ترحيب أممي بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بإعلان يوم دولي لحماية التعليم من الهجمات

الدوحة – المكتب الإعلامي – 30 مايو 2020

في الوقت الذي تجتاح فيه العالم جائحة كورونا، ويكافح فيه لاحتواء الجائحة، جاء القرار الذي قدمته دولة قطر واعتمدته يوم الخميس، الجمعية العامة للأمم المتحدة لحماية التعليم من الهجمات وتكريس يوم التاسع من سبتمبر من كل عام يوماً دوليا لحمايته، متزامنا لكفاح العالم ضد الجائحة، حيث يتعرض التعليم لآثار الجائحة المدمرة.

جاء استجابة لدعوة صاحبة السمو لدعوة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة "التعليم فوق الجميع" وعضو المدافعين عن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، التي أطلقتها في العام الماضي بجنيف.

وقد اعتمد القرار يوم الخميس الماضي بتوافق الآراء من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد أن اختتم الوفد الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة المشاورات الحكومية حول مشروع القرار الذي تبنته ٦٢ دولة.

وحظي القرار بترحيب أممي من قبل الأمين العام للأمم المتحدة ومنظمة اليونيسكو واليونيسف وباقي المنظمات التابعة للمنظمة الدولية وكذلك من قبل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

وقد كرست منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) بيانا صحافيا

أشادت بالقرار وبمبادرة صاحبة السمو الشيخة موزا، وبالجهود التي بذلتها دولة قطر لتكريس يوما دوليا لحماية التعليم من الهجمات. واستعرض بيان اليونسكو أبرز ما ورد في بنود القرار، مؤكدا على الحاجة إليه لحماية التعليم في النزاعات المسلحة وفي زمن الأوبئة والكوارث الطبيعية.

واستهل بيان المنظمة بترحيب سعادة السيد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة بالقرار، داعياً اليونسكو واليونيسيف إلى رفع مستوى الوعي بمحنة الملايين من الأطفال الذين يعيشون في البلدان المتضررة من نزاع.

ولم يفوت الأمين العام فرصة تذكير العالم بجائحة كورونا، قائلا إنه "في الوقت الذي يكافح فيه العالم لاحتواء جائحة كوفيد-١٩، يظل الأطفال والشباب في مناطق النزاع من بين الأكثر عرضة لتأثيره المدمر". وشدد على ضرورة ضمان بيئة آمنة للأطفال يتعلمون من خلالها المعرفة والمهارات التي يحتاجون إليها في المستقبل.

وتابع سعادته، أن الحق في التعليم للجميع يساهم في تحقيق التنمية المستدامة ويغذي مكاسب المجتمع الدولي على مدى عقود نحو السلام والازدهار الاقتصادي والاندماج الاجتماعي في جميع أنحاء العالم. وأعرب عن تقديره لمبادرة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر.

وأفادت اليونيسكو في بيانها، بأن القرار يلفت الانتباه إلى محنة أكثر من 75 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين ٣و١٨ عامًا يعيشون في 35 دولة متأثرة بالأزمة وإلى حاجتهم الملحة للدعم التعليمي. وأعربت عن قلقها إزاء آثار العنف المستمر على هؤلاء الأطفال وقدرتهم على الوصول إلى التعليم، الذي يتطلب اهتماما خاصا يتجاوز احتياجات المتعلمين الذين أغلقت مؤسساتهم مؤقتا بسبب جائحة كورونا.

ولفت البيان إلى تصريح صاحبة السمو الشيخة موزا التي أعربت عن ارتياحها لقرار الجمعية العامة بإعلان يوم دولي لحماية التعليم من الهجمات، وقالت صاحبة السمو،

إنه "في خضم تداعيات هذا الوباء العالمي، بات من المهم جداً ضمان عدم انتشار أوبئة النزاعات المسلحة والأمية التي كانت متفشية من قبل". وأضافت أنه " قد سرني اعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة بأهمية هذه القضية الملحة واستحداث يوما عالميا لحماية التعليم من الهجمات".

وتابعت صاحبة السمو أن "التحدي الذي نواجهه الآن، كمجتمع دولي، هو قدرتنا على ترجمة رؤيتنا في إتاحة التعليم للجميع بانتقالها من الإرادة السياسية إلى تغيير حقيقي على أرض الواقع". وشددت على أنه "يجب محاسبة مرتكبي هذه الهجمات الشنيعة، لكي يتسنى لملايين الأطفال المحرومين من التعليم في مناطق النزاعات أتطلع إلى مستقبل أفضل فالتعليم هو أساس حياتهم ويتعين علينا حمايته".

وبدورها نوهت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي بإعلان الأمم المتحدة لليوم الدولي لحماية التعليم من الهجوم، واعتبرتها خطوة مهمة إلى الأمام، معربة عن امتنانها وشكرها لحضرة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر على المبادرة ولجميع الأعضاء الدول لدعم القرار. وقالت إن "القرار يأتي في الوقت المناسب بشكل خاص في سياق جائحة كوفيد-١٩ التي أظهرت قيمة المدارس كمساحات للحماية والرفاهية".

وأكدت اليونيسكو في بيانها، عزمها على العمل مع جميع الشركاء لدعم الحق في التعليم وجعل المدارس الآمنة حقيقة واقعة للجميع في كل مكان وفي جميع الأوقات. كما أشار البيان تصريح السيدة هنريتا فور، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للفولة (اليونسيف)، حيث أعربت عن تقديرها لقيادة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر ودولة قطر لتقديمها القرار لضمان حماية المدارس والأطفال والمعلمين داخلها.

واعتبرت السيدة هنريتا فور، الهجمات على المدارس انتهاك للإنسانية والآداب الأساسية. وقالت إن "يجب ألا نسمح لهذه الهجمات التي لا معنى لها أن تدمر آمال وأحلام جيل من الأطفال"، مرحبة باليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات.

ولفت بيان اليونسكو إلى أن قرار الجمعية العامة يدعو الحكومات لتحمل المسؤولية الأساسية عن توفير الحماية وضمان التعليم الجيد المنصف والشامل على جميع المستويات لجميع المتعلمين، وخاصة أولئك الذين هم في أوضاع هشة. ويشدد كذلك على ضرورة تكثيف الجهود وزيادة التمويل لتعزيز البيئات المدرسية الآمنة والوقائية في حالات الطوارئ الإنسانية من خلال اتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية المدارس والمتعلمين والعاملين التربويين من الهجمات، والامتناع عن الإجراءات التي تعوق وصول الأطفال إلى التعليم، وتيسير الوصول في التعليم في حالات النزاع المسلح.

كما أكدت اليونسكو في بيانها على العمل مع اليونيسف لتسهيل الاحتفال السنوي باليوم بالتعاون الوثيق مع الشركاء داخل وخارج منظومة الأمم المتحدة، من خلال العمل على الخطوط الأمامية في البلدان المتضررة من النزاع.

وفي ختام بيانها قالت اليونيسكو إنه "من خلال إعلان يوم دولي لحماية التعليم من الهجوم، توجه الأمم المتحدة رسالة واضحة لأهمية حماية المدارس كأماكن للحماية والسلامة للطلاب والمعلمين والحاجة إلى إبقاء التعليم على رأس جدول الأعمال العام". وأضافت أن "هذا الأمر يمثل أولوية بينما تواصل الحكومات التصدي لجائحة كوفيد-١٩ التي أدت إلى إغلاق المدارس لأكثر من نسبة 90٪ من الطلاب في العالم".