وزارة الخارجية تحتفل بيوم الأمم المتحدة

الدوحة – المكتب الإعلامي – 25 أكتوبر
نظمت وزارة الخارجية بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة في دولة قطر، احتفالية بمناسبة يوم الأمم المتحدة الذي يصادف الرابع والعشرين من أكتوبر من كل عام، وذلك في إطار الاحتفاء بالتعاون القائم بين دولة قطر ومنظمة الأمم المتحدة.
حضر الحفل الذي أقيم اليوم بساحة الأعلام، سعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي الأمين العام لوزارة الخارجية، وسعادة السيدة مريم بنت عبدالله العطية رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان ورئيس التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، و سعادة السيد حمد بن ناصر المسند رئيس هيئة الرقابة الإدارية و الشفافية، وسعادة السيد علي بن خلفان المنصوري مدير إدارة المنظمات الدولية بالإنابة بوزارة الخارجية، وعدد من أصحاب السعادة مدراء الإدارات و السفراء وممثلي السلك الدبلوماسي بالدولة بالإضافة إلى عدد من مسؤولي وممثلي الجهات المعنية في الدولة و مؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات التعليمية، ومؤسسات العمل الاجتماعي والخيري.
وقال سعادة الأمين لوزارة الخارجية في كلمة، إن الاحتفال بيوم جديد للأمم المتحدة بدولة قطر يمثل رمزية رفيعة وذات قيمة عالية، حيث يتم تنظيم هذه الفعاليات بالتعاون مع الشركاء في الأمم المتحدة، وبحضور ومشاركة أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى دولة قطر، والمسؤولين المعنيين في الدولة، إضافة إلى ممثلي المنظمات الإنمائية والإنسانية، والمؤسسات الأكاديمية والبحثية.
وأوضح أن الاحتفال باليوم العالمي للأمم المتحدة، هو احتفال بذكرى ميثاق الأمم المتحدة، الذي يعد حَجر الزاوية لهذه المنظمة الأممية، وبالتالي هو احتفاء بنشأتها وميلادها ومنصةَ تأسيسها الأولى، واحتفاء بجهود ونضالات أسلافَنا من شعوب العالم الذين قرروا الانعتاق من مآسي ومرارات الحروب والدماء، الى آفاق السلام، والتعايش السلمي، والحوار الحضاري العابر للأديان والثقافات، كما يمثل وقفة مهمة من أجل الأجيال القادمة التي تتطلع الى السلام، والتنمية، والنهضة، والازدهار.
وردد سعادته كلمات مؤثّرة للسيد داغ همرشولد أحد الأمناء العامين المميزين للأمم المتحدة، مفادها أن ميثاق الأمم المتحدة لا يمكن أن يخذلَنا، ولكن مسؤولية الدول الأعضاء هي التي يجب أن تٌصحِح أي عيوب واخفاقات في مسيرة عمل المنظمة.
وبين سعادة الأمين العام لوزارة الخارجية أن لدولة قطر والأمم المتحدة الكثير للاحتفاء به بمناسبة هذا اليوم العالمي، منوها إلى أنه انطلاقا من الرؤية العالمية والإنسانية الثاقبة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، التي تتضمن في أولوياتها دعم الأمم المتحدة في ظل التحديات والمتغيرات الدولية العميقة والمتسارعة، فقد قَدمت دولةُ قطر العديد من المبادرات في إطار مواجهة التحديات والقضايا العالمية، وعقدت الكثير من اتفاقيات الشراكات الدولية الاستراتيجية مع منظماتِ ووكالاتِ الأمم المتحدة المختلفة.
وأشار إلى أن مبادرات دولة قطر على المستوى الدولي متعددة ويصعب حصرَها، لافتا إلى أن من أبرزها تقديم قرار الجمعية العامة 76/259 حول "كأس العالم 2022 الذي ينظمه الاتحاد الدولي لكرة القدم في قطر"، والقرار 75/274 الذي بموجبه اعتُمد "اليوم الدولي للمرأة القاضية" في 10 مارس من كل عام. مضيفا أنه خلال العام الماضي وبمبادرةٍ وتمويل من دولةِ قطر، افتتح مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب مكتبي برامج تابعين له في الدوحة، وهما المركز الدولي للرؤى السلوكية لمكافحة الإرهاب، والمكتب المعني بالمشاركة البرلمانية في مكافحة الإرهاب، كما بادرت دولةُ قطر بتأسيسِ بيت الأمم المتحدة في الدوحة الذي سيستضيف عدداً من مكاتب، وفروع، وبرامج، ووكالات الأمم المتحدة الإقليمية والقُطْرية، معربا عن تطلعه للاحتفاء بافتتاحه قريبا.
