دولة قطر وإمارة موناكو تنوهان بقوة الرياضة في تعزيز السلام والحوار

دولة قطر وإمارة موناكو تنوهان بقوة الرياضة في تعزيز السلام والحوار

  نيويورك - المكتب الإعلامي - 08 أبريل  2020

نوهت دولة قطر و إمارة موناكو بأن احتفال الأمم المتحدة في 6 أبريل باليوم العالمي للرياضة من أجل التنمية والسلام الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة للأمم المتحدة يوم 23 أغسطس 2013 بقرارها (67\296 ) يؤكد على قوة الرياضة في قيادة التغيير الاجتماعي والتنمية المجتمعية والبشرية، وتعزيز السلام والحوار على حد سواء في البلدان المتقدمة والنامية.

جاء ذلك في مقال كتبته سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، وسعادة السيدة إيزابيل بيكو المندوبة الدائمة لإمارة موناكو نشر في الموقع الإلكتروني لمجلة وقائع الأمم المتحدة.

وأوضحت دولة قطر وإمارة موناكو أن الرياضة أدرجت في جدول أعمال الأمم المتحدة منذ عام 1993، عندما اعتمدت الجمعية العامة قراراتها الأولى "السنة الدولية للرياضة والمثل الأعلى الأولمبي (القرار 48/10)" و"مراعاة الهدنة الأولمبية (القرار 48/11)".

وأشارتا الى أن الجمعية العامة تعتمد كل عامين قراراً حول "الرياضة كعامل تمكين للتنمية المستدامة"، وتعتمد أيضاً كل عامين آخرين قرار "بناء عالم سلمي أفضل من خلال الرياضة والمثل الأعلى للألعاب الأولمبية" وذلك قبل الألعاب الأولمبية وأولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة.

ولفتتا الى انه تمّ الاعتراف بمساهمة الرياضة في الإعلان المتعلق بخطة التنمية المستدامة لعام 2030، الذي اعتمدته الجمعية العامة في القرار 70/1 المؤرخ 25 سبتمبر 2015، والذي يشدد على أن "الرياضة هي عامل تمكين هام للتنمية المستدامة". كما يقرُّ الإعلان بالمساهمة المتزايدة للرياضة في تحقيق التنمية والسلام وتعزيز التسامح والاحترام وبالمساهمات التي تقدمها في تمكين المرأة والشباب والأفراد والمجتمعات وكذلك في الصحة والتعليم وأهداف الإدماج الاجتماعي.

وبيّن مقال سعادة الشيخة علياء وسعادة السيدة ايزابيل أن احتفال هذا العام "يأتي في ظلّ الآثار المدمرة لجائحة وباء فيروس كورونا، ومع الضغوط الشديدة على أنظمة الصحة العامة وخدمات الطوارئ والاقتصاد العالمي"وأعاد التذكير بتصريح السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة،الذي قال فيه إن "عالمنا يواجه تهديدا غير مسبوق، وتواجه الأمم المتحدة واحداً من أكبر التحديات في تاريخنا".

ورأت المندوبتان الدائمتان لدولة قطر وإمارة موناكو أن المشهد الرياضي العالمي شهد تغييرا كبيرا ، من ممارسة الألعاب الرياضية خلف الأبواب المغلقة إلى إلغاء الأحداث الكبرى، حيث تمّ تأجيل دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو 2020 حتى عام 2021. وأضافتا أن "الوباء هز عالم الرياضة"، مع كون الابتعاد الاجتماعي هو أفضل وسيلة حتى الآن لحماية النفس والآخرين.

وقالتا :" إننا الآن نحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى الاحتفال باليوم العالمي للرياضة من أجل التنمية والسلام، وقوة الرياضة لتغيير العالم، كما قال الزعيم الافريقي الراحل نيلسون مانديلا" ، وأضافتا "أن الشيء الذي تعلمنا إياه الرياضة، هو ضرورة العمل الجماعي وأن نكون أقوى معاً. وبنفس الطريقة، سنتغلب على وباء فيروس كورونا إذا عملنا وبقية العالم معاً. وبالمثل، لا يمكن تحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وهي مسار نحو مستقبل مستدام للجميع، دون ترك أي أحد، وإقامة مجتمعات سلمية وشاملة، وكوكب صحي، إلا بالعمل معاً".

