البيان المشترك للحوار الاستراتيجي الثاني بين دولة قطر وجمهورية فرنسا

البيان المشترك للحوار الاستراتيجي الثاني بين دولة قطر وجمهورية فرنسا

 الدوحة - إدارة الإعلام والاتصال - 11 يونيو

ترأس كل من معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وسعادة السيدة كاثرين كولونا وزير أوروبا والشؤون الخارجية، الحوار الاستراتيجي القطري الفرنسي الثاني بتاريخ 8 يونيو 2023 بمدينة الدوحة، قطر.

رحبت كل من قطر وفرنسا بالحوار الاستراتيجي السنوي الثاني، واستعرضتا التقدم الكبير الذي تم إحرازه منذ انعقاد الحوار الاستراتيجي الأول في مارس 2022. وسلط البلدان الضوء على متانة العلاقة الثنائية التي تربطهما وأكدا مجدداً عزمهما على تطوير الإمكانات الكاملة لتلك العلاقة من خلال تعزيز التعاون في كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك وتحديد مشاريع محددة مشتركة من أجل الدفع بالتعاون الاستراتيجي بينهما.

أكد الجانبان على التزامهما المشترك بنظام دولي يستند إلى القانون، فضلا عن تعزيز السلام والاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط، وإلى مواصلة التعاون الوثيق فيما يتعلق بالأزمات الإقليمية والعالمية.

استعرض حوار هذا العام، كدليل على شراكة البلدين القوية، العلاقات الثنائية والمسائل الإقليمية والدولية والتنمية والمساعدات الإنسانية والدفاع والأمن والتجارة والاستثمار والاقتصاد والتعليم والثقافة والبحث العلمي وتغير المناخ والطاقة والبيئة والرياضة.

وقعت كل من دولة قطر وفرنسا خطاب نوايا بشأن التعاون والشراكة في مجال التنمية الدولية.

التعاون السياسي

أعربت قطر وفرنسا عن التزامهما بتعزيز التعاون الاستراتيجي من خلال الحوار العميق المستمر المبني على الثقة حول كافة القضايا الرئيسية لمواجهة التحديات العالمية. وشدد الوزيران على أهمية الاستمرار في تعميق الحوار والدبلوماسية والتنسيق السياسي فيما بينهما حول الأزمات التي تؤثر على الأمن الإقليمي والعالمي وفي تعزيز السلام والأمن والازدهار.

تناول معالي رئيس الوزراء آل ثاني وسعادة الوزيرة كولونا التطورات الجارية في كل من السودان ولبنان وسوريا وليبيا وإيران وأفغانستان وتشاد وبحثا سبل زيادة تعميق التنسيق في هذه المناطق.

أكد الوزيران مجدداً، فيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط، التزامهما بالتوصل إلى حل يقوم على مبدأ دولتين بناء على جميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وعلى أساس حدود العام 1967 مع القدس كعاصمة مشتركة للدولتين. وأشارا إلى الضرورة الملحة لوقف جميع الإجراءات أحادية الجانب، لا سيما فيما يتعلق بتوسيع المستوطنات وأهمية الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في جميع الأماكن المقدسة في القدس. وأعربا عن قلقهما إزاء الأوضاع الإنسانية والسياسية والأمنية والاقتصادية في قطاع غزة، وأكدا مجدداً على الدور الذي لا غنى عنه للأونروا وضرورة دعمها.

أكد كلا البلدين دعمهما لسيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها، وأكدا مجددًا التزامهما بمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

أعرب الوزيران، تمهيداً لإطلاق قمة بغداد الثالثة، عن التزامهما المشترك للنهوض بالتعاون وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين في المنطقة، بما في ذلك من خلال دعم استقرار العراق وازدهاره من أجل تعزيز التنمية الشاملة وإعادة الإعمار.

التعاون الإنساني والإنمائي

أكد البلدان مجدداً، فيما يتعلق بالتعاون الإنساني والإنمائي، عزمهما على ترسيخ التعاون والتنسيق من خلال تعزيز الحوار بين الهيئات التنفيذية لكل منهما، واتفقا على تحديد مشاريع مشتركة تصب في مصلحة السكان المحتاجين. وتتطلع الحكومتان إلى توقيع مذكرة تفاهم بين صندوق قطر للتنمية ومجموعة الوكالة الفرنسية للتنمية، والتي من شأنها أن تخلق إطارًا عامًا لتيسير وتعزيز التعاون.

التعاون في مجال الدفاع والأمن

جددت كل من قطر وفرنسا التأكيد على أهمية التعاون الدفاعي والأمني باعتباره حجر الأساس لشراكتهما. واتضح ذلك من خلال ارتفاع عدد الزيارات التي تمت على المستوى الرسمي خلال العام الماضي، والتنسيق الوثيق على المستوى التنفيذي، كما بحثا أيضا سبل الاستفادة من العلاقات القائمة وتوسيع نطاق الأنشطة المتعلقة بالمصالح الاستراتيجية المشتركة.