وتابع أن دولة قطر قادت مؤخرا العمل الدولي المتعدد الأطراف في عدة مجالات بما في ذلك قيادة فريق تمويل العمل المناخي وتسعير الكربون بالشراكة مع فرنسا وجامايكا.
وأوضح سعادة الأمين العام لوزارة الخارجية أن دولةَ قطر تواصل تعاونَها كشريك وثيق للأمم المتحدة، وذلك لمساعدة منظماتها ووكالاتها المتخصصة لتنفيذ ولاياتها واختصاصاتها على الوجه الأمثل، وبمنهج متسق في ميادين ومجالات بناء السلام، والتنمية المستدامة، والمناخ، والصحة، والتعليم، والمساعدات الإنسانية، والوساطةِ في حل المنازعات، ومحاربةِ خطر الإرهاب والتطرف العنيف، اتساقا مع رؤية واستراتيجية دولة قطر في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، على محليا وإقليميا ودوليا، لبناء عالم تسوده قيم السلام والعدل والإنصاف.
ونوه سعادته بتوجيه سمو الأمير بتقديم الدعم المتعدد السنوات للأمم المتحدة بإجمالي 500 مليون دولار، وذلك لتعزيز قدرة منظماتها ووكالاتها المتخصصة للتصدي للتحديات والأزمات العالمية التي تهدد وجود واستقرار معظم شعوب العالم".
ولفت إلى أن معظم شراكات دولة قطر مع منظمات الأمم المتحدة مُصممه لتحقيق أهداف وغايات الأمم المتحدة، خاصة فيما يتعلق بأهداف التنمية المستدامة ال 17، مشيرا إلى أن دولة قطر وقعت مع مكتب الأمم المتحدة للشراكات اتفاقا للتعاون من أجل تحقيق أهداف الخطة الأممية لأهداف التنمية المستدامة لعام2030.
وأشار سعادته إلى أن الترتيبات الخاصة باستضافة دولة قطر للجزء الثاني لمؤتمر الأمم المتحدة الخامس والمتعلق بالدول الأقل نموا والمقرر عقده في الدوحة في الفترة من 5 الى 9 مارس 2023، تسير على قدم وساق، لافتا إلى أنه سيكون منبرا مهما للتصدي للكثير من التحديات الدولية التي تواجه البلدان الأقل نموا.
وقال إن رهان دولة قطر على المؤسسات الدولية، والتعاون والشراكة المتعددة الأطراف خاصة عبر منظومة الأمم المتحدة، هو رهان استراتيجي، موضحا أنه بالرُغم من القصور في تحقيق أهداف التأسيس والنشأة بشكل كامل في كل المجالات، لا يوجد بديل عملي للأمم المتحدة في ظل واقعنا الدولي المعقد الراهن، ولذلك فإن دولةُ قطر تؤمن بضرورة مواصلة إصلاح وتفعيل الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الأخرى، حتى تستطيع الاستجابة للتحديات الدولية الراهنة، وتحقيق تطلعات وآمال الأجيال القادمة، وهذا ما حدا بدولة قطر أن تدعم مبادرات في إطار التطوير المؤسسي للأمم المتحدة، مجددا التزام دولة قطر بالعمل والشراكة مع المنظمة الدولية في المجالات كافة.
وعبر سعادته عن تطلع دولة قطر للترحيب بالحضور، في فعاليات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، التي تتشرف باستضافتها كأول دولة عربية على الإطلاق، مؤكدا أنها ستكون بطولة متميزة وفريدة، وحدثا إنسانيا رفيعا وتاريخيا، سيعزز قيم السلام والحوار والتسامح بين شعوب العالم كافة.