وشددتا على" أن الرياضة تلعب دوراً مهماً لمكافحة انتشار الأمراض وفي التأكيد على أهمية التضامن الدولي. وفي أوقات الأزمات، يمكن أن ننجز القليل جداً، حيث يستهلكنا الخوف والقلق، ولكن من خلال العمل الجماعي يمكننا فعل الكثير. ورغم توقف الأحداث الرياضية في الوقت الحالي، إلا أن الرياضيين، والفعاليات الرياضية الكبرى والصغيرة، والمؤسسات الرياضية المجتمعية تبعث برسائل إيجابية -تربطنا بعضنا مع البعض الآخر. كما أن الرياضة تجمع بين الشعوب والمجتمعات، وتساعدنا على إيجاد أرضية مشتركة، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الانتماء السياسي".

ولفتت سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة وسعادة السيدة إيزابيل بيكو المندوبة الدائمة لإمارة موناكو في المقال الذي نشر في الموقع الإلكتروني لمجلة وقائع الأمم المتحدة ، إلى أنه في ظل انتشار الوباء العالمي، فمن المهم الإشارة إلى تشجيع منظمة الصحة العالمية على ممارسة الرياضة البدنية يومياً لمدة 30 دقيقة من أجل البقاء على صحة جيدة، وتعزيز جهاز المناعة ومكافحة الإجهاد والاكتئاب.

وأضافتا :"علينا ألا ننسى أن الرياضة هي آلية متعددة الاستخدامات لمنع الصراع وبناء السلام، لأنها تؤسس لعلاقات تتجاوز الفروق والانقسامات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وتعزز الشعور بالهوية المشتركة والزمالة بين المجموعات التي قد تميل إلى رؤية بعضها البعض مع نوع من العداء وانعدام الثقة،كما أن اللغة العالمية للرياضة تساعد في مكافحة التطرف ومنع التطرف العنيف الذي يفضي إلى الإرهاب وأداة قوية للغاية للحوار والمصالحة".

وشددت دولة قطر وإمارة موناكو على "أنه مع إحراز الكثير من التقدم في السنوات القليلة الماضية، يتعين علينا الاستمرار من خلال رفع مستوى الوعي بدور الرياضة في الصحة والتنمية المستدامة والسلام، ويمكن لليوم العالمي أن يساعد في تعزيز التضامن العالمي الذي تشتد الحاجة إليه".

وبينت الدولتان أن الرياضة " تخلق فرصة فريدة للوحدة، ولديها إمكانات إيجابية غير محدودة لتعافي العالم الذي نعيش فيه الآن، ولبناء عالم المستقبل. ويمكن لقوة الرياضة أن تسهم أكثر من أي وقت مضى في الجهود العالمية لجعل أهداف التنمية المستدامة حقيقة واقعة".

وأكد المقال على التزام دولة قطر -الدولة المضيفة لكأس العالم 2022 - بتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتقديم حلول مبتكرة وبذل الجهود لمعالجة تغيّر المناخ، ورفاهية العمال وحقوقهم والالتزام بقيود العمل.

ولفتت المندوبتان الدائمتان إلى أن دولة قطر شددت في كثير من الأحيان على نيتها في أن تستفيد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأكملها من كأس العالم، وتحديداً دعم الشباب في الحصول على التعليم والبحث والفرص الاجتماعية والثقافية والتكنولوجية والاقتصادية.

