تدشين موسوعة الاستغراب بالتعاون بين اللجنة القطرية لتحالف الحضارات بوزارة الخارجية وجامعة قطر ومنظمة /الايسيسكو /

تدشين موسوعة الاستغراب بالتعاون بين اللجنة القطرية لتحالف الحضارات بوزارة الخارجية وجامعة قطر ومنظمة /الايسيسكو /

الدوحة - المكتب الإعلامي - 23 مايو

دشنت اليوم /موسوعة الاستغراب/ التي تُعد أول موسوعة تصدر في العالم الإسلامي ترصد الغرب وتحلل الاتجاهات الفكرية والسياقات الثقافية التي تحكم نظرته ورؤاه، من منطلقات عربية إسلامية وبآفاق علمية وموضوعية، في حفل بالنادي الدبلوماسي.

وحضر حفل التدشين سعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي الأمين العام لوزارة الخارجية نائب رئيس اللجنة القطرية لتحالف الحضارات وسعادة الدكتورة حمدة بنت حسن السليطي نائب رئيس مجلس الشورى، وسعادة الدكتور حسن بن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر، وسعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، وسعادة الدكتور سالم المالك المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة /الإيسسيكو/، وفضيلة الدكتور إبراهيم بن عبدالله الأنصاري عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، وعدد من أصحاب السعادة رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى الدولة، والمسؤولين والأكاديميين والإعلاميين. وتم في الحفل تكريم الجهات الداعمة والمشاركة في إعداد الموسوعة.

صدرت الموسوعة في قسمها الأول من أربعة أجزاء، بالتعاون بين اللجنة القطرية لتحالف الحضارات بوزارة الخارجية وجامعة قطر ممثلة بكرسي الإيسيسكو لحوار الحضارات في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة /إيسيسكو/.

وقال سعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي الأمين العام لوزارة الخارجية في كلمته خلال الحفل: "نحتفل اليوم بمناسبة متميزة تتمثل في تدشين موسوعة الاستغراب التي تُعد أول موسوعة تصدر في العالم الإسلامي الذي يفتقر للدراسات العلمية والموسوعية التي ترصد مسار التطور الديناميكي المطرد للعالم الغربي منذ بدا التقويم الميلادي لحد الآن، وذلك وفق رؤية موضوعية دقيقة ومنهجية علمية أصيلة تعكس الفهم الصحيح لحقيقة ومضامين التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي شهدها الغرب".

وأشار سعادته إلى أن إصدار هذا المشروع العلمي الضخم جاء تنفيذاً لرؤية قطر الوطنية 2030 والتي أكدت على رعاية ودعم حوار الحضارات والتعايش بين الأديان والثقافات المختلفة، وانسجاما مع الهدف العام الذي تسعى اللجنة القطرية لتحالف الحضارات لتحقيقه والمتمثل في تحقيق التفاهم بين الأمم والشعوب، وإقامة علاقات راسخة بينها، وإزالة أسباب الفرقة وسوء الفهم، سعياً لبلوغ الهدف الإنساني في التعايش السلمي وقبول الآخر، واحترام الشعوب والثقافات المختلفة. ولفت إلى أنه تمت ترجمة ذلك في تنفيذ الأهداف المعلنة في خطة دولة قطر لتحالف الحضارات (2018 ــــ 2022) التي أكدت في مجال التعليم على إنشاء موسوعات علمية متخصصة في تعزيز مبادئ حوار الحضارات وترسيخ المعرفة العلمية الموضوعية عن الآخر.

ونوه الحمادي إلى أن إصدار موسوعة الاستغراب جاءت كنتاج للتعاون الثلاثي البناء والمثمر بين اللجنة القطرية لتحالف الحضارات بوزارة الخارجية وجامعة قطر ممثلة بكرسي منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة /الإيسيسكو/ لحوار الحضارات في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية ومنظمة /الإيسيسكو/.

