كلمة سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بمناسبة افتتاح "بيت الأمم المتحدة" على هامش مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نمواً
سعادة السيد / أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة،
سعادة السيد / تشابا كوروشي، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة،
سعادة رؤساء كيانات الأمم المتحدة،
أصحاب السعادة، الحضور الكرام،
يُسعدنا ويُشرفنا الترحيب بكم في مدينة الدوحة، التي تحرص بأن تكون دائماً منبراً للعمل متعدد الأطراف، الأمر الذي يتجلى اليوم باحتضانها نخبة من الشخصيات رفيعة المستوى للمشاركة معنا في الافتتاح الرسمي لبيت الأمم المتحدة.
ونقدر عالياً مشاركة سعادة السيد/ أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، ونغتنم هذه المناسبة لنثني على دوره القيادي في الأمم المتحدة وجهوده الحثيثة في مواصلة تحقيق الآمال المعقودة على هذه المنظمة التي أحرزت تقدماً ملحوظاً في صون السلم والأمن وتعزيز التنمية المستدامة.
كما نؤكد لكم، سعادة الأمين العام، بأن دولة قطر تُقدّر إسهاماتكم وخبرتكم خاصةً في هذه المرحلة الاستثنائية وما أظهرته لنا السنوات الأخيرة بأنه ليس هناك من بلد قادر على التصدي للتحديات المتعددة الأوجه بمفرده.
كما نشكر سعادة السيد/ تشابا كوروشي على رؤيته ودوره الفاعل كرئيس للدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة.
أصحاب السعادة،
نتشرف اليوم بافتتاح "بيت الأمم المتحدة"، الذي سيتخذ من الدوحة مقراً له، والذي سيكون منبراً لمواصلة التعاون والحوار وتبادل الخبرات.
إنَّ الزخم الإيجابي الذي نشهده اليوم في افتتاح بيت الأمم المتحدة وما يتميز به من حضور رفيع المستوى، إنما هو نتيجة عمل جاد ودؤوب، وثمرة مسار بدأ منذ أعوام عديدة في إطار الشراكة الاستراتيجية بين دولة قطر والأمم المتحدة، الذي تضمن افتتاح العديد من مكاتب وهيئات الأمم المتحدة في الدوحة. كما إنَّ العمل جاري على استضافة المزيد من مكاتب كيانات الأمم المتحدة الأخرى.
ونغتنم هذه الفرصة لنشير إلى أننا نعتز في قطر بما تم تحقيقه في سياق الشراكة مع منظومة الأمم المتحدة، حيث رفعت بلادي من مستوى تبرعاتها لوكالات الأمم المتحدة، ووقعت على العديد من الاتفاقيات مع مختلف وكالات الأمم المتحدة، والتي أثمرت في تحقيق إنجازات عديدة ونتائج ملموسة.
ونأمل أن يُعزّز بيت الأمم المتحدة في الدوحة أواصر التعاون بين دولة قطر والمنظمة الدولية، وأن يكون نتاج وجوده على مستوى التوقعات المعقودة عليه، خاصةً في منطقتنا التي تشهد تحديات مختلفة.
الحضور الكرام،
أعلنت دولة قطر خلال منتدى الدوحة الثامن عشر في عام 2018، عن دعمها بمبلغ 500 مليون دولار أمريكي لتمويل هيئات ووكالات الأمم المتحدة المختلفة. واليوم، من خلال افتتاح بيت الأمم المتحدة، تُجَدِّدُ دولة قطر التزامها بمواصلة دعم أنشطة كيانات الأمم المتحدة والتعاون الحثيث معها.
أصحاب السعادة،
يتزامن افتتاح بيت الأمم المتحدة اليوم مع انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نمواً، والذي سيفتتح الجزء الثاني منه يوم غد، وسيستمر على مدار خمسة أيام.
وأود أن أعرب عن اعتزازنا بفرصة احتضان مثل هذا الحدث التاريخي الذي ينعقد مرة كل عشر سنوات. ويحدونا الأمل بأن يساهم هذا المؤتمر في إحداث التغيير المنشود في حياة الملايين من شعوب أقل البلدان نمواً، وأن يساهم في التخفيف من أعباء الأزمات والتحديات التي تواجهها هذه البلدان.
أصحاب السعادة، الحضور الكرام
ستبقى الدوحة عنواناً وملتقى للعمل متعدد الأطراف، ومنبراً موثوقاً للحوار والتعاون بين الأطراف المؤمنة بأهمية العمل المشترك لمواجهة التحديات العالمية.
وكلنا ثقة بأن هذا الافتتاح يُشكل خطوة إيجابية أخرى، ومثالاً ناجحاً آخر على عمق الشراكة الاستراتيجية والتعاون الحيوي بين دولة قطر ومنظومة الأمم المتحدة. ونتطلع لأن يمثل هذا الافتتاح انطلاقة متجددة لهذه الشراكة ودافعاً لتعزيز مخرجات عمل الوكالات والمؤسسات الأممية المختلفة بما يحقق طموحاتنا المشتركة.
وشكراً لكم.