وقالتا :"في هذا الإطار تم إطلاق عدد من المبادرات لغرض إطلاق العنان لهذه الإمكانات. على سبيل المثال، تستفيد مبادرة الجيل المبهر من قوة كرة القدم للتحريض على التغيير الاجتماعي، وكسر الحواجز، وزيادة الوصول إلى الرياضة وتعزيز التكامل المجتمعي بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة. وتقوم مبادرة الجيل المبهر وبالتعاون مع شركاء الأمم المتحدة والمجتمع المدني ببناء مرافق رياضية وتشغيل برامج تركز على تطوير مهارات القيادة والمشاركة المدنية، وتغذية المهارات الحياتية لآلاف الفتيات والفتيان في المجتمعات المحرومة، وذلك من ساحل المحيط الأطلسي في البرازيل إلى مرتفعات نيبال".

وأضافتا : "اننا ننظر إلى كأس العالم كمنصة لدعم مجتمع ريادة الأعمال وتنمية مواهب الابتكار في المنطقة. ويوفر الدعم المالي والتقني واستشارة خبراء من جميع أنحاء العالم فرصا لتطوير أعمال الشباب الريادية لتطوير أفكار إبداعية وفعالة من حيث التكلفة، بما في ذلك الابتكارات التي ستؤدي إلى نتائج أكثر استدامة في مراحل التصميم والبناء والتشغيل في تنفيذ البنية التحتية لكأس العالم. والأهم من ذلك ،يقوم المنظمون من خلال التعليم والبحث بتنشيط القطاعات التي ستساهم في اقتصاديات أكثر تنوعاً وطليعية في جميع أنحاء المنطقة."

وعبر المقال عن فخر إمارة موناكو بأن الرياضة من صميم هويتها وأسلوب حياتها، وهذا ما ينعكس في استضافتها للأحداث الرياضية السنوية الكبرى، بما في ذلك مونت كارلو ماسترز، والفورمولا 1 الجائزة الكبرى، وميدان هرقل IAAF، وكذلك منافسات كرة القدم وكرة السلة، والإبحار والعديد من المسابقات الأخرى، ولديها مئات من التجمعات والنوادي الرياضية التي تضمن الوصول إلى النشاط البدني للجميع.وتعد التربية البدنية ودروس السباحة جزءًا لا يتجزأ من المناهج الدراسية في نظامها التربوي من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية .

وأكدت سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة وسعادة السيدة إيزابيل بيكو المندوبة الدائمة لإمارة موناكو ، في المقال، على أن الرياضة عنصر مساواة مهم، حيث تنطبق نفس القواعد على الجميع، وهي تحمل المثل والقيم، مثل القيم الأولمبية للتميز والصداقة والاحترام. ومن خلال الروح الأولمبية، ينتمي كل لاعب أولمبي وكل فرد إلى الأسرة الأولمبية التي هي رمز للوحدة ويشارك نفس الأحلام والتطلعات والسلوك.

وأثنت دولة قطر وإمارة موناكو على دور اللجنة الأولمبية الدولية، وعلى 206 لجان أولمبية وطنية حول العالم، واللجنة الأولمبية للمعاقين، و182 لجنة معاقين وطنية، وعلى دور الاتحادات الرياضية الدولية والوطنية لقيادتها والشراكات التي طورتها في العديد من المجالات.

واوضحتا أن الرياضة تندمج بشكل متزايد في الشراكات والمشاريع التي تطورها الصناديق المتخصصة والوكالات والبرامج التابعة للأمم المتحدة، وكذلك لأصحاب المصلحة الآخرين، بما في ذلك شركات القطاع الخاص.

وشددت المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، والمندوبة الدائمة لإمارة موناكو في ختام المقال على" أن الرياضيين حول العالم هم مصدر إلهام دائم من خلال عملهم الشاق وجهودهم الحثيثة ومشاركتهم الجماعية. وإن هذه القيم ضرورية لعملنا الجماعي للتغلب على الوباء العالمي وعواقبه الاقتصادية في جميع أنحاء العالم. ولدى الرياضة القدرة على إثراء حياتنا وتعزيز العلاقات السلمية بين الدول في وقت نبدأ فيه جهود الإنعاش والعمل من أجل تعزيز مجتمعنا العالمي".