفضل حالا. علاقتنا الأمنية هي الأقوى، وتستضيف قطر أكبر قواعدنا العسكرية في المنطقة والتي تعد مرساة للأمن والاستقرار الإقليميين".

وأشار إلى أن الرئيس جو بايدن صنف قطر في مارس الماضي حليفاً رئيسياً من خارج حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وبعد ذلك بعدة أشهر بدأنا في تسليم طائرات "إف  15" للقوات الجوية الأميرية القطرية، مما رفع قدراتها الدفاعية وجعل جيوشنا أكثر قابلية للتشغيل البيني.

وأكد أن الولايات المتحدة ودولة قطر تتشاركان في المنطقة وخارجها لتعزيز الاستقرار والحد من التوترات وإنهاء الصراعات، لافتاً إلى أن قطر قدمت مساعدات اقتصادية حيوية للشعب الفلسطيني، وساعدت في دفع رواتب قوات الأمن في لبنان، وتوسطت في اتفاق سلام بين الحكومة الانتقالية التشادية وجماعات المعارضة، كما أنها تعمل باستمرار على رأب الخلافات الإقليمية، وهو أمر ضروري لمعالجة التحديات المشتركة التي نواجهها نحن وشركاؤنا.

وأضاف: "كذلك نعمل على تعميق علاقاتنا الاقتصادية من الطيران المدني إلى الطاقة المتجددة، حيث تخلق الشركات والمستثمرون القطريون والأمريكيون فرصاً جديدة للناس في كلا البلدين".

وفي هذا الصدد أعلن ترحيب الولايات المتحدة بالتزام دولة قطر بزيادة إنتاج قطر من الغاز الطبيعي المسال، الأمر الذي من شأنه تعزيز أمن الطاقة العالمي، ومساعدة الناس في جميع أنحاء العالم الذين يكافحون من أجل مواكبة ارتفاع التكاليف.

وقال إن بلاده تُقدر جهود قطر للحد من الانبعاثات مثل التعهد العالمي للميثان والاستثمار لتعزيز التحول في مجال الطاقة النظيفة، وأضاف: "حيثما تستمر الصراعات وعدم الاستقرار، فإننا نعمل على مساعدة الأشخاص الذين يعانون نتيجة ذلك. عندما استولت طالبان على السلطة بالقوة في أفغانستان لعبت قطر دورا لا غنى عنه في مساعدة الولايات المتحدة على نقل عشرات الآلاف من الأفغان أكثر من أي مكان آخر".

وفي هذا الصدد أكد سعادته، أن هذا العمل يستمر وتواصل قطر توفير نقطة عبور للأفغان لبدء حياة جديدة في الولايات المتحدة، وأعرب عن امتنان الولايات المتحدة لدور قطر ودور سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وفريق عمله في تأمين إطلاق سراح المواطن الأمريكي مارك ريكس بعد أكثر من عامين ونصف.

وقال إن العمل الذي تقوم به قطر وبالتعاون معنا لإصلاح النزاعات الإقليمية والعمل الذي تقوم به لدعم الشعب الفلسطيني هو أمر ضروري وحيوي، بالإضافة إلى الموقف المبدئي الذي اتخذته تجاه أوكرانيا ومساعدتها في تقديم مساعدات في مجال الطاقة العالمي، وأضاف: "كل هذه المجالات نعمل فيها مع بعضنا عن قرب أكثر من أي وقت مضى، ولقطر أثر كبير عليها".

ونوّه بدور دولة قطر في تقديم المساعدات الإنسانية لمن يحتاجونها، معرباً عن أمله في أن تنسق بلاده مع دولة قطر في هذا المجال أكثر وأكثر، وأضاف: "هذا أمر لقطر دور ريادي فيه والاحتياجات حول العالم كبيرة".

وقال إن "الحوار الاستراتيجي الذي أطلقناه اليوم يبني على تعاوننا في كل هذه المجالات لاسيما التعاون الثقافي والتعليمي ومكافحة الإرهاب والتأشيرات والقضايا القنصلية، وقضايا العمل والاتجار بالبشر، وكلها عملنا عليها في الفترة التي سبقت كأس العالم هذا الحدث الرياضي التاريخي".

وهنأ وزير خارجية الولايات المتحدة، دولة قطر، على استضافة أول بطولة لكأس العالم في الشرق الأوسط، وقال إن بيان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بأن الجميع مرحب به هنا في كأس العالم هو رسالة مهمة لحدث يجمع الناس من جميع مناحي الحياة.

وقال إن دولة قطر خطت خطوات ذات مغزى في السنوات الأخيرة لتحسين قوانين العمل وتوسيع نطاق حقوق العمال، لافتاً إلى دور العمال في العمل الهائل الذي تم لاستضافة كأس العالم.

وشدد على أن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع قطر على تعزيز حقوق العمال وحقوق الإنسان على نطاق أوسع على المدى الطويل، وأضاف: "وقعنا اليوم خطاب نوايا لتوسيع تعاوننا بشأن تعزيز إمكانية الوصول ومكافحة الاتجار بالبشر وتحسين ممارسة العمل".

وأوضح أن هذه الجهود تتماشى مع التزام الرئيس جو بايدن بجعل حقوق الإنسان ركيزة للسياسة الخارجية للولايات المتحدة وجوهر قيمنا ومصالحنا.

وأشاد سعادته، بالتطور والتقدم في دولة قطر في مجال حقوق الإنسان وحقوق العمال، وتهريب والاتجار في البشر، مشيراً إلى التحديات في هذا المجال، وأضاف: "هي أمور نناقشها مع قطر منذ زمن طويل وحوار يستمر اليوم وسيستمر. حين تنتهي كأس العالم".

وقال سعادة وزير خارجية الولايات المتحدة: "نقدر التطور والإصلاحات التي قامت بها قطر، ومن ناحية التحقيق والمحاكمة والمعاقبة وتأسيس وحدات شرطية طبقا لمذكرة تفاهم ضد الاتجار في البشر بين البلدين"، كما أثنى على دولة قطر لتأسيسها دار الرعاية الإنسانية لرعاية ضحايا تهريب البشر.