نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: نتطلع إلى عملية انتقالية سلمية وسلسة في أفغانستان

نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: نتطلع إلى عملية انتقالية سلمية وسلسة في أفغانستان

الدوحة – المكتب الإعلامي - 01 سبتمبر

أعرب سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، عن أمله في أن تكون العملية الانتقالية في أفغانستان سلمية وسلسة، وأن لا تترتب عليها أي أضرار أو مشاكل تلحق بالشعب الأفغاني.

وقال سعادته، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم، مع سعادة السيدة سيغريد كاغ وزيرة الخارجية في مملكة هولندا، إن الجانبين اتفقا على أهمية تعزيز التعاون الدولي والتشاور المستمر بشأن التطورات في أفغانستان خصوصا الأمنية منها والسياسية والتأكيد على أهمية حماية المدنيين وحرية التنقل والمحافظة على المكتسبات والحقوق الأساسية للشعب الأفغاني.

وأكد سعادته أن مباحثاته مع سعادة وزيرة الخارجية الهولندية كانت مثمرة وبناءة وتناولت جملة من القضايا والمواضيع على صعيد العلاقات الثنائية والوضع في أفغانستان ، مشيرا إلى أنه تطرق مع سعادة وزيرة خارجية هولندا، خلال المباحثات، إلى كيفية التعامل مع الأوضاع الإنسانية في أفغانستان وكيفية تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية للشعب الأفغاني وضرورة توحيد الجهود الدولية للتعامل مع هذا الملف الهام.

وشدد سعادته على أن دولة قطر ستواصل جهودها لتسهيل خروج المواطنين الأفغان وغيرهم من الراغبين في ذلك من أفغانستان دون تعرضهم لأي مخاطر، معربا عن تقديره لدور مملكة هولندا، ومؤكداً استمرار دولة قطر في التعاون في هذا المجال.

ولفت إلى أن الجانبين القطري والهولندي بحثا أيضا جهود التعاون في ملف مكافحة الإرهاب، وأكدا على ضرورة استمرار التعاون في هذا الملف وخصوصا مع التطورات الأخيرة في أفغانستان.

وحول وضع المرأة في أفغانستان، أشار سعادته إلى أن هذا الموضوع كان من الملفات المهمة التي تصدرت أجندة الحوار الأفغاني - الأفغاني الذي عقد في الدوحة ، مبينا أن "دور المرأة أساسي في مجتمعاتنا"، ومؤكدا على أهمية هذا الدور وضرورة استمراره موضحاً أن المرأة كانت حاضرة وكانت من ضمن وفد التفاوض الأفغاني.

ودعا سعادته /طالبان/ إلى ترشيد سياساتها وخطاباتها تجاه المرأة، وضرورة التعامل مع هذا الملف وفق الحقوق المكفولة للمرأة وتمكينها من ممارسة كافة حقوقها التي كانت تمارسها في السابق دون تراجع عما تم تحقيقه.

وفي هذا السياق نوه سعادته بنموذج دولة قطر في التعامل مع ملف المرأة، موضحا أن دولة قطر وانطلاقا من كونها دولة مسلمة فإن المرأة تتبوأ فيها دورا مهما ونشطا.

وقال: "إن ستين في المئة من خريجي الجامعة في قطر هن من النساء في حين أن اثنين وخمسين في المئة من القوى العاملة في الحكومة القطرية من النساء، ومن الممكن الاقتداء بالنموذج القطري سواء من قبل طالبان أو غيرها، فالدولة المسلمة يمكنها تحقيق تقدم في ملف حقوق المرأة استرشاداً بما حثنا عليه ديننا الإسلامي".

وحول وضع المساعدات الإنسانية والدعم التنموي، بيّن سعادته أنه ناقش هذا الملف مع وزيرة الخارجية الهولندية ووزراء خارجية الدول الشريكة والحليفة، وتم التطرق إلى أهمية استمرار المساعدات الإنسانية واستمرار عمل مؤسسات الأمم المتحدة العاملة في أفغانستان من أجل دعم الشعب الأفغاني، مشددا على ضرورة أن لا يكون هناك أي تراجع في هذا الجانب.

وأضاف سعادته: "السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: ماهي القنوات التي سيتم من خلالها تقديم الدعم وكيف سيتم التعامل معه؟ وحتى الآن لم نجد أي تراجع في عمليات الأمم المتحدة على مدى الأسبوعين الماضيين ولم تتم عرقلتها من قبل أي من الأطراف الأفغانية، ونحن نحث على الاستمرار في هذه السياسة ونعتبر أنها من أهم النقاط الأساسية التي يتم طرحها مع طالبان".. مؤكداً سعادته على التزام دولة قطر تجاه دعم المؤسسات الإنسانية ودعم وصول المساعدات إلى مستحقيها.

وبشأن عمليات الإجلاء، بين سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن دولة قطر ساهمت في مساعدة الدول الحليفة والصديقة في إخراج مواطنيها من أفغانستان، وأن آلاف الأشخاص وصلوا إلى الدوحة وغادروا إلى دولهم أو إلى دول ثالثة، بالنسبة للأفغان.

وأضاف سعادته "نحث طالبان على احترام حرية التنقل وإيجاد ممر آمن لدخول وخروج الناس من أفغانستان، سواء من الأفغان أو من غيرهم"، متمنيا الإيفاء بهذه الالتزامات في المستقبل القريب عندما يتم تشغيل المطار مرة أخرى، وأن تتم العملية بسلاسة دون أن يواجه من يريد الخروج أو القدوم إلى أفغانستان أي تحديات، سواءً من قبل طالبان أو من قبل الفصائل الأخرى".

