نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: ندعو المجتمع الدولي للتعاون والتكاتف في مواجهة كورونا

نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: ندعو المجتمع الدولي للتعاون والتكاتف في مواجهة كورونا

الدوحة – المكتب الإعلامي - 30 أبريل

أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن أولوية دولة قطر منذ اليوم الأول لمواجهة جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) تمثلت في العمل على ضمان صحة وسلامة جميع المواطنين والمقيمين وتنسيق تسهيل الاستجابة، مضيفا أن قطر توفر إمكانيات وخدمات الرعاية الصحية للجميع مع الحفاظ على مكانتها الاقتصادية.

جاء ذلك خلال استضافة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية ،الليلة الماضية في "منصة عمل كوفيد" بمنتدى الاقتصاد العالمي تحت عنوان: "كيفية هزيمة الوباء وحماية سبل العيش على مستوى العالم"، والتي افتتحها السيد بورجي برندي رئيس منتدى الاقتصاد العالمي، بمشاركة عدد من المسؤولين الحكوميين، ورؤساء تنفيذيين، ورؤساء منظمات إنسانية.

ودعا سعادته، المجتمع الدولي للتعاون والتكاتف في مواجهة النتائج الاقتصادية للجائحة سواء كانت انخفاضا في أسعار البترول أو احتمالا لحدوث ركود اقتصادي. وقال إن الظروف الموضوعية تدل على أن المرحلة التالية لن تكون سهلة من النواحي الاقتصادية والمالية بالنسبة للدول التي تتعامل مع الاقتصاد العالمي.

وفي هذا الصدد، أشار سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إلى دعوة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله"، في كلمة ألقاها هذا الأسبوع، لرؤساء دول العالم، خاصة الدول الصناعية الكبرى والمنظمات الدولية ذات العلاقة، إلى التعاون وليس التنافس في مجال اكتشاف وإنتاج لقاحات وعلاجات المرض، وأنه لن يكون من الممكن مواجهة النتائج الاقتصادية والاجتماعية للجائحة دون التعاون والتنسيق على نطاق العالم وعلى أعلى وأوسع المستويات.

ونوه بتجربة دولة قطر الرائدة في مواجهة فيروس كورونا وما اتخذته من تدابير لحماية المجتمع ودعم الأعمال التجارية وتعزيز الاقتصاد من خلال حزم التحفيز التي تقدمها الحكومة القطرية لمجتمع الشركات الصغيرة والمتوسطة.

وقال "شهد نهجنا الاستباقي اتخاذ تدابير لا مثيل لها لحماية مجتمعنا، ودعم الأعمال التجارية وتعزيز الاقتصاد"، وأكد أنه من خلال حزم التحفيز تقدم حكومة دولة قطر استجابة مالية غير مسبوقة لمجتمع الشركات الصغيرة والمتوسطة في قطر.

وتركزت ملاحظات سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في رده على سؤال بشأن كيف تتكامل الإجراءات القطرية على المدى البعيد في المجالات الواسعة للتعاون الدولي، حول برامج دولة قطر في الخارج وتعاونها وفقا للموارد والتنمية وابتكار برنامج الأمم المتحدة للتنمية.

وأضاف: "لقد زدنا إنتاجنا. أنشأنا مصانع جديدة لصناعة معدات الحماية الشخصية واليوم دولة قطر تنتج 8 ملايين قناع كل أسبوع، وكذلك أجهزة التنفس الصناعي الذي شهدنا اليوم افتتاح المصنع، وفي المرحلة الأولى هناك طاقة استيعابية لإنتاج 2000 جهاز في الأسبوع للمساهمة في توفير الحاجة الكافية من أجهزة التنفس لعلاج المصابين بفيروس كورونا المستجد في دولة قطر وخارجها".

وشدد سعادته، على أن تصور دولة قطر للمستقبل يتشكل من إيماننا بالعمل الجماعي القوي والتنسيق الدقيق للمضي إلى الأمام".. مضيفا: "نحن ندرك مدى تنوع قدرات الأسواق في مواجهة الجائحة، مع ذلك نعتبر أن مثل هذه الظروف فرصة وليست انتكاسة للمقاربات الاستثمارية النشطة والذكية".

