نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: مفاوضات الدوحة تسعى للتوصل إلى حل يحقق السلام للشعب الأفغاني ويلبي طموحاته

نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: مفاوضات الدوحة تسعى للتوصل إلى حل يحقق السلام للشعب الأفغاني ويلبي طموحاته

الدوحة – المكتب الإعلامي - 12 سبتمبر

أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أنه تنفيذًا للتوجيهات الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله"، فقد واصلت دولة قطر جهودها للبدء في المفاوضات الأفغانية الأفغانية، للتوصل إلى حل سياسي يضمن تحقيق السلام للشعب الأفغاني ويلبي طموحاته في الاستقرار والازدهار، موجهاً الشكر للولايات المتحدة الأمريكية على تعاونها وجهودها المقدرة لتيسير عقد هذه المفاوضات.

وعبر سعادته عن فخر واعتزاز دولة قطر باحتضان هذه المفاوضات التاريخية الهامة، والتي جاءت على خلفية إبرام اتفاق السلام بين الولايات المتحدة الأمريكية وطالبان الذي عُقد في الدوحة في فبراير الماضي.

جاء ذلك خلال الكلمة التي القاها سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية اليوم في افتتاح مفاوضات السلام الأفغانية التي تستضيفها الدوحة، حيث نقل في مستهلها تحيات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله، لرؤساء وأعضاء وفود المفاوضات من جمهورية أفغانستان الشقيقة وتمنيات سموه بنجاح هذه المفاوضات وأن تحقق أهدافها المنشودة.

وأعرب سعادته عن تقدير دولة قطر البالغ لتلبية كافة الأطراف لدعوتها لعقد هذه المفاوضات، الأمر الذي يعكس الحرص والإدراك الكامل لأهمية إنهاء مرحلة الحرب وتحقيق السلام الدائم في أفغانستان.

ولفت سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الى انه "في حياة الشعوب أيام حاسمة تترك بصمات خالدة في سجلات التاريخ، وتولد آثارًا لا يمحوها الزمن لأنها تشكل منعطفًا في مسيرته، ومن هذا المنطلق يتعين على هؤلاء الذين يتصفون بالحكمة والرؤية الثاقبة عند مواجهة لحظات الفصل والمصير في حياتهم أن يتحملوا المسؤولية، وأن يتخذوا قرارات مصيرية تتناسب مع تحديات الموقف، وأن يرتفعوا فوق جميع أشكال الفرقة، وأن يلبوا طموحات شعوبهم في الوحدة، وأن يوقفوا آلامهم بالوفاق على قاعدة لا غالب ولا مغلوب".

وأضاف سعادته أن دروس وتجارب التاريخ أثبتت أن القوة العسكرية لا يمكن أن تحسم أي صراع في أفغانستان، وأن السبيل الوحيد لذلك هو الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار وفتح سبل الحوار البنّاء من خلال طاولة المفاوضات لتحقيق تسوية سياسية شاملة بين جميع أطياف الشعب الأفغاني.

وتساءل سعادته: "هل بقي أيّ من أطياف الشعب الأفغاني الشقيق لا يرى أن مدّ جسور التفاهم والتعايش هو الضمانة الأكيدة بل والوحيدة لاستدامة السلام والاستقرار وبناء دولة القانون والتنمية في أفغانستان؟".

واعتبر سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية ان هذه المفاوضات تشكل مرحلة هامة ودقيقة للشعب الأفغاني لإيجاد حلول لكافة المسائل الخلافية.

وشدد سعادته على ضرورة تجاوز الماضي وآلامه والتركيز على المستقبل وآماله مع عدم إغفال العبرة من الماضي، ما يوجب على الجميع الانطلاق إلى المستقبل بروح وثابة وإيمان راسخ بحق الشعب الأفغاني في أن ينعم بالأمن والاستقرار والوحدة وأن يلحق بركب التقدم وألا يتخلف عنه أبدًا.

وثمن سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني تعاون أطراف المفاوضات، معرباً عن ثقته بتقديرهم للمسؤولية الملقاة على عاتقهم، وأنهم سيضعون مصلحة الشعب الأفغاني نصب أعينهم، وتكون نبراساً للحوار والنقاش بغية تحقيق تطلعات الشعب الأفغاني في أن يكون السلام بديلًا لحرب استمرت ما يقرب من أربعين عامًا، وأن يسود الأمن والاستقرار كافة ربوع أفغانستان.

ولفت سعادته الى الدور الحيوي الملقى على عاتق الدول الاقليمية المحيطة، متطلعاً الى أن تلعب دورا بنّاءً وداعما.

وأوضح أن حجم التحديات التي تعوق تحقيق السلام المنشود في أفغانستان لا يخفى على أحد، داعياً المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لاغتنام هذه الفرصة التاريخية التي طال أمدها، لإنجاح هذه المفاوضات، وتحقيق السلام المنشود وإنهاء معاناة الشعب الأفغاني الشقيق.

وفي ختام كملته، أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، على ان دولة قطر لن تدخر جهدًا في التعاون مع المجتمع الدولي لتحقيق الأهداف المرجوة من هذه المفاوضات وتحقيق تطلعات الشعب الأفغاني الشقيق في الأمن والاستقرار والسلام، مستشهداً بقوله تعالى ((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)).