كلمة سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية في الحدث الرفيع المستوى لإحياء اليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات
صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ورئيس مؤسسة التعليم فوق الجميع
سعادة السيد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة،
سعادة السفير البروفيسور تيجاني محمد بندي، رئيس الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة،
أصحاب السعادة،
السيدات والسادة،
إن من دواعي سرورنا واعتزازنا أن تستضيف دولة قطر، بالاشتراك مع منظمة اليونسكو، ومنظمة اليونيسف، ومؤسسة التعليم فوق الجميع، هذا الحدث الرفيع المستوى، الذي يُعقد لأول مرة، لإحياءً اليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات، وبمشاركة كريمة من صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، وسعادة الأمين العام، وسعادة رئيس الجمعية العامة، ونخبة مرموقة من الشخصيات المعروفة بمساهماتها الإنسانية.
نجتمع اليوم لمتابعة تنفيذ قرار الجمعية العامة A/74/275 الذي قدمته دولة قطر، بإعلان يوم 9 سبتمبر اليوم العالمي لحماية التعليم من الهجمات، ونُثمن عاليًا وبكل فخر الجهود المقدرة لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، التي كانت بمثابة القوة الدافعة وراء هذه المبادرة، كغيرها من المبادرات الإنسانية والتنموية البالغة التأثير في مختلف مناطق العالم، وكما نهضت سموها بدور قيادي دولي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، فإنها تواصل جهودها القيمة والمشهود لها لحماية وتوفير التعليم الجيد في جميع أنحاء العالم لأشد الأطفال تهميشا، ولضمان قدرتهم على الذهاب إلى المدارس في بيئة آمنة وسليمة.
إن الأهمية انعقاد هذا الحدث في هذا الوقت تكمن بأنه يتزامن مع الظروف الاستثنائية والمؤلمة الناجمة عن جائحة كورونا (كوفيد-19) التي تطال أكثر من 75 مليون طفل وشاب بحاجة ماسة لتلقي الدعم التعليمي في 35 بلدا متضررا من الأزمات. كما يُمثل الحدث رسالة من هذه النخبة الرفيعة بأن التعليم يمكن أن يكون أداة فعالة ومؤثرة لإحداث التحولات الإيجابية في المجتمعات، وتجعل من الأزمات فرصة لتعزيز التعاون والتآزر، وبما يصب في مصلحة الجميع، ويخلق عالماً يسوده السلام والازدهار والكرامة الإنسانية.
ومن هنا، فإن هذا الحدث الرفيع يُمثل مناسبة هامة للدعوة لوضع حد للهجمات المتعمدة التي تستهدف التعليمَ وللعنف المسلح اللذين يعاني منها الطلاب والمعلِّمون والمدراس وسائر المؤسسات التعليمية في جميع أنحاء العالم، ودون اعتبار للآثار المدمرة لتلك الاعتداءات على آمال وطموحات الأطفال والشباب وآثارها السلبية على التنمية المستدامة والسلام وحقوق الإنسان.
لذلك فإن دولة قطر يحدوها الأمل بأن يسترشد الطلبة والشباب بهذا اليوم، وأن يسخِّروه لرفع الوعي والضغط لإنهاء الهجمات على المؤسسات التعليمية وحمايتها، وتحقيق أحلام الأطفال والشباب بكونهم بناة المستقبل وأمل الشعوب والإنسانية.
أن هذا الحدث يمثل رسالة هامة بأن التعليم يمكن أن يكون أداة فعالة ومؤثرة لإحداث التحولات الإيجابية في المجتمعات، وتجعل من الأزمات فرصة لتعزيز التعاون والتآزر، وبما يصب في مصلحة الجميع، ويخلق عالماً يسوده السلام والازدهار والكرامة الإنسانية.
أصحاب السعادة، الحضور الكرام،
تماشيًا مع التزام دولة قطر وشراكتها مع المجتمع الدولي لتحقيق السلام والتنمية وحماية حقوق الإنسان، فإنها حرصت على التعاون والعمل مع الشركاء في إطار الأمم المتحدة وخارجها لتوفير البيئة الملائمة لتمكين الأطفال والشباب من الحصول على التعليم الجيد.
وفي هذا الإطار لا تدخر دولة قطر وسعًا في بذل الجهود اللازمة لتسوية النزاعات بالسبل السلمية، تجنبًا للآثار المدمرة لتلك النزاعات على مختلف أوجه الحياة، ولا سيما الفئات الضعيفة، وفي مقدمتها الأطفال والشباب، وأشير إلى التوجيهات السامية لحضرة صاحب السمو أمير دولة قطر "حفظه الله"، بأن يكون تمويل التعليم في حالات الطوارئ له الأولوية في المساعدات الإنمائية المقدمة من دولة قطر. وفي هذا الخصوص، فقد استفاد من مبادرات دولة قطر من خلال مؤسسة "التعليم فوق الجميع" وشركائها وبدعم من صندوق قطر للتنمية الملايين من الأطفال غير الملتحقين بالمدارس في أكثر من 78 بلدا، إضافة إلى العديد من المبادرات والبرامج التي لا يتسع وقت الاجتماع للحديث عنها.
الحضور الكرام
يُشكل التعليم أداة رئيسية وفعالة للتنمية والازدهار، ولإعادة بناء الاقتصادات والمجتمعات التي مزقتها النزاعات والأزمات، وفي هذا السياق فقد أظهرت جائحة كورونا (كوفيد – 19) عدم المساواة القائم في هيكلية مجال التعليم في بعض الدول، والحاجةَ الملحة إلى التصدي لها، حيث أن الأطفال والشباب هم الأكثر تأثرا من هذه الجائحة.
ومن هذه المنطلق فإن التعليم يأتي في مقدمة أولويات سياسة دولة قطر، وستواصل التزامها من أجل جعل التعليم متاحاً لملايين الأطفال المحرومين، وحماية المؤسسات التعلمية.
وأشكركم لحسن استماعكم.