وأوضح أن موسوعة الاستغراب التي نحتفل بتدشينها اليوم تُعد مرجعية متكاملة عن مختلف جوانب الحضارة الغربية من خلال رؤية إسلامية تسهم في تقديم الصورة الموضوعية الصحيحة والشاملة عن الغرب، وتعزيز الحوار والتفاهم الحضاري طبقاً لمنظور عميق يرتكز على منهج علمي متكامل، علاوة على إبراز خصوصيات الحضارة الغربية، من حيث القواسم المشتركة مع الحضارة الإسلامية ونقاط الاختلاف بين الحضارتين.

وأعرب الأمين العام لوزارة الخارجية، عن تطلعه في المستقبل القريب إلى تنفيذ العديد من المشاريع والبرامج والمبادرات المدرجة في خطة دولة قطر لتحالف الحضارات بالتعاون مع جامعة قطر في مختلف مجالات هذا التحالف.

وتوجه سعادته بالشكر الجزيل للمشرف العام على هذه الموسوعة فضيلة الدكتور إبراهيم بن عبدالله الأنصاري عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، والدكتور عزالدين معميش رئيس التحرير والمدير التنفيذي للموسوعة، كما قدم الشكر لأعضاء هيئة التحرير واللجنة الاستشارية للموسوعة وفرق العمل الخاصة بها وموظفي الدعم والباحثين من مختلف الدول على جهودهم المخلصة لإصدار هذه الموسوعة، التي تعكس حجم الاهتمام الذي توليه دولة قطر في إبراز مساهمة الحضارة العربية والإسلامية إلى جانب غيرها من الحضارات في التقدم الإنساني ودورها في تعزيز الحوار ونشر قيم التسامح والتضامن والسلام بين الشعوب.

ومن جانبه، أوضح سعادة الدكتور حسن بن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر في كلمته في حفل تدشين موسوعة الاستغراب، أن الموسوعة صدرت في "ثوب قشيب وإبداع تحريري وفني بهيج" كما إنها قد "اتسمت حسب الخبراء بالعمق في المنهج والمضمون العلمي وتنوع في الموضوعات والمعارف، ونتوسّم منها تأثيرًا مُهِمًّا في مجال الحوار الحضاري، من حيث إحداث حراك فكري عميق ونقاش واسع في شتى مفردات وموضوعات العلاقة مع الغرب، بما يتلاءم ورسالة الجامعة في توجهاتها واستراتيجتها المبنية على الحرية الأكاديمية وانفتاحها وتميّزها النوعي في التعليم والبحث، لتكون الخِيارَ المفضَّلَ لطلبة العلم والباحثين ومحفِّزًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، وما البرامج والمشاريع التي تطرحها وتجسّدها، ومنها هذه الموسوعة، إلاّ خير دليل على نجاعتها وأثرها في تنمية التعليم والبحث، ومن ثَمّ تنمية المجتمع، في ظل استراتيجية الجامعة وتعاون مختلف المؤسسات الحكومية والأكاديمية في قطر وخارجها".

ومن ناحيته، أعرب الدكتور سالم بن محمد المالك المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، في كلمته من العاصمة المغربية الرباط عبر /تقنية الاتصال المرئي/، عن سعادته بتدشين موسوعة الاستغراب، وأكد حرص المنظمة على التعاون والشراكة مع جامعة قطر، مشيرا إلى إنشاء المنظمة 15 كرسيا علميا خلال العامين الماضيين في الجامعات لتكون رافدا من روافد المنظمة.

وبدوره، تحدث فضيلة الدكتور إبراهيم الأنصاري عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر في الحفل، وقال إن مشروع موسوعة الاستغراب، من المشاريع العلمية الفكرية الكبيرة ذات الأثر الأكاديمي والتعليمي والبحثي والتنموي الفاعل، في ظل وضع دولي وعالمي يطبعه التداخل وأفكار الصراع والصدام، ويأتي في خضم عدم بروز معرفة متكاملة في العالم الإسلامي في عصرنا الحاضر تمتلك آليات متميزة في فهم العقل الغربي ونقد الحضارة الغربية وثقافتها وتنوعات مناهجها وتياراتها ومدارسها ومجتمعاتها، نظرًا لافتقار جامعاتنا لدراسات علمية واقعية واستراتيجية واستشرافية، تأخذ بالتكامل المعرفي قاعدة وأساسًا في رصد حركة التطور التي طبعت الغرب منذ التاريخ الميلادي إلى انبثاق عصر ما يُصطلح عليه بالحداثة.

