قطر وفرنسا تؤكدان على الشراكة التاريخية بينهما وضرورة مكافحة الإرهاب وحل النزاعات بالطرق الدبلوماسية

قطر وفرنسا تؤكدان على الشراكة التاريخية بينهما وضرورة مكافحة الإرهاب وحل النزاعات بالطرق الدبلوماسية

الدوحة - المكتب الإعلامي - 10 ديسمبر

 أكدت دولة قطر والجمهورية الفرنسية على قوة ومتانة العلاقات الثنائية والشراكة التاريخية بينهما، وأعربتا عن تطلعهما لتنميتها وتطويرها لآفاق أرحب.

 

وخلال مؤتمر صحفي عقده، اليوم، سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وسعادة السيد جان إيف لودريان وزير أوروبا والشؤون الخارجية بالجمهورية الفرنسية، أكدت قطر وفرنسا على ضرورة حل النزاعات من خلال الدبلوماسية الهادئة ومكافحة كل ما يهدد السلم والاستقرار في المنطقة والعالم ونبذ التطرف ومكافحة الارهاب والوقوف أمام جميع أشكال الخطاب العنصري والإقصائي في العالم.

 

وقال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إن الجانبين القطري والفرنسي تبادلا خلال لقائهما اليوم الآراء حول القضايا المشتركة في المنطقة، لاسيما تطورات حل الأزمة الخليجية، والتطورات في لبنان وليبيا وعدة دول أخرى في المنطقة، فضلا عن أهمية توثيق العلاقات الثنائية بين البلدين وقضايا التطرف العنيف والإرهاب، وسبل مكافحة هذه الظاهرة التي تهدد الإنسانية.

 

وأكد سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في المؤتمر الصحفي إيمان دولة قطر بضرورة معالجة الأسباب الجذرية للإرهاب والتطرف ، والتي أرجعها إلى أسباب اجتماعية واقتصادية ، تغذيها الأيديولوجيات المتطرفة الأخرى .

 

وشدد سعادته على ضرورة النظر وبشكل منهجي لهذه الظاهرة والإحصائيات ، بعيدا عن الانطباعات النمطية والسطحية والإعلام المستقطب ، وما يحاول تصويره بهذا الخصوص ، لافتا إلى أن النظرة الموضوعية لقضايا التطرف العنيف توضح أن هذه الظاهرة لا تمت بصلة أو مرتبطة بأي دين أو عرق ، مؤكدا أن الدين الإسلامي ونبي الإسلام ليسا رموزا للتطرف.

 

وقال سعادته في هذا السياق " نؤكد أن الدين الإسلامي السمح ونبي الإسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليسوا رموزا للتطرف ، وإنما أقاموا حضارة إنسانية مهمة قدمت للبشرية الكثير من الإسهامات ، لذلك فإن الخطاب الذي يغذي الإسلاموفوبيا يقف هنا في دولة قطر ، ويجب الوقوف أمامه بحزم كما يقف العالم أمام جميع أشكال الخطاب العنصري والإقصائي للآخر".

 

وعبر سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني عن القلق إزاء حالة الاستقطاب حول العالم وقال "من المسائل المقلقة، حالة الاستقطاب العام الموجودة حول العالم، وكانت آخرها حول الحدود بين حرية التعبير وخطاب الكراهية والتحريض"، مضيفا القول في هذا الصدد "نحن في قطر سنظل نبحث عن المساحات المشتركة للبناء عليها، وعن الوسائل السلمية لحل النزاعات من خلال الدبلوماسية الهادئة، ومد جسور الحوار ونشر قيم السلام والاحترام المتبادل بين الدول والشعوب وجميع الحضارات".

 

وثمن سعادته زيارة سعادة السيد لودريان الحالية لقطر، مؤكدا أهميتها في تنمية العلاقات بين البلدين ، وأعرب عن تطلعه لتطويرها لآفاق أرحب.

 

من جهته وصف سعادة السيد جان إيف لودريان وزير أوروبا والشؤون الخارجية بالجمهورية الفرنسية خلال المؤتمر الصحفي ، مباحثاته اليوم في الدوحة بـ "الصريحة والودية والوثيقة" كما هي العادة دائما ، وقال إن الجانبين القطري والفرنسي تناولا خلالها عددا من الملفات الإقليمية، مؤكدا أن من شأن هذه اللقاءات أن تسمح للبلدين الصديقين التنسيق بينهما في المجالات المختلفة، مشيرا إلى أن هذه هي زيارته الـ20 لدولة قطر، حيث يتم الحديث عن العلاقات الثنائية وسبل تطوير العلاقات الثنائية بين الدوحة وباريس.

 

وقال إنه على الصعيد الإقليمي، تناول الجانبان القطري والفرنسي الأزمات الرئيسية ذات الاهتمام المشترك، والأزمة الليبية، وأكدا التزامهما بتعزيز تعاونهما والتنسيق بينهما وتضافر جهودهما لدعم عملية الانتقال السياسي هناك بقيادة الأمم المتحدة بما يؤدي لانتخابات خلال العام المقبل.

