الكلمة الافتتاحية لسعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية خلال الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي الثالث
السلام عليكم،،،،
الأصدقاء الأعزاء، سعادة السيد/ بومبيو وزير الخارجية الأمريكي، سعادة السيد منوشين، وزير الخزانة، وسعادة السيد روس، وزير التجارة.
أصحاب السعادة أعضاء الوفدين المشاركين،
يسرني أن أعرب لكم بالإنابة عن الوفد القطري عن جزيل شكرنا على استقبالكم الحار لنا.
وأود أيضا أن أعرب عن شكر الوفدين على الجهود العظيمة التي بذلاها في الإعداد لهذا الاجتماع في ظروف غير مسبوقة ظللنا جميعا مشغولين خلالها في مكافحة جائحة كوفيد - 19.
يمثل اجتماعنا اليوم إنجازا هاما آخر لمسيرة العلاقات الوطيدة والتاريخية القائمة بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية.
يعكس انعقاد هذه الدورة الثالثة من الحوار الاستراتيجي العلاقات المزدهرة بين بلدينا التي ساعد على ازدهارها التزام المشترك لسمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس دونالد ترامب مما يؤكد اتساع مجالات التعاون بين البلدين إلى جانب علاقة الصداقة الحميمة التي تجمعهما.
نحن في هذه الدورة الثالثة من الحوار الاستراتيجي لا نعمل على تقوية التعاون الاقتصادي والعسكري والأمني القائم بيننا فحسب، بل أيضا على توسعته ليشمل مجالات لها ذات القدر من الأهمية مثل التعليم والثقافة والتنمية. يُظهِر التوقيع على مذكرة التفاهم الخاصة بالعام الثقافي قطر - الولايات المتحدة 2021 ومذكرة التفاهم مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ودعم منح فولبرايت الدراسية كيف تستطيع دولة صغيرة مثل قطر أن تساهم بشكل لا يتناسب مع حجمها في التعاون بشكل بَنَّاء بالرغم من التحديات الإقليمية الفريدة التي ظل بلدنا يواجهها ويديرها باقتدار خلال السنوات الثلاث الماضية.
إلى جانب دعمنا للعديد من الولايات والمدن الأمريكية في جهودها للتعامل مع جائحة كويد-19، فإن النطاق الواسع من التعاون الذي ظهر هنا في الحوار الاستراتيجي يوضح تقارب قطر القوي مع الشعب الأمريكي. فان قطر لا تنظر إلى الولايات المتحدة على أنها مجرد شريك، بل كحليف وصديق.
من المؤكد أن شراكتنا التجارية لا تزال قوية، وهي بالفعل قوية أكثر من أي وقت مضى. استثمرت قطر مليارات الدولارات في الاقتصاد الأمريكي، وكانت الولايات المتحدة مستثمرا أساسيا في تنمية قطر. يُترجم هذا الاستثمار معًا إلى عشرات الآلاف من الوظائف وفرص تغيير الحياة لشعبنا. ونتطلع إلى توسيع هذه العلاقات، بما في ذلك من خلال أحداث ترويج التجارة والاستثمار القادمة. ستشمل هذه الأحداث معرضًا على الطريق في عام 2021 يضم وفودًا متعددة إلى العديد من المدن الأمريكية لاستكشاف الشراكات في التكنولوجيا والاستثمار والطاقة ومجالات أخرى.
ونتطلع أيضا إلى مناقشاتنا المقبلة في القضايا ذات الاهتمام المشترك وإلى التأكيد مجددا على التزاماتنا بتعميق الشراكة في مجالات تشمل أيضا المصالح السياسية والإقليمية المشتركة.
سنناقش أيضا مجموعة من القضايا الدفاعية والأمنية بما في ذلك المصالح المشتركة وفرص التعاون الإقليمي وآليات مواجهة ودحر التهديدات الخبيثة التي تحدق بنا.
تتفق قطر والولايات المتحدة على أن مثل هذه التهديدات تأتي ضمن أكبر التحديات التي تواجهها اليوم رؤيتنا المشتركة لتعزيز السلام والاستقرار والازدهار في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام.
بوصفهما في مقدمة الشركاء في التحالفات الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف فإن بلدينا ستستمران في تقوية التنسيق وتعزيز التعاون بما يعكس جميع القيم المشتركة بيننا والمستمدة من القانون الدولي والمعايير الأمنية المعتبرة.
تساهم الجهود الكبيرة التي نبذلها والتقدم الذي نحرزه في احترام الضمانات المتبادلة والعمل على تحييد خطر الإرهاب بشكل كبير في جعل العالم أكثر أمانا.
ولا يوجد ما يوضح جليا هذا الأمر أكثر من التقدم الملحوظ الذي تحقق من أجل السلام في أفغانستان. وإن بدء المحادثات مؤخراً نحو المصالحة، والتي يسعدنا في قطر أن نستضيفها، يمثل إنجازاً تاريخياً حقاً. الوزير بومبيو، قطر تشيد بقيادتك لهذا التحدي.
تعكس خطوات التقدم المُحرزة في أفغانستان أيضًا الجهود الأمريكية المستمرة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط ككل، وتشيد دولة قطر بالتزام الولايات المتحدة الثابت بالسلام في المنطقة، ويُسعدنا أن نواصل تعاوننا الوثيق لتحقيق هذا الهدف المهم.
إن التطور بالغ الأهمية في أفغانستان هو أحدث مثال على التفاعل الوثيق بين بلدينا على المستوى السياسي. نحن نواجه قضايا لا تهم دولتينا فحسب، بل تهم أيضًا الاستقرار الأوسع في الشرق الأوسط والمناطق المجاورة. على الرغم من التحديات الإقليمية، بما في ذلك الحصار المستمر ضدنا، فقد تعزز تعاوننا بشكل مستمر منذ عقدنا أول حوار استراتيجي قطري أمريكي في يناير 2018، خلال ذروة الادعاءات الكاذبة وحملات التشهير والحصار غير القانوني من قبل الدول المجاورة.
أود أن أتوجه بالشكر إلى الولايات المتحدة على دعمها للوساطة الكويتية لرفع الحصار على أساس احترام سيادة واستقلال دولة قطر. مازالت سياسة قطر الخارجية تعكس قيم السلام والاستقرار والازدهار وهي العناصر التي تمثل قيمنا الوطنية.
استنادا إلى هذه القيم فإن قطر لا تقف في هذه الظروف صامدة فحسب بل قوية أيضا بعد أن عززت علاقاتها مع المجتمع الدولي إلى مستويات غير مسبوقة.
السادة الوزراء،
يتمثل هدفنا المشترك في تعميق الروابط الاستراتيجية بين بلدينا ومواصلة التقدم إلى الأمام في تعزيز التعاون في أكثر المجالات العملية المشتركة فائدة.
في الختام، أود أن أكرر تقديري العميق لكم، على كل جهودكم المبذولة لضمان نجاح هذه الجولة من الحوار الاستراتيجي، مثلها مثل الدورات السابقة.
ونتطلع إلى استضافة الدورة الرابعة من الحوار الاستراتيجي العام القادم في الدوحة.
أشكركم جزيلا.