الدوحة -20 يوليو 2023

وقعت دولة قطر والجمهورية التركية الشقيقة على بيان مشترك، بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما.

وقع على البيان من الجانب القطري، معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ومن الجانب التركي، سعادة السيد هاكان فيدان، وزير الخارجية.

 

وفيما يلي نص البيان:

يسرنا أن نحتفل بالذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين دولة قطر والجمهورية التركية في عام 2023م.

لقد شهدت العلاقات القطرية التركية تحولاً نوعياً منذ تأسيسها في عـام 1973، حـتى وصلت إلـى مرحلة الشـراكـة الاسـتراتـيجية، ولا زال الـتعاون الـقائـم بـين الـبلديـن الـشقيقين يـتعزز يـومـاً بـعد يـوم في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحـب الـسمو الـشيخ تـميم بـن حـمد آل ثاني، أمـير دولـة قـطر، وفخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

تـعكس الـعلاقـات الـقطريـة الـتركـية روابـط تاريخية عميقة الجذور مبنية على قواعد سياسية واجتماعية، فقد قام البلدان بتبادل الدعم دون تـردد فـي عـدة مـنعطفات هـامـة فـي تـاريـخهما، وذلـك فـي إطـار روح الأخـوة والـتضامـن، وتـواصـل الـدولـتان الـدعـم المـتبادل فـي عـدة مجالات، تجلى آخرها في الدعم المستمر في كارثة الزلزال التي تعرضت لها الجمهورية التركية في فبراير 2023م.

لقد تجـلى هذا التضامن فـي المـساعـدات الإنـسانـية الـفريـدة الـتي قـدمـتها دولـة قـطر عـبر المـمر الـجوي الـذي أنـشأتـه بـالـطائـرات الـعسكريـة لـنقل المـساعـدات مـنذ اللحـظة الأولـى لـلزلـزال، والتي سـاهـمت فـي تخفيف آلام الآلاف من الأتراك.

تـعتبر الشـراكـة الاسـتراتـيجية الـقائـمة بـين دولـة قـطر والجـمهوريـة الـتركـية مثمرة على المستويات كافة، ويظهر البلدان مـواقـف منسجـمة بشأن مـعظم الـقضايـا الإقـليمية والـدولـية.

وفـي الـسياق الـثنائـي، تـعتبر آلـية الـلجنة الاسـتراتـيجية الـعليا مـن المـؤشـرات المـلموسـة للشراكة بـين البلدين الـشقيقين، والـتي يجتمع أعضاؤها كل عام منذ 2015م، وقد تم توقيع نحو 100 وثيقة تهدف إلى تحسين مستوى التعاون الثنائي في مختلف القطاعات والمجالات من خلال هذه اللجنة الاستراتيجية.

كما شهد التعاون القائم بين البلدين في المجالين الاقتصادي والتجاري نمواً مطرداً في السنوات القليلة المـاضـية مـن حـيث الـتبادل الـتجاري وحجـم الاسـتثمارات، ونـتطلع لدفع الـعلاقـات الاقـتصاديـة والـتجاريـة إلى الامام بما يخـدم مصالح بـلديـنا الشقيقين وشعبينا.

كما أن الروابط الثقافية والاجتماعية والدينية العميقة الجذور التي تستمد قوتها من أعماق التاريخ تجمع شعبي البلدين معاً.

وفيما يخص بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 التي نظمتها دولة قطر بنجاح غير مسبوق، فقد قدمت الجمهورية التركية مـساهـمات قـيمة لإنجاح الـبطولـة مـن خـلال شـركـاتـها وخـبرائـها فـي مجالات مختلفة، منها المقاولات والفندقة، فضلاً عن توفير الدعم الأمني.

وانطلاقاً من علاقتنا الاستراتيجية وتعاوننا الثنائي في المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والتجارية، وتماشياً مع توجيهات القيادة الحكيمة في البلدين، نتطلع لاستمرار جهودنا المشتركة للتنسيق في مختلف المجالات لضمان استمرارية تعزيز العلاقات الثنائية لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.