كلمة معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في المنتدى رفيع المستوى الخليجي الأوروبي للأمن الإقليمي والتعاون

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أصحاب المعالي والسعادة،،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

 

بالنيابة عن دولة قطر، وزملائي في مجلس التعاون الخليجي، اسمحوا لي أن أبدأ بالتعبير عن سعادتنا لتواجدنا معكم جميعاً في المنتدى رفيع المستوى الخليجي الأوروبي للأمن الإقليمي والتعاون، والذي يتيح لنا فرصة لمناقشة التعاون الأمني والاستراتيجي بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي.

 

وأود أيضا أن أغتنم هذه الفرصة لأشكر الأصدقاء في لكسمبورغ على دعمهم وحُسن ضيافتهم لأعمال هذا المنتدى. 

 

نأمل أن يكون في هذا اللقاء، فرصة جديدة لتطوير و تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون ودول الاتحاد الأوروبي، ومناسبة لتكثيف العمل الدبلوماسي المنسق لتحقيق أهدافنا الإقليمية والدولية، لاسيما في مجالات السلام والعدالة والأمن والتقدم التنموي المستدام.

 

واسمحوا لي أن أؤكد لكم أن دولة قطر، ودول مجلس التعاون الخليجي، لن تدخر جهداً للتعاون الكامل لتحقيق كل ما نصبو إليه جميعاً من أهداف خَيِّرة وغايات نبيلة.

 

أصحاب السعادة،

إنه لمن دواعي الفخر أن نشهد تحسن العلاقات الاستراتيجية بين منطقتينا بشكل ملحوظ على مر السنين، لا سيما في مجال الأمن والطاقة، مما يدفعنا للعمل أكثر  والسعي الحثيث لتعزيز شراكتنا المثمرة في مختلف القطاعات والمجالات.

 

إن تعاوننا المشترك مطلوب الآن أكثر من أي وقت مضى، إذ أننا نواجه اليوم تهديدات وتحديات جمَّة ، من الحروب والصراعات العسكرية، إلى الكوارث البيئية، والأزمات الإنسانية، وموجات الهجرة الجماعية غير النظامية، وغيرها من العوائق التي تعترض حرية التجارة الدولية وأمن الطاقة، والإساءات الخطيرة لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي – وكلها تحديات غاية في الخطورة، تتجاوز في آثارها السلبية الحدود الوطنية والإقليمية.

 

هذه المخاطر المستمرة والمتزايدة تعزز الرواية القائلة بأنه لا يمكن لأي بلد أن يواجه بمفرده تحديات القرن الحادي والعشرين، وبالتالي لا بدّ من تكاتف الجهود الإقليمية والدولية للإرتقاء إلى مستوى التحديات.  

إن إرادتنا السياسية الجماعية الحازمة التي لا تتزعزع مطلوبة لضمان السلام والاستقرار العالميين.

 

ومن هنا تجدد دول مجلس التعاون الخليجي إلتزامها لمواجهة هذه التحديات ودعم النظام الدولي القائم على القواعد القانونية والأخلاقية التي طالما شكلت أساس حضارتنا الإنسانية، بالتعاون مع دول الاتحاد الأوروبي.

 

أصحاب السعادة،

إننا نشعر جميعاً  بتداعيات الصراع العنيف غير المسبوق الدائر في الشرق الأوسط، والذي يدخل الآن شهره السابع منذ إندلاع الحرب في قطاع غزة الفلسطيني المحتل.

 

وخلال هذه الأشهر، انخرطت قطر وشركاؤها الإقليميون والدوليون بلا هوادة للتوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار، ومنع إمتداد المواجهات نحو جبهات حرب أخرى في المنطقة، واستئناف عملية السلام ، ولكن - للأسف - دون جدوى.     

 

ومع ذلك، لم نفقد الأمل ويجب أن نواصل بذل الجهود المستمرة.

 

وتؤكد دولة قطر مجدداً موقفها الدائم بأن الوسائل الدبلوماسية وحدها القادرة على حل الخلافات والصراعات وإنهاء إراقة الدماء. وكلنا أمل في أن نرى سلاماً عادلاً وشاملاً ودائماً يعترف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ويضع حداً لهذه الحرب المدمرة.

 

يجب على الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي تسريع العمل المشترك لتحقيق الأهداف الملحة المتمثلة في وقف فوري لإطلاق النار والحفاظ على إيصال المساعدات الإنسانية والطبية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة. ويجب أن نسرع الجهود الرامية إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار في منطقتنا وفي جميع أنحاء العالم.

 

أصحاب السعادة،

تُظهر رؤية مجلس التعاون الخليجي للأمن، التي اعتمدها المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي في ديسمبر من العام الماضي، إلتزامنا الراسخ بالعمل لمنع المزيد من الانهيار الأمني في المنطقة، وضرورة استخدام الدبلوماسية والوسائل السلمية لحل النزاعات مهما كانت معقدة.

 

وفي الختام، نؤكد على ضرورة تعزيز جميع الشراكات لمواجهة التحديات الحالية وزيادة التعاون لخدمة مصالح الجانبين والخير العام للبشرية.

 

يمكن لدول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي أن يحدثا فرقاً حقيقياً. ويمكننا معاً إعادة الأمن للمنطقة و بناء مستقبل من السلام بدلاً من الوضع الحالي الغارق في دوامة العنف والانتقام.  

 

نتطلع إلى مناقشات مثمرة خلال هذا المنتدى، ونتمنى لأعمالكم النجاح.

 

وشكراً لكم.