وأضاف الدكتور الأنصاري: أن صدور القسم الأول من موسوعة الاستغراب في أربعة أجزاء، عن دار نشر جامعة قطر، من إنجاز وتنفيذ كرسي الإيسيسكو لحوار الحضارات بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، يمثل لدينا هذا الإنجاز مؤشّرًا قوِيًا على بداية جني ثمار الرؤية الاستراتيجية لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في ضوء الرؤية الاستراتيجية للجامعة في ظل توجيهات سعادة رئيس جامعة قطر، على مستوى المعارف والعلوم، حيث يتم دراسة موضوعات حسّاسة بطريقة مبتكرة وواقعية ومتكاملة، تدرأ القطيعة الموجودة بين مختلف الكليات والشعب والتخصصات والمعارف، مع مقاربات عميقة ومتينة لأدوات التثاقُف والعلاقة مع الآخر الحضاري، كما أنه ثمرة تخطيط وتنفيذ فاعل اتّسم بالرّشد في توظيف الموارد المتاحة رغم الإمكانات المحدودة، بالنظر لحجم المشروع وتنوع موضوعاته، وقد بدأته كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر، لتحقيق أهداف استراتيجية بإدراج الموسوعات والمعاجم في خطتها البحثية.

وأكد أن هذه الموسوعة هي أول موسوعة في العالم الإسلامي ترصد الغرب في جميع تجلياته وأنساقه الدينية والفكرية والثقافية والاجتماعية وغيرها، وقد تعاون في كتابة مداخل قسمها الأول سبعة وثمانون باحثًا من دول عربية وإسلامية وغربية من القارات الأربع، وبتحكيم 12 محكما ومراجعا محليا ودوليا، في تخصصات متنوعة، أسهمت في فتح المجال لدراسات شاملة بينية دقيقة، يتم فيها تعزيز مسار الحوار الحضاري بوضع الشروط الموضوعية المناسبة لإنجاح التواصل الإنساني، دون مركزية متعالية، وبتفكيك المعرفة الغربية وإعادة تشكيلها وفقًا للحقائق الموضوعية وبمناهج سليمة وصارمة، ويتم تقديمها دون انبهار أو انهزام أو استسلام، بل بدافع التدافع البناء والحوار الباني للحضارة ولصالح الإنسانية جميعًا.

وفي كلمة مماثلة له في الحفل قال الدكتور عزالدين معميش رئيس كرسي الإيسيسكو لتحالف الحضارات، إن فكرة إنجاز موسوعة متخصصة في دراسات الغرب، من الاهتمام الاستثنائي الذي برز في الحقبة المعاصرة، (خاصة في العقدين الأخيرين)، بموضوع حوار الحضارات والتعايش بين الأديان والثقافات، والسعي الحثيث نحو إيجاد وسائل وآليات لمواجهة خطاب الكراهية والاستئصال والاستعمار، والذي جسّدته مجموعة من الحركات السياسية والاجتماعية والثقافية المتطرفة، مدفوعة بخطاب نظري مثير من بعض أبرز المفكّرين المؤثرين في الرأي العام الغربي، مؤسِّسين بذلك محورية متعالية، وجهت الشعور والوجدان العالمي نحو أشكال من الصراع والصدام غير الخادمة للتواصل الحضاري والتعايش الديني والثقافي.

وأضاف: "تأتي موسوعة الاستغراب لأهداف علمية وحضارية، بعيدًا عن الدعاية العاطفية والنمطية والتحيّز في هذا السياق العالمي الذي يطبعه الصراع والتأزم الحضاري في مجالات كثيرة، خاصة مع كبرى الحضارات المعاصرة، وهي الحضارة الغربية، التي كرّست في الغالب مفاهيم الهيمنة والبقاء للأقوى والأصلح، باعتبارها مبادئ في إدارة العلاقات الدولية والحضارية.