كلمة معالي رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة قطر في الدورة (158) للمجلس الوزاري التحضيرية للدورة (44) للمجلس الأعلى

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني أصحاب السمو والمعالي والسعادة،

معالي الأخ الأمين العام لمجلس التعاون،

 

الحضور الكريم،

 

السلام عليكم رحمة الله وبركاته،،،

 

يسرني أن أرحب بكم في بلدكم الثاني دولة قطر، بين أهلكم وذويكم، وأن أنقل لكم تحیات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى "حفظه الله".

 

يسعدني أن أفتتح معكم أعمال الدورة (158) للمجلس الوزاري التحضيرية للدورة الرابعة والأربعين للمجلس الأعلى، سائلاً المولى عز وجل أن يوفقنا لما فيه خير دولنا وشعوبنا.

 

واسمحوا لي أن أعرب عن بالغ الشكر والتقدير لمعالي الأخ السيد بدر بن حمد البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عمان على كل جهوده المقدرة خلال فترة رئاسة سلطنة عمان لأعمال الدورة الثالثة والأربعين للمجلس الأعلى، وما تحقق خلالها من إنجازات ومخرجات مثمرة في مسيرة عمل المجلس، وإننا على ثقة بأن التنسيق والتعاون المستمر بيننا سيساهم في إنجاح أعمال دورتنا الحالية الرابعة والأربعون.

 

أصحاب السمو والمعالي والسعادة،

 

الحضور الكريم،

 

تحفل هذه الدورة الوزارية التحضيرية بالعديد من ملفات التعاون المشترك بين دول المجلس، والتي نسعى إلى إنجازها والتشرف برفعها إلى المجلس الأعلى في دورته الرابعة والأربعين، تعزيزاً لمسيرة مجلس التعاون وفق توجيهات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس - حفظهم الله - لتحقيق مصالح وآمال شعوبنا ودولنا وتعزيز سبل الأمن والاستقرار لمنطقتنا والعالم.

 

ينعقد اجتماعنا اليوم وقد شهدنا خلال الأيام الماضية بكل أسى العدوان الهمجي والجرائم البشعة التي ارتكبتها قوات سلطة الاحتلال الإسرائيلي ضد الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، عبر استهدافها للمدنيين العزل بعمليات عسكرية وغارات جوية مكثفة، أسفرت عن مقتل أكثر من خمسة عشر ألف من الأبرياء العزل وإصابة الآلاف منهم وتدمير البنى التحتية ... كما استهدفت الخدمات الأساسية والحيوية ومنها قطع إمدادات الكهرباء والمياه والغذاء والوقود عن قطاع غزة، والعمل على تهجير قسري لسكان القطاع في انتهاك صارخ للقوانين الدولية والقانون الدولي الإنساني، وكافة الشرائع السماوية والمواثيق الدولية واضعة الشعب الفلسطيني المحاصر بين مطرقة الموت وسندان التطهير العرقي أو التهجير القسري، وجميعها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تستوجب المساءلة والعقاب.

 

وقد أدانت القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، التي عقدت الشهر الماضي في الرياض العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وجرائم الحرب والمجازر الهمجية الوحشية التي ترتكبها سلطات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وطالبت بضرورة وقف العدوان فوراً... وخلال الأيام الماضية عُقد أعضاء اللجنة الوزارية المكلفة من القمة اجتماعات مع عدد من المسؤولين في إطار التحرك الدولي لوقف الحرب على غزة، والضغط من أجل إطلاق عملية سياسية جادة وحقيقية لتحقيق السلام الدائم والشامل وفق المرجعيات الدولية المعتمدة.

