مشاركات سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في جلسات النقاش بمنتدى الدوحة الثامن عشر

سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية: شكراً جزيلا سعادة السفير ولفغانغ، أود قبل كل شيء أن تسمحوا لي بأن أرحب بجميع الضيوف الممثلين هنا، ونحن سعداء للغاية بانعقاد منتدى الدوحة الثامن عشر، بمشاركة جمهور متميز، ونُرحب بمساهمة كل المشاركين معنا اليوم وغدا، ونعتقد أن هذا يخدم أيضاً كمنبر للحوار وللمشاركة، ومنبرا لطرح بعض الأفكار، والتي ربما لن يتم تبنيها من قبل بعض الحكومات. ولكن، على الأقل، سوف ينير الكثير من صانعي السياسة كلما كانوا يفكرون في إعادة تشكيل سياستهم.

سعادة السفير وولفجانج، لقد ذكرتم فقط دور الدول الكبرى مثل الصين، وروسيا، والولايات المتحدة الأمريكية، والتغيير في الديناميكيات في أوروبا والاتحاد الأوروبي، كموضوع لهذه الجلسة العامة، وذكرتم أن هذا أمر عالمي يجب إعادة النظر فيه.

نحن نعتقد أن هذا هو أمر يتم إعادة النظر فيه. وهو ليس شيئًا جديدًا بالنسبة لنا. إنها دورة يتم إعادة تدويرها كل بضع سنوات أو عقود. تم تقصير الإطار الزمني لهذه الدورات فقط، وهذا نتاج عوامل متعددة، ولكن بشكل أساسي إذا كنتم تفكرون في التكنولوجيا؛ الاتصالات، فقد كان المساهم الرئيسي لتقصير هذه الدورات من التغيير. لذلك، لا تحتاج المعلومات الآن إلى أيام أو أشهر للوصول من الصين إلى الولايات المتحدة. انها فقط تحتاج الى جزء من الثانية. جزء من ثانية. لذا، نعتقد أن هذا هو المساهم الرئيسي للتغيير في النظام العالمي وتغيير وجهة نظر الدول وتشكيل تحالفاتهم.

أيضاً، عندما تشيرون الي كيف استُبدلت التحالفات الإقليمية الآن بالتحالفات القارية، هذه نقطة مثيرة جدا للاهتمام، لا تزال التحالفات الإقليمية صالحة وما زالت مهمة للغاية لأن المناطق تتقاسم دائما نفس الاهتمامات والمصالح المشتركة. إنهم يتقاسمون التهديد المشترك لشعوبهم وأي شيء يضر بأي من الجيران في المنطقة نفسها هو ضرر للبلدان الأخرى.

يجب إعادة النظر في هذه التحالفات وهذا هو المكان الذي يمكننا المساهمة فيه. لا يقتصر الأمر على مساهمة الدول الكبرى والقوى الكبرى فحسب، بل إنه يتطلب أيضاً مٌساهمة جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة؛ جميع الدول الأعضاء التي هي جزء من المنطقة.

إن دولة قطر، منذ 20 إلى 30 سنة، كانت مجرد طرف لشبه جزيرة، ومعظم الجمهور، وخاصة من الغرب، ربما لم يسمعوا قط عن دولة قطر. الآن وبعد ثلاثين عاماً، يعرف الجميع قطر على أنها مئذنة للتنوير في هذه المنطقة عندما جلبنا نظاماً تعليمياً جديداً، وهو طريقة جديدة لإدارة الإعلام الحر والتعبير الحر. عندما قدمنا تلك، كل هذه القيم الجديدة إلى هذه المنطقة، هذا شيء كانت قطر رائدة فيه.

الآن، عندما تفكر أيضاً في قطر كمنصة للطاقة ومن الدول التي تمد العالم بالطاقة. نحن ننعم بالموارد لكننا نجتهد أيضا في توريد الطاقة النظيفة كما هو الحال اليابان والمملكة المتحدة.

إذا كنت تفكر في الصومال فهو بلد يعاني من الحروب أهلية. ولكن إذا نظرت إليها في العامين الماضيين فستجد أن هناك قيادة وعزيمة لتغيير الوضع القائم بإحلال السلام وتحقيق التنمية. جاء كل من رئيس الوزراء حسن خير والرئيس فورماجو برؤية جديدة لإصلاح بلدهم وإعادة بناء رأسمالها البشري من خلال إعادة مواطنين الصومال المشتتين في أنحاء العالم وجذب هذه المواهب الصومالية العظيمة من الخارج للقدوم للصومال لكي يساهموا في اقتصاد بلادهم.