 

وأضاف أنه جرى التطرق إلى الوضع الإقليمي بشكل عام ، "والجهود المبذولة للتوصل لحل دائم ونهائي للأزمة القائمة بين بعض دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية"، وأكد أن فرنسا تتمنى حقا التوصل إلى "اتفاق من أجل مصالحة دائمة ".

وقال سعادة السيد جان إيف لودريان وزير أوروبا والشؤون الخارجية بالجمهورية الفرنسية، إنه سيلتقي خلال زيارته الحالية للدوحة بسعادة وزير المواصلات والاتصالات وسعادة الأمين العام للمجلس الوطني للسياحة والرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية لشكرهما على دعمهما خلال جائحة كورونا "كوفيد- 19 " ما سمح بإعادة المواطنين الفرنسيين إلى وطنهم ونقل المعدات الطبية " فالصديق وقت الضيق، وقد لاحظنا ذلك خلال هذه الفترة الصعبة".

ونوه أن زيارته إلى قطر قبل أسبوع من احتفالها بيومها الوطني توضح وتؤكد متانة العلاقات بين البلدين، وشدد على أن دولة قطر شريك تاريخي لفرنسا " إنها شريك تحرص فرنسا للحفاظ عليه والحوار الوثيق معه، وتعزيز علاقاتها به في كل المواضيع ذات الاهتمام المشترك".

وأكد أن البلدين قطر وفرنسا حريصان على مكافحة كل ما يهدد السلم والاستقرار في المنطقة والعالم ، لافتا إلى ما تعرضت له بلاده من عمليات إرهابية بشعة مؤخرا، وقال إن قطر قد عبرت عن تضامنها مع الشعب الفرنسي " ونحن نشكرها على ذلك".

ونبه سعادة السيد لودريان إلى أن التصريحات والمواقف الفرنسية بهذا الشأن قد تم تحريفها واستغلالها في إطار حملة تستهدف فرنسا ، موضحا في هذا الخصوص أيضا أن هذه التصريحات ربما قد أسيء فهمها ، ولكن بنية صادقة من قبل بعض المؤمنين الذين صدموا في معتقدهم، " ونحن نكن احتراما عميقا جدا للإسلام وأن المسلمين جزء لا يتجزأ من تاريخ ومجتمع بلادي وهم يعيشون في ظل حماية القانون" .

ومضى إلى القول " نحن نكافح فقط ضد التطرف والراديكالية ، وضد إرهاب يضرب في كل الأماكن ، فرنسا وأوروبا ، بما في ذلك دول هذه المنطقة ، وهذه معركة نخوضها مع عدد من الدول ، وهذه معركتنا الوحيدة ، ونتشارك فيها مع بلدان كثيرة منها قطر" .

وتوجه سعادته بالشكر للدولة لحفاوة الاستقبال ، موضحا أن زيارته تهدف أيضا إلى إعادة التأكيد على إرادة البلدين نحو تعميق علاقاتهما الثنائية في مجالات متعددة ، خاصة وأن لديهما تاريخا طويلا ومثمرا من التعاون بينهما في المجالات الأمنية والاقتصادية والثقافية ، بجانب الحوار الاستراتيجي الذي يعقدانه سنويا ، معتبرا إياه إطارا ملائما تماما يحرص الجانبين على إثرائه وتعزيزه لتعميق مبادلاتهما ، بما في ذلك المواضيع الأكثر حساسية في إطار الصراحة وعلاقة الثقة الكبيرة جدا القائمة بينهما .

وعبر في سياق متصل عن سعادته بالعام الثقافي الفرنسي القطري، الذي سمح للفرنسيين التعرف على الثقافة القطرية، وللقطريين التعرف من ناحيتهم على الثقافة الفرنسية.

وتابع قائلا في هذا الصدد "سنربح المعركة ضد التطرف على صعيد الأفكار، ونقابلها بالانفتاح والتسامح، وهذا ما ستستمر عليه قطر وفرنسا معا وهما يطمحان إلى تطوير تعاون مثالي في مجال الرياضة كذلك.

وأشار على صعيد ذي صلة إلى أن مونديال 2022 لكرة القدم بدولة قطر وهو الأول الذي يقام في العالم العربي ، سيكون فرصة أمام قطر لتبرهن على قدراتها في استقبال وتنظيم مثل هذا الحدث الرياضي العالمي ، مضيفا القول " وبما أننا في فرنسا سنستضيف الألعاب الأوليمبية عام 2024 ، فهذا سيقودنا بطبيعة الحال إلى تعزيز تعاوننا ، ونحن سعداء بأن نتقاسم مع قطر تجربتنا في مجال تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى ونعمل معا لإنجاح هذين الحدثين".

وشدد سعادته مجددا على أن كلا من فرنسا وقطر بينهما علاقة قوية جدا، وعلاقة ثقة كبيرة، ونتائج ظاهرة للعيان، وقال إن لقاءاته اليوم بالدوحة تسمح بتعزيز هذه العلاقة من أجل العمل والصداقة التي لن تتوقف.