نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية يؤكد تميز العلاقات القطرية - الإسبانية

نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية يؤكد تميز العلاقات القطرية - الإسبانية

الدوحة – المكتب الإعلامي - 10 فبراير

أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن العلاقات الثنائية التي تجمع بين دولة قطر ومملكة إسبانيا علاقات متميزة، معربا عن تطلع كلا البلدين لتقوية تلك العلاقات وتطويرها مستقبلا في شتى المجالات.

وأشار سعادته خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده اليوم، مع سعادة السيدة أرانشا غونزاليس لايا وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون بمملكة إسبانيا، إلى أن زيارة سعادة الوزيرة الإسبانية الحالية للدوحة، تندرج في إطار العلاقات المتميزة بين البلدين، مؤكدا أنها علاقات صداقة متينة وتاريخية.

وأضاف سعادته أن اللقاءات والمباحثات التي أجرتها سعادة الوزيرة اليوم مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، والمسؤولين في البلاد تناولت علاقات الصداقة الثنائية بين الدوحة ومدريد سواء في الجانب الاقتصادي أو في جانب التعاون في المجالات التنموية والشؤون الإقليمية المختلفة التي تهم الجانبين.

وحول العلاقات القطرية الإسبانية في المجال الاستثماري أشار سعادته إلى وجود استثمارات قطرية في إسبانيا، موضحا أن دولة قطر تسعى لزيادة مساهماتها واستثماراتها في مملكة إسبانيا وكذلك الأمر بالنسبة لإسبانيا التي تسعى لزيادة استثماراتها في قطر، معربا في هذا السياق عن شكره لإسبانيا على دعمها ومساهمتها في مشاريع كأس العالم في قطر 2022.

وعبر سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، عن تطلع دولة قطر لتعزيز تعاونها مع مملكة إسبانيا مستقبلا، وتابع سعادته قائلا: "قمنا اليوم بتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية المختلفة، ونثمن الدور الإسباني في مختلف القضايا الإقليمية وخصوصا بالنسبة للقضية الفلسطينية وموقف إسبانيا الثابت من حل الدولتين، كما ناقشنا القضايا المختلفة سواء فيما يتعلق بالتطورات في مجلس التعاون لدول الخليج العربية أو الاتفاق النووي الإيراني وملفات أخرى مثل أفغانستان وليبيا والساحل ولبنان".

ونوه سعادته بالاتفاقيات التي تم توقيعها اليوم في المجال الثقافي والرياضي، متطلعا إلى استمرار المشاورات والتعاون بين قطر وإسبانيا وإلى أن تثمر هذه الزيارات نتائج ملموسة في كلا البلدين، وأكد سعادته على ثقة دولة قطر في متانة الاقتصاد الإسباني، مشيرا إلى الشراكات الاقتصادية بين البلدين والتي تسعى قطر لتطويرها ما بعد جائحة /كورونا/.

وشدد سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية على أن الجانبين يعملان على استغلال الفرص الاستثمارية المتاحة لدى كلا الطرفين، مشيدا بالشركات الإسبانية التي تعمل في قطر، ومؤكدا أن تلك الشراكة محل ترحيب وتقدير من دولة قطر.

وفي سؤال حول الاتصالين اللذين تلقاهما سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية من المبعوث الأمريكي لإيران ومستشار الأمن القومي الأمريكي، وعن الدور المهم لدولة قطر في المنطقة وخاصة فيما يتعلق بالعلاقات مع طهران، وهل فتحت قطر قنوات بين الطرفين، أجاب سعادته مشيرا إلى أن الاتصالات سواء مع الجانب الأمريكي أو الجانب الإيراني مستمرة ولم تتوقف، مؤكدا أن هذا أمر طبيعي لكون دولة قطر دولة جارة لإيران وتبعاً لذلك فإن ما يحدث في المنطقة ينعكس بشكل مباشر على دولة قطر.

وأضاف سعادته مبينا أنه - ومن جانب آخر - فإن الولايات المتحدة تعد حليفا إستراتيجيا لدولة قطر، موضحاً انه من المهم بمكان ألا يكون هناك أي تصعيد في المنطقة.

وبين سعادته أن هذين الاتصالين يتعلقان بإجراء مشاورات سواء فيما يتعلق بإيران أو في قضايا وملفات أخرى، مؤكداً أن دولة قطر تسعى وتعمل على خفض التصعيد، عبر دعم العملية السياسية والدبلوماسية للعودة إلى الاتفاق النووي، موضحاً أن هذه الجهود تأتي كجزء من جهد دولي تقوم به كافة الدول وليس محصورا على دولة قطر.