رحب الطرفان بالشراكة القوية والطويلة الأمد بين قوات الأمن في كلا البلدين. وتوجه رئيس الوزراء وزير الخارجية معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بالشكر لفرنسا على شراكتها الأمنية ومساهمتها في التحضير لكأس العالم لكرة القدم 2022 وأثناء فعالياته. وشددا على الاهتمام بالبناء على هذا التعاون، فضلا عن تحديد ميادين جديدة للتعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك.

اتفقت الحكومتان على مواصلة شراكتهما القوية في مجال الأمن السيبراني ومكافحة الإرهاب ومكافحة التطرف العنيف والتدفقات المالية غير المشروعة وردع التهديدات العابرة للحدود الوطنية.

التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري

شددت قطر وفرنسا على أهمية شراكتهما الاقتصادية والتجارية والاستثمارية المتنامية، حيث بلغ إجمالي التجارة بينهما أكثر من 4,2 مليار يورو في العام الماضي، وأشارت الحكومتان إلى الزيادة الملحوظة في التجارة الثنائية والتي نمت بنسبة 165٪ بين عامي 2021 و2022 مما ساهم في دعم الوظائف والابتكار والتنمية الاقتصادية في كلا البلدين.

ناقش الجانبان سبل مواصلة تطوير شراكتهما التجارية والاستثمارية، من خلال خارطة طريق تركز على المجالات الاستراتيجية بما يتماشى مع إطار أهداف التنويع الاقتصادي الذي حددته رؤية قطر الوطنية 2030 ووفقًا للخطة الاقتصادية «فرنسا 2030» وأكدا حرصهما على مواصلة تعزيز التعاون بين القطاعين الخاصين القطري والفرنسي وتوثيق التعاون.

بحث الجانبان، أيضاً، المجالات ذات الاهتمام المشترك مثل السياسة المالية، والدعم المالي للبلدان النامية، والتمويل الأخضر، وتمويل اللجنة الاقتصادية لأفريقيا، والأمن الغذائي، والاقتصاد المستدام.

أعربت قيادة البلدين عن رغبتهما في توسيع التعاون ليشمل مجالات جديدة مثل الابتكار والانتقال إلى الطاقة المتجددة والنظيفة.

التعاون في مجال التعليم والتعليم العالي والثقافة والصحة والرياضة

تناولت قطر وفرنسا التعاون الوثيق في مجالات الثقافة والتعليم والتعليم العالي والصحة. وأكدتا عزمهما على زيادة الأنشطة في هذه المجالات. وأعربتا عن نواياهما المتبادلة لتعزيز التعاون في مجال التعليم والتعليم العالي، وذلك من خلال تفعيل برامج التبادل الأكاديمي للطلاب، فضلاً عن الاستمرار في استكشاف البرامج والمناهج المشتركة التي تمكن الطلاب من تحقيق أهدافهم الشخصية والمهنية.

كما تطرق البلدان إلى التعاون المتنامي في مجال التعليم العالي، خاصة بعد التوقيع على اتفاقية التعاون بين معهد الدراسات السياسية بباريس ومعهد الدوحة. وأشاد الطرفان بجهودهما المشتركة الهادفة إلى زيادة تعليم اللغة الفرنسية في المدارس الثانوية في قطر.

كما تمت مناقشة العلاقات الثقافية بين قطر وفرنسا كمجالات محتملة لتعزيز التعاون. وشدد البلدان على أهمية تعزيز التنسيق بين المؤسسات التابعة لكل منهما في هذا الصدد.

أعربت كل من قطر وفرنسا كذلك عن رغبتهما في تعزيز تبادل الخبرات بين المؤسسات الطبية في كلا البلدين، بما في ذلك من خلال تجديد الاتفاقية المبرمة بين حكومة دولة قطر وجمهورية فرنسا بشأن تدريب الاطباء المتخصصين القطريين في فرنسا.

هنأت الوزيرة كولونا دولة قطر على استضافتها الناجحة الكبرى لفعاليات كأس العالم لكرة القدم 2022، وهي الفعالية الأولى من نوعها التي تقام في العالم العربي. وأعرب الجانبان، قبل استضافة فرنسا لبطولة كأس العالم للرجبي 2023 والألعاب الأولمبية الصيفية، باريس 2024 والألعاب البارالمبية (أولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة)، عن التزامهما بمشاركة المعرفة المتخصصة. واتفقا على مواصلة الحوار بينهما حول البعد التحويلي والإرث اللذان تحدثهما الأحداث الرياضية الدولية الكبرى.

شراكة نحو مستقبل مشترك ومسؤول

تشدد كل من دولة قطر وفرنسا على أهمية استمرار شراكتهما بما يعود بالنفع على مصالح البلدين ويعزز التنسيق بينهما نحو مستقبل مشترك ومسؤول.

تتطلع كل من دولة قطر وجمهورية فرنسا إلى استعراض التقدم المحرز في هذه المجالات خلال الحوار الاستراتيجي الثالث المقرر انعقاده في باريس في العام 2024.