 

لقد كشف العدوان على قطاع غزة ثغرات ونقاط ضعف في منظومة الأمن الجماعي نتيجة ازدواجية المعايير الصارخة والفاضحة للعديد من دول العالم من خلال التمييز العنصري بين الضحايا والأبرياء. وتجدد دولة قطر إدانتها الشديدة لما ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلي من جرائم إبادة بشعة واعتداءات سافرة ضد الشعب الفلسطيني الشقيق، وتطالب في هذا السياق بتحقيق دولي فوري وشامل وعادل يتضمن إرسال محققين مستقلين لتقصي الحقائق في هذه الجرائم والاعتداءات الواسعة التي طالت أيضاً المنشآت المدنية والإغاثية والإنسانية، وضمان مساءلة مرتكبيها وعدم إفلاتهم من العقاب.

 

لقد بذلت دولة قطر جهوداً كبيرة في الوساطة لوقف هذه الحرب الانتقامية، وبفضل من الله تم نجاح جهود الوساطة القطرية المشتركة مع جمهورية مصر العربية الشقيقة والولايات المتحدة الأمريكية الصديقة بين إسرائيل وحركة حماس بالتوصل لاتفاق هدنة إنسانية في قطاع غزة، وتبادل الأسرى بين الجانبين، وقد سمحت الهدنة بدخول عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية. وتواصل دولة قطر جهودها مع كافة الدول الفاعلة لاستمرار هذه الهدنة، وصولاً إلى وقف دائم لإطلاق النار.

 

ونجدد دعوة المجتمع الدولي - وبخاصة مجلس الأمن - إلى القيام بمسؤولياته القانونية والعمل على إنهاء هذه الحرب الهمجية، وإجبار إسرائيل على العودة إلى مفاوضات ذات مصداقية لتحقيق الحل العادل للقضية الفلسطينية، وفقاً لقرارات الشرعية ومبادرة السلام العربية عبر حل الدولتين، وهو الحل الذي ارتضاه الفلسطينيون والعرب وتوافق عليه المجتمع الدولي الذي يتطلب إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967.

 

وتؤكد دولة قطر على موقفها الراسخ والثابت والمبدئي في التضامن والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق لنيل حقوقه المشروعة.

الحضور الكريم،

تتميز منطقة الخليج بأهمية استراتيجية ومكانة متميزة على الصعيدين الإقليمي والدولي، ولا تألو دولنا جهداً في المشاركة الدولية الفعالة للتصدي لكافة التحديات العالمية والإقليمية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، تحتضن دولة قطر معرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة، الذي يشكل إضافة نوعية لمبادرات متنوعة تتبناها دولة قطر، لإحراز التوازن بين حاجاتها التنموية وحماية مواردها الطبيعية لتحقيق رؤيتها الوطنية لعام 2030م، والتي تعد أحد ركائزها تطوير رؤية بيئية شاملة من أولوياتها الحفاظ على البيئة للأجيال القادمة، ومن هذا المنطلق ندعو إلى تكثيف التعاون الدولي لتحقيق عالم بيئي متوازن.

 

وفي هذا الإطار، نثمن نجاح الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.

 

كما تؤكد دولة قطر على دعمها لرغبة المملكة العربية السعودية الشقيقة في استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2034 ، ونحن على يقين بأن المملكة ستنظم بطولة متميزة، وإننا في قطر على استعداد لتقديم كافة الدعم لأشقائنا في المملكة العربية السعودية.

 

ولا يفوتنا أن نبارك للأشقاء في المملكة العربية السعودية كذلك فوزهم باستضافة "اكسبو 2030" ، وكلنا ثقة بأن النسخة السعودية ستكون متميزة لتشكل إضافة لافتة وخالدة في تاريخ هذا الحدث العالمي.

 

وفي الختام، أعرب عن خالص الشكر والتقدير لمعالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والأمناء العامين المساعدين ولكافة العاملين في الأمانة العامة على ما بذلوه من جهد كبير في التحضير لأعمال الدورة ولكافة الاجتماعات الوزارية والفنية الأخرى.

 

أكرر الترحيب بكم في بلدكم الثاني قطر، متمنياً لهذا الاجتماع أن يحقق أهدافه المنشودة، داعين المولى عز وجل أن يسدد خطانا وأن يوفقنا في تحقيق أهدافنا، بما يخدم شعوبنا ودولنا ويعود علينا بالنفع والخير.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.