وعبرت سعادة السيدة مريم بنت عبدالله العطية رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان ورئيس التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في كلمة لها عن سعادتها بالمشاركة في الحفل باسم اللجنة مشيرة إلى أنه بالرغم من كافة التحديات والعوائق التي واجهتها الأمم المتحدة عبر مسيرتها، على مدار ما يقارب من سبعة عقود ونصف، إلا أنها تمكنت من تحقيق مقاصدها وغاياتها الواردة في المادة الأولى من الميثاق، بما انعكس على حياتنا إيجابا، خاصة في مجال حفظ السلم العالمي وفقا لمبادئ العدل والقانون الدولي، وإنماء العلاقات الودية بين الأمم على أساس احترام مبدأ المساواة في التمتع بالحقوق لكافة الشعوب وحقها في تقرير مصيرها، واتخاذ التدابير الكفيلة بتعزيز التعاون الدولي في حل المسائل العالمية ذات الصبغات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية، وبالأخص منها العمل على تعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس جميعا، والتشجيع على ذلك بلا تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو الدين.
وأوضحت أنه منذ انضمام دولة قطر إلى الأمم المتحدة عام 1971، حرصت على الالتزام بمقاصدها ومبادئها من أجل إرساء الاستقرار والتنمية والعدالة الاجتماعية، ليس فقط في دولة قطر وإنما في جميع أنحاء المعمورة، ونوهت إلى أنه يمكن ملاحظة الانخراط القطري في دعم الانشغالات والقضايا العالمية التي تحددها الأمم المتحدة ووكالاتها وآلياتها المختلفة، بوصفها ذات أولوية من أولويات الإنسانية والمجتمع الدولي.
وتابعت أنه يكفي الإشارة إلى أن الدوحة أصبحت عاصمة للعمل الدولي المتعدد الأطراف، وبخاصة بعد استضافتها للكثير من المؤتمرات والفعاليات والبرامج الدولية، فعلى سبيل المثال، استضافت مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ لعام ٢٠١٢ كما تستضيف مركز الأمم المتحدة للتدريب والتوثيق في مجال حقوق الإنسان لجنوب غرب آسيا والمنطقة العربية، ووقعت اتفاقيات لاستضافة مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لدعم جهود وسبل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومكتب برنامج الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ومكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب المعني بالمشاركة البرلمانية في منع الإرهاب ومكافحته.
وبينت سعادتها أن دولة قطر تواصل كذلك، تقديم المساهمات المالية للعديد من الهيئات والكيانات والبرامج التابعة للأمم المتحدة في مجالات حقوق الإنسان والتنمية المستدامة والمساعدات الإنسانية والإغاثية.
وثمنت مشاركة دولة قطر في الجهود الدولية المعنية بتمكين الأطفال من حقهم في التعليم في مناطق النزاعات، وتقديم 100 مليون دولار لدعم البلدان الجزرية الصغيرة والنامية وأقل البلدان نموا في معالجة آثار التغير المناخي ومتابعة تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتابعت: لا بد لنا في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان أن نشكر دولتنا قطر، على الدعم المتواصل الذي نتلقاه من كل الوزارات والمؤسسات، وخاصة تلك المتعلقة بدعم فعالياتنا الدولية بالشراكة مع الأمم المتحدة، بهدف تسليط الضوء على الانشغالات والقضايا الحقوقية العالمية وتقديم آليات الاستجابة الفاعلة معها.
ورحبت بجميع الحاضرين في المؤتمر الدولي حول التغير المناخي وحقوق الإنسان الذي تعقده اللجنة بالشراكة مع المفوضية السامية لحقوق الإنسان والتحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان وجامعة الدول العربية في شهر فبراير ٢٠٢٣.
وقالت سعادتها إن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، وهي تحتفل بمرور عشرين عاما على تأسيسها، تُدرك كل يوم حاجة هذا العالم وشعوبه إلى الأمم المتحدة وقيمها ومبادئها، من أجل تحقيق السلام والتنمية والازدهار. ونحن نرى أن منظومة حقوق الإنسان الدولية ما كان لها أن تظهر لحيز الوجود وتحقق أهدافها التي اتفق عليها المجتمع الدولي، ولو نسبياً، في جعل حياة الإنسان أفضل، لولا العمل الجاد والمستمر والمتراكم من الأمم المتحدة على حقوق الإنسان خلال العقود الماضية.
