سفير قطر لدى ألمانيا: قطر أصبحت قوة مركزية في الشرق الأوسط بنجاحها في تأكيد مكانتها كشريك جدير بالثقة

هامبورغ – المكتب الإعلامي - 23 أغسطس

أكد سعادة السيد محمد جهام الكواري سفير دولة قطر لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، إن دولة قطر قطعت أشواطاً كبيرة لتصبح قوة مركزية في الشرق الأوسط من خلال نجاحها في التأكيد على مكانتها كشريك جدير بالثقة، ودعمها جهود السلام والاستقرار والأمن في المنطقة، وقال إن الدولة تنتهج في ذلك الدبلوماسية والحوار والتضامن الإنساني.

وقال سعادته في محاضرة قدمها بدعوة من "نادي هافن هامبورغ" أمام عدد من رجال الأعمال والاقتصاد وممثلي الشركات الألمانية من مختلف القطاعات، إن المبادئ التي تتبناها دولة قطر شكلت عاملا رئيسيا في تمكينها من مواجهة الحصار السياسي والاقتصادي المفروض عليها، إذ رفضت الانصياع لابتزازات دول الحصار، وتمسكت باستقلالية قراراتها السيادية، وجعلت من الحصار عامل دفع وتحفيز للانفتاح أكثر على دول العالم لتطوير اقتصادها، واتخاذ خطوات كبيرة وملموسة باتجاه ضمان أمنها الغذائي والاقتصادي وهو ما انعكس بشكل كبير على نجاحها في التصدي لأزمة وباء كورونا ومواجهة الآثار الاقتصادية التي ترتبت عليها.

وأوضح أن الاقتصاد القطري أثبت خلال أزمة وباء كورونا مدى مرونته وقدرته التنافسية، وضرب مثالاً على ذلك بالنجاحات التي حصدتها الخطوط الجوية القطرية في زيادة حصتها السوقية والأعمال الإغاثية التي قدمتها لمواطني الدول الأخرى وإجلاء العالقين منهم إلى بلدانهم.

وربط سعادته في كلمته بين المساعي العالمية لتحقيق التحول في استخدام مصادر الطاقة البديلة، واستمرار النمو المستقر في جميع أنحاء العالم والذي يتيح الفرص أمام تبادل الخبرات والأفكار لابتكار تقنيات مستقبلية مثل تكنولوجيا الهيدروجين.

وأشار إلى أن الموقع الجغرافي الذي تتمتع به دولة قطر والبنية التحتية اللوجستية والمالية والخدمية والرقمية التي تمتلكها تجعلها قادرة على توفير ظروف ممتازة لمرافق الإنتاج مع الحصول على إمدادات آمنة للطاقة.

وأضاف في حديثه عن دولة قطر بوصفها لاعبا رئيسيا في عالم متعدد الأقطاب: "قطر ركزت نشاطها في الميدان الرياضي انطلاقاً من قناعتها بدور الرياضة في تعزيز الحوار الدولي والتبادل والتفاعل بين الثقافات، وهي ذات المبادئ التي تعتمدها دولة قطر في انفتاحها على العالم، والذي ترجمته إلى عمل دؤوب لمواصلة العمل على استضافة الأحداث الرياضية العالمية، وعلى رأسها مونديال 2022، ودَفَعها بالمقابل إلى ترشيح نفسها مجدداً لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2032".

وجدد التأكيد على أن قطر نجحت في وقت قياسي في التحول إلى علامة فارقة في عالم الفن والثقافة، إذ أصبحت مركزاً عالمياً يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم من خلال المؤسسات الثقافية والمتاحف ذات المستوى العالمي والمكتبات الضخمة التي تضمّها.

وحول الشراكة المتميزة القائمة بين دولة قطر وألمانيا، قال سعادة السيد محمد جهام الكواري، إن قطر أكدت عزمها الاستثمار بشكل مكثف وطويل الأجل في الاقتصاد الألماني، وأعلنت رغبتها في مواصلة توسيع نطاق هذا التعاون، وهو الأمر الذي أكد عليه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أثناء افتتاح منتدى "قطر – ألمانيا للأعمال والاستثمار عام 2018 بمشاركة سعادة المستشارة الألمانية انجيلا ميركل.

وأكد الكواري أن السوق القطري يحمل الكثير من الإمكانيات والفرص أمام الشركات الألمانية، من خلال المناطق الحرة الصناعية التي تقدم شروطا ممتازة للاستثمار طويل الأجل، ودعا ممثلي الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى زيارة قطر للتعرف عن قرب على هذه الإمكانيات التي يقدمها السوق القطري للاستثمار المتبادل.

وأضاف سعادته: "قطر غير مهتمة بتحقيق الأرباح الاقتصادية قصيرة الأجل، وإنما بتطوير شراكة مستدامة وموثوقة وطويلة الأجل مع ألمانيا، لما فيه خير البلدين والشعبين، وهو ما يمكن قراءته من الاستثمارات القطرية الموثوقة في كبرى الشركات الألمانية مثل دويتشه بنك وفولكس فاغن".

ولفت سعادته في محاضرته إلى القواسم الحضارية المشتركة التي تربط مدينتي هامبورغ والدوحة، اللتين مثلتا على الدوام بوابات لدولتيهما إلى العالم ومراكز تجارية ولوجستية هامة، وتميزتا بانفتاح على الأفكار المختلفة وبثقافة "حسن الضيافة" وروح المبادرة والابتكار.

حضر المحاضرة سعادة النائب يوهانيس سيلى نائب رئيس اللجنة البرلمانية للثقافة والإعلام في البنودتان الألماني، وسعادة السيدة كورينا نينشتدت رئيسة قسم العلاقات الدولية في مجلس حكومة ولاية هامبورغ، وسعادة النقيب البحري ميشائيل غيس قائد القيادة العامة للجيش الألماني في ولاية هامبورغ.

وجاءت المحاضرة مقسمة على أربعة محاور أولها: "قطر كوسيط رئيسي ومحاور مركزي في الشرق الأوسط لتعزيز السلام والأمن الدولي"، و "قطر كقوة اقتصادية بين الحصار والتنويع المستدام للاقتصاد وتحقيق الاستقلالية الذاتية"، و "قطر بوصفها لاعباً رئيسياً في نظام عالمي متعدد الأقطاب"، و "قطر بوصفها شريكاً ومستثمراً فاعلاً في الاقتصاد الألماني".

يذكر أن "نادي هافن هامبورغ" العريق تأسس عام 1965م في المنطقة المطلة على ميناء هامبورغ، ليكون ملتقى للقاء والحوار بين الفعاليات الاقتصادية الألمانية والأجنبية، ونجح خلال تاريخه الطويل في التحول ليصبح منصة للتواصل.