وأكد أن دولة قطر على أتم الاستعداد لأن تسهم في إعادة الاستقرار في المنطقة في حال طلب الأطراف المعنية ذلك، مشيراً إلى أن قطر مستمرة في جهودها نظراً لأهمية هذا الشأن بالنسبة لها.

من جهتها قالت سعادة السيدة أرانشا غونزاليس لايا وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسبانية، إن زيارتها الحالية لدولة قطر هي الأولى لها منذ شغلها لهذا المنصب، مشيدة بما يربط البلدين من علاقات متميزة يرغب الجانبان في البناء عليها لتخطى أزمة جائحة كورونا /كوفيد-19/.

وعبرت سعادتها خلال المؤتمر الصحفي، عن أملها في أن يشهد العام الجاري نهاية لهذه الجائحة، وأن تعود الحياة لطبيعتها في أقرب وقت، مشيرة إلى أن هذا الموضوع كان أحد المسائل التي ناقشتها في مباحثاتها بالدوحة اليوم.

وأشارت في ذات السياق، إلى أن نهاية أزمة كورونا ستشهد عودة العلاقات الاقتصادية والتجارية بين قطر وإسبانيا لوضعها الطبيعي السابق، نظرا لما يربط بين البلدين من شراكات متميزة في هذا المجال، لافتة إلى وجود مجموعة من الشركات الإسبانية التي تعمل في قطر وتساهم في مشاريع البنية التحتية ومعالجة المياه وقطاع الرقمنة والتعليم.

وفي سياق متصل، ثمنت سعادة الوزيرة الإسبانية الاستثمارات القطرية في بلادها، موضحة أن العلاقات القطرية الإسبانية متعددة الجوانب وعميقة في شقها الاقتصادي، وأن البلدين يتطلعان لاستغلال الكثير من الفرص لزيادتها وتنميتها مستقبلا، والمضي بها قدما وتوسعتها بعد انتهاء جائحة كورونا ونقلها إلى مستويات أعلى، فضلا عن الاتفاق على تحفيز التجارة والقضايا الاقتصادية المشتركة بينهما.

وتطرقت للاتفاقية التي وقعها الجانبان القطري والإسباني اليوم في مجال الثقافة والرياضة، لتعزيز هذا النوع من الأنشطة بين البلدين، وقالت إن إسبانيا ترغب في أن تكون جزءا من كأس العالم في قطر 2022، مبينة أن توقعاتها عالية من المنظور الرياضي بالنسبة لمشاركتها في هذا الحدث الرياضي العالمي، وأشارت إلى أن أحد الملاعب التي ستحتضن مباريات المونديال صممها مهندس إسباني، ما يعد تجسيدا إلى ما يصبو إليه البلدان في علاقتيهما.

كما استعرضت سعادة الوزيرة الإسبانية خلال المؤتمر، القضايا الإقليمية التي تناولتها مباحثاتها في قطر، مؤكدة استعداد إسبانيا التام للمساهمة في إعادة الاستقرار للمنطقة.

وفي جوابها على سؤال حول الكيفية التي ستسهم فيها الاتفاقيات الموقعة اليوم في تعزيز العلاقات الثنائية بين قطر وإسبانيا، أشارت سعادة وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسبانية، إلى أن هناك فرصا تعاونية واعدة بين البلدين، مؤكدة أن تلك المجالات سيكون لها إسهام بارز في صنع مستقبل واعد للبلدين.

وبينت سعادتها أن الاتفاقيات التي تم توقيها اليوم ستمثل دفعة قوية إلى الأمام فيما يتعلق بتوسيع الشراكات الثنائية خصوصا في مرحلة ما بعد جائحة كورونا، عبر زيادة التضامن في المجالات الرياضية والثقافية، وفي هذا السياق أشارت إلى أن متحف الآثار في مدريد يقدم عرضا للتراث القطري، مبينة أن الاتفاقيات التي تم توقيعها اليوم ستسهم في توسيع الشراكات الثقافية بين الجانبين وستعزز من التعريف بالتاريخ والثقافة القطرية، مشددة في ذات السياق على دعم مملكة إسبانيا لجهود دولة قطر في تنظيمها لبطولة كأس العالم 2022.