وجددت الالتزام بميثاق الأمم المتحدة لافتة إلى أنه سيظل نبراساً لعملنا، لا سيما وأن الأزمات الاقتصادية والصحية، فضلاً عن الكوارث الطبيعية والإنسانية التي عاشها العالم وما يزال يعيشها، قد أثبتت بالدليل القاطع، أن التضامن الدولي القائم على نهج حقوق الإنسان هو الوسيلة الوحيدة والناجعة لمواجهة اللحظات الصعبة، وتوحيد الجهود الوطنية والعالمية لحماية حق الإنسان في الحياة والكرامة والحرية والمساواة والعدالة، وهذه هي مقاصد الأمم المتحدة وبوصلة عملها.
وقال سعادة السيد صلاح خالد ممثل منظمة اليونسكو لدى دول الخليج العربية واليمن ومدير مكتب اليونسكو بالدوحة في كلمة بالنيابة عن مكاتب ووكالات منظمة الأمم المتحدة في دولة قطر إن يوم الأمم المتحدة يمثل فرصة للاحتِفاء بهذه المنظمة العريقة، التي تَضُم مائة وثلاثا وتِسعين دولة، وللاحتفال بإنجازاتنا وإسهاماتِنا في مجالات السلام والتنمية، في جميع أنحاء العالم.
ونوه إلى أن دولة قطر دأبت مُنذُ انضمامها إلى منظمة الأمم المتحدة في عام ألف وتسعمائة وواحد وسبعين على إبراِز دورِها المتميز، وشَراكَتِها الاستراتيجية، مع برامج وصناديق ووكالات الأمم المتحدة المتخصصة لافتا إلى أنها حَرَصَت، ولا تزال، على المساهمة الفاعلة في مجالات السلام والتنميةِ المستدامة، وحُقوقِ الإنسان، والتغير المناخي، والتعليم، والصحة، وشؤون الأطفال والمرأة، وتمكين الشباب، والوساطة في حل النزاعات والحروب، ومكافحة تهديدِ الإرهاب والتطرف العنيف، في العديدِ من دُول ومناطق العالم، بجانب دورِها المستمر في الإغاثة ومد يد العون إلي اللاجئين والنازحين، والدعم لكافة الدول في حالات الكوارث الطبيعية.
ولفت إلى إن هذه الفعالية تُقام في ساحة الأعْلَام التي استضافت على مدار عَشرَة أيام مهرجان "الجاليات" كبادرة متميزة عرفت مُشاركة العديد مِنَ الجاليات والسفارات والبعثات الدبلوماسية بالدولة، وشهِدت زَخما وتنوعا ثقافيا واسع النطاق، وتزدان بأعلام الدول المُمَثَلة في دولة قطر، وهي خير مثال للتنوع، مما يجعلُها مكانا مثاليا للاحتفال بيوم الأمم المتحدة.
وتخلل الحفل كلمات مسجلة لكل من مدير مكتب منظمة اليونسكو ، مدير مكتب منظمة العمل الدولية، مدير مكتب اليونيسف، ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى دول مجلس التعاون الخليجي، مدير مكتب منظمة الهجرة الدولية، مدير مكتب الأمم المتحدة الإنمائي، رئيسة المركز الدولي للرؤى السلوكية في مكافحة الإرهاب، مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب المعني بالمشاركة البرلمانية في منع الإرهاب ومكافحته، مركز الممثل الخاص للأمين العام المعني بالأطفال والنزاع المسلح، مديرة مكتب منظمة الصحة العالمية، معبرين عن تقديرهم و امتنانهم لما تقدمة دولة قطر من جهود لدعم مبادرات الأمم المتحدة لتحقيق الأمن و السلم الدوليين.
وكرمت مكاتب الأمم المتحدة بالدولة سعادة الأمين العام لوزارة الخارجية، وسعادة رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، وسعادة مدير إدارة المنظمات الدولية بالإنابة بوزارة الخارجية، تقديرا لجهود دولة قطر وشراكتها مع الأمم المتحدة.
وبما أن الموسيقى لغة كونية، فقد اختتم الاحتفال بيوم الأمم المتحدة بمعزوفات من فرقة أوركسترا قطر الفلهارمونية، والتي قدمت معزوفات عالمية هدفها توحيد الشعوب بلغة واحدة.
وتؤكد الرسالة التي تقدمها دولة قطر بهذه المناسبة، التزامها بالعمل الدولي المتعدد الأطراف، وأنها شريك فاعل في المجتمع الدولي من أجل تحقيق أهداف الأمم المتحدة للسلام والتنمية وحقوق الإنسان.