كانت رومانيا قبل 20 إلى 30 سنة مقفولة خلف ستارة حديدية ولكن إذا نظرنا اليها بعد ثلاثة أسابيع من الآن سنجدها من الدول التي ستقود وتشكل سياسة الاتحاد الأوروبي.

أصبحت الإكوادور من دولة تصدير أزهار جميلة والشوكولاتة الي دولة يأتي منها الأمين العام للأمم المتحدة تساهم في أهداف التنمية المستدامة وتضع جدول أعمال يتضمن مشاكل الدول الصغيرة وحلها عبر الأمم المتحدة.

إذا نظرت إلى اللاعبين فسوف تجد أن هنالك اختلاف في تحالفهم مع بعض وأيضا اختلاف في التحالفات القارية. ما الذي يجعل تلك العوامل مختلفة؟

إننا نؤمن بأن مساهمتنا والطريقة التي يمكننا من خلالها المشاركة في تشكيل مستقبل تلك التحالفات الإقليمية وفي تشكيل طريقة الحكم بين الدول والمنطقة نحتاج إلى ترتيبات جديدة في منطقتنا وكل الأقاليم والقارات المتقاطعة المشاركة الكاملة.

الجلسة الثانية

أشكركم شكرا جزيلا وأتمني أن أستطيع الإجابة على جميع الأسئلة، ولكني أعرف أن الوقت ضيق لذلك سأحاول أن أجيب عن السؤال حول عملية السلام في الشرق الأوسط ومبادرة السلام العربية، والسؤال الآخر حول اتفاقية مجلس التعاون الخليجي. أعتقد أن هذين الموضوعين هما الأهم بالنسبة لنا.

تُحظى مبادرة السلام العربية بدعم جميع الدول العربية وتتضمن الاعتراف بدولة إسرائيل مقابل انسحابها الكامل من الأراضي الفلسطينية إلى حدود عام 1967 الآن. ومنذ طرح مبادرة السلام العربية لم يحدث أي انفراج أو تحرك، وهذا لا يُبرر التصرفات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين الأبرياء هناك، وأيضا لا يٌبرر ذهاب بعض الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل. قبل حل القضية الفلسطينية.

نحن نعتقد أن القضية الفلسطينية ستبقى في مركز العلاقة بين كل الدول في هذه المنطقة من جانب وإسرائيل من الجانب الآخر، بالرغم من العلاقات والاتصالات التي قد تكون جارية الآن بين هذه الدول وبين إسرائيل. نأمل أن يكون ذلك في صالح عملية السلام وأن يُساعد في تحقيق السلام في نهاية المطاف، ولكننا لا نرى تطبيعا كاملا في الأفق، ولن تكون هذه المحاولات مجدية ما لم يتحقق ما جاء في مبادرة السلام العربية. هذا فيما يتعلق بالسلام الدائم.

أما فيما يتعلق بمجلس التعاون الخليجي وكيف أدت هذه الأزمة إلى إضعاف هذا التحالف الإقليمي فإننا نوافق على ذلك تماما. لهذا عندما تحدثنا على التحالفات الإقليمية قلنا يجب إعادة تشكيل هذه التحالفات ويجب اتباع أنظمة الحوكمة الصحيحة. هناك مشاركة كاملة من جميع الأعضاء في وضع هذه الهيكلة الخاصة بالحوكمة التي يجب أن تكون مُلزِمة لجميع الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي والأمانة العامة للمجلس. ليس لهؤلاء الأعضاء أسنان، ليس لديهم أي شيء. هم لا يعرفون كيف يحلون مشكلة. ليس لديهم آليات، ولا يفعلونها إن وجدت لأن بعض الدول تعتقد أنها ليست ملزَمة بها. ولكننا نحتاج أن نتأكد من أن جميع القوانين والمبادئ التي نرجع إليها تنطبق على الجميع في هذه المنطقة. يجب أن يكون هناك آلية واضحة المعالم لفض النزاعات، وان تكون جميع نتائج أعمال هذه الآلية ملزِمة للجميع وأن تتحمل جميع الدول نتائج تصرفاتها.