وأوضح سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن حكومة دولة قطر تدعم الجهود الدولية حيث وصلت المساعدات إلى 20 دولة حتى الآن، منها مساعدات في مجال الإمدادات الطبية، مضيفا أن قواتنا الجوية تقوم ببناء مستشفيات ميدانية في الدول الصديقة، بما في ذلك المساهمة في عمل مؤسسات الرعاية الصحية متعددة الأطراف التي تعمل في تطوير لقاحات أو التي تعمل على ضمان صمود الرعاية الصحية في الدول الأخرى، وقدمنا بالفعل مساهمة بمبلغ 140 مليون دولار لهذه المنظمات.

وأضاف أننا نعمل أيضا مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مختبر الابتكار الذي يضم أكثر من 47 دولة لابتكار حلول لمعالجة النتائج السلبية لوباء كورونا، كما يشمل حلولا لأعمال تجارية وتكنولوجية وطبية للدول النامية والدول الناشئة: "سوف نستمر في الوعد بدعمنا للمؤسسات العالمية وقد حافظنا على التزاماتنا لتطوير الصحة والازدهار واستقرار منطقتنا".

وحول الإجراءات الاقتصادية والصحية المحددة التي تتخذها دولة قطر على المدى الطويل، أكد سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن دولة قطر اتخذت إجراءات تحفيز مالي غير مسبوقة لحماية الاقتصاد، وخاصة القطاع الخاص، وأضاف: "كانت الحكومة سباقة في تصميم السياسات لحماية الموظفين وخاصة مجتمع العمال المهاجرين لدينا".

وردا على عدد من الأسئلة ، قال سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إن استراتيجية دولة قطر لمواجهة فيروس كورونا تقوم على ثلاث ركائز أساسية، الأولى هي كيف نحمي المواطنين والمقيمين في قطر ونضمن صمود نظام الرعاية الصحية، أما الركيزة الثانية ضمان أن يكون التأثير على الاقتصاد والمجتمع في أدني مستوى، والثالثة هي أن تكون دولة قطر ملتزمة بمسئولياتها الدولية لتقف مع الدول الأخرى التي هي في حاجة للمساعدة.

وقال سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إن هذا الوباء تسبب في تحديات كثيرة وكبيرة وغير معروفة، ولا يمكن لأحد أن يحدد ما يحدث فيما بعد، ولكن نحن نحاول أن نبادر في أي مرحلة بعمل التدابير اللازمة لكي لا يستمر التوقف لمدة أطول.

وأضاف "من الناحية الجيوسياسية أعتقد أن بعض التعقيدات ستحدث في حالة تأثر الوضع الاقتصادي بما يعني حدوث بعض الاضطرابات الاجتماعية في بعض الدول خاصة تلك التي تفتقر إلى القدرات والإمكانيات اللازمة، لذلك ربما نشهد بعض التغيرات خاصة في منطقة الشرق الأوسط التي تضم بعض الدول التي إما أنها تعاني أزمات حاليا أو تفتقر إلى الموارد المالية اللازمة لمواجهة هذه الأزمة، لذا نرجو أن تحصل تلك الدول على الدعم اللازم لتخطي هذه الاضطرابات الاجتماعية التي قد تواجهها خاصة في حالة حدوث نتائج اقتصادية."

وردا على سؤال بشأن استضافة بطولة كأس العالم 2022، قال سعادته "نحن واثقون من أننا سننظم أفضل دورة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم، أستطيع أن أؤكد ذلك لكم ولجميع المشاهدين، ونعتقد أيضا أن أهمية بطولة كأس العالم قطر 2022 قد ازدادت نظرا لأنها ستكون أول مناسبة احتفالية وترفيهية يجتمع فيها العالم بعد أن فرقته الجائحة والأوضاع الإنسانية السيئة الحالية، نأمل أن تزول الجائحة وأن تقام نهائيات كأس العالم من أجل شعوب العالم والإنسانية ليشعر الجميع بالرضا والسعادة."

وشدد سعادته على أن دولة قطر ترحب ترحيبا عاليا بالمنتدى الاقتصادي العالمي لإطلاق منصة خاصة للنقاش والابتكار، وقال إن دولة قطر تؤمن بالتعاون الدولي للقضاء على الوباء.

وتقدم سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، بالشكر للمنتدى الاقتصادي العالمي لتأسيس هذه المنصة المهمة للعمل الجماعي وحشد الدعم لمواجهة جائحة كورونا.