كلمة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية خلال اجتماع وزراء التحالف الدولي لهزيمة داعش
أصحاب السعادة،
السيدات والسادة،
أود في البداية أن أشكر سعادة السيد / مايك بومبيو، وزير خارجية الولايات المتحدة، على عقد هذا الاجتماع الهام، وعلى ترحيبه بسعادة السيد/ برهام أحمد صالح، رئيس دولة العراق الشقيقة.
يظل الارهاب أحد التهديدات التي تشكل خطرا كبيرا على السلام والامن الدوليين في عصرنا اليوم. ونجاح التحالف الدولي في التغلب على داعش في العراق وسوريا، يعكس، بلا شك، التزام المجتمع الدولي بمكافحة الارهاب. نحن نؤمن بقدرة الشعب العراقي الشقيق على التغلب على تحديات اعادة الاعمار. وقطر ما زالت ملتزمة تما ماً بالوقوف إلى جانب الشعب العراقي الشقيق خلال هذا الوقت الحرج، ونحن ندعو المجتمع الدولي لتقديم دعمه الكامل لجهود البناء التي تقودها العراق. إذ لا يمكن الابقاء على الزخم الايجابي في المعركة ضد داعش وضمان الهزيمة الدائمة لأيدولوجيتها دون معالجة الاسباب الجذرية للإرهاب والتطرف، وانهاء ومنع النزاعات المسلحة، وتعزيز التعاون الدولي والاقليمي، بما يتفق مع القانون الدولي. وفي الجبهة السورية، فإن دولة قطر تؤكد مجدداً دعمها لحل سياسي على أساس شروط عملية جينيفا وقرارات مجلس الامن الدولي المتعددة ذات الصلة. بالإضافة إلى ذلك، فإن مرتكبي جرائم الحرب في المناطق التي تقع تحت سيطرة داعش وتلك التي يسيطر عليها النظام يجب أن يحاسبوا على أفعالهم.
إن موضوع المقاتلين الارهابيين الاجانب يظل قضيةً هامة وتتطلب نهجاً حقيقياً وشاملاً من أجل اعادة تأهيل هؤلاء المقاتلين وإعادة دمجهم في مجتمعاتهم في إطار نظام العدالة الجنائية. وفي أكتوبر الماضي، استضافت الدوحة مؤتمراً رفيع المستوى جمع عدداً من الخبراء الدوليين والاقليميين، حيث تباحثوا حول سبل معالجة ظاهرة المقاتلين الارهابيين الأجانب، وأصدروا توصيات هامة بخصوص الموضوع.
أصحاب السعادة،
السيدات والسادة،
إن مكافحة الارهاب مهمة جدا لدولة قطر. فقد ساهمت قطر بفعالية في جهود التحالف الدولي ضد داعش، وستستمر في مشاركتها على المستويات الوطنية، والإقليمية، والدولية. وفي ذلك السياق، يسعدني بأن أعلن أن الدوحة ستستضيف، في هذا العام، اجتماعاً اقليمياً رفيع المستوى للرد على الجرائم البشعة التي ارتكبتها داعش، وسينعقد بالتعاون مع المستشار الخاص ورئيس فريق التحقيق لمساءلة داعش عن جرائمها في العراق.
في الختام، أتمنى لكم اجتماعاً مكللاً بالنجاح ومناقشاتٍ مثمرة.