ولفت إلى أن مقاربة قطر مع /طالبان/ تم اعتمادها بالتنسيق مع حلفاء قطر على المستويين الإقليمي والدولي، مبينا أن تواصل دولة قطر مع /طالبان/ يتم من خلال عملية الوساطة وبالتشاور والتعاون مع دول شريكة وحليفة أخرى، مؤكدا على دور دولة قطر خلال الحوار الأفغاني - الأفغاني الذي كان يجري في الدوحة، وموضحاً أن هناك دولا كثيرة حاولت المساعدة في هذه العملية.

وتابع سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية قائلاً: "لا يمكن أن أقول إن قطر تستطيع تحقيق شيء لم تتمكن دول أخرى من تحقيقه، فإن لكل دولة قنوات تواصل وتفاعل مع طالبان"، مبيناً أن "دور دولة قطر كوسيط حيادي خلال السنوات الأخيرة سواءً في الحوار بين طالبان والولايات المتحدة الأمريكية، أو في الحوار بين طالبان والأطراف الأفغانية الأخرى، ساعد في بناء علاقات ثقة ليس فقط مع طالبان بل مع جميع الأطراف الأفغانية".. ومشددا على أهمية استثمار هذه الثقة والبناء عليها واستخدامها لما فيه مصلحة أفغانستان في المستقبل.

من جهتها، أعربت سعادة السيدة سيغريد كاغ وزيرة الخارجية في مملكة هولندا عن خالص شكرها لدولة قطر على ما اضطلعت به من دور مهم على صعيد الأزمة الأفغانية، على المستويات السياسية والدولية.

وقالت: "نثمن عاليا دور قطر الهام وراء الكواليس وعلى الساحة الدولية بخصوص ما يجري في أفغانستان، وكذلك دورها المهم في عمليات إجلاء وحماية المواطنين الأفغان وغيرهم ممن غادروا أفغانستان، بمن فيهم المواطنون الهولنديون"، متمنية أن يكون مواطنو الدول الأخرى قد عادوا بسلام إلى بلدانهم وأن يجد الأفغان ملجأ لهم في أوروبا.

كما أشادت بالتواصل واستمرار المشاورات بين البلدين الصديقين قطر وهولندا فيما يتعلق بالملف الأفغاني، قائلة إن ذلك يندرج في إطار علاقات الصداقة المبنية على الثقة بينهما.

وأشارت إلى أن مباحثاتها مع سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية تناولت، بالتفصيل، الأوضاع في أفغانستان، ومستقبل هذا البلد وضرورة ألا يعود ليصبح منصة للإرهاب الدولي، الذي أكدت أهمية مكافحته، وقالت إن هولندا ستضطلع في هذا الصدد بدورها مع شركائها.

وأوضحت أنه تم كذلك التأكيد على ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية لأفغانستان بالطريقة والوسائل الملائمة، وأيضا مناقشة أوضاع الأقليات الأثنية وحقوق المرأة والفتيات هناك، مضيفة أن الجميع يتطلعون لـ"دور قطر القيادي والمهم كما عهدناها، ونحن ندعمها ونتطلع للمزيد منها على هذا الصعيد"، من أجل التوصل لحلول سياسية شاملة في أفغانستان لمصلحة مواطنيها ومصلحة المنطقة والدول الأوروبية كذلك، مشيرة في هذا الصدد لعمليات تدفق المهاجرين غير الشرعيين نحو أوروبا وعمليات الاتجار بالبشر.

وقالت إن بلادها قررت نقل سفارتها في أفغانستان إلى قطر لتستأنف عملها من الدوحة، وأنها قد طلبت من دولة قطر الموافقة على طلبها هذا.

كما أوضحت سعادتها أن مباحثاتها مع سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية تطرقت كذلك لاستعدادات دولة قطر لكأس العالم 2022 وحقوق العمال، معربة عن تمنياتها بنجاح استضافة دولة قطر لهذا الحدث الرياضي العالمي بقيادة وتوجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى.

و أشارت، ردا على سؤال، إلى أن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي سيناقشون بدءا من غد /الخميس/ وعلى مدى يومين، الأوضاع في أفغانستان، مؤكدة أن هذا الملف سيكون موضوعا مهما على أجندة اللقاء، ومشيرة إلى البيانات التي أصدروها من قبل وطالبوا فيها /طالبان/ من بين أمور أخرى بضرورة احترام حقوق الإنسان والمرأة والتمثيل في الحكومة، والاهتمام بقضايا التنمية المستدامة للمساعدة في إعادة البناء وتقديم المساعدة من أجل مصلحة الشعب الأفغاني وبالتحديد فيما يتعلق بالمشاريع والبرامج التي تعنى بالنساء والفتيات وعودتهن للمدارس وضمان أمنهن، مضيفة القول "لابد أن نرى أفعالا ملموسة وليس مجرد أقوال".

وحول رؤيتها للمسار السياسي في أفغانستان، قالت إنه من الصعب حاليا تقييم العملية السياسية هناك، معربة عن ثقتها في أن دولة قطر ستواصل دورها المهم والبناء في هذا الصدد مع شركائها، سواء في الميدان أو على صعيد الحوار باعتبار الجميع أسرة دولية موحدة.