كلمة معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في افتتاح النسخة الرابعة من منتدى قطر الاقتصادي تحت شعار "عالم متغير: اجتياز المجهول"

 

بسم الله الرحمن الرحيم

سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني،

أصحاب الفخامة والسعادة،

الحضور الكرام،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

أرحب بكم في النسخة الرابعة من منتدى قطر الاقتصادي، التي تُعقد تحت شعار "عالم متغير: اجتياز المجهول" نتشارك خلاله الأفكار، ونبحثُ سوياً عن غدٍ أفضلَ لأجيالٍ المستقبل، من خلال الفرص الاقتصادية المحتملة بين منطقتنا وبقية دول العالم.

 

السيدات والسادة،

نلتقي اليوم، وعالمُنا يتخبطُ في التحديات والأزمات. فما كاد يَتعافى من جائحة كوفيد-19، حتى وجدنا أنفسَنا في مواجهة حروبٍ تُلقي بظلالها الثقيلة على تفاصيلِ حياتنا، وتدور رحاها في مختلف أنحاء العالم... الحرب الروسية الأوكرانية في أوروبا، والأزمة السودانية في إفريقيا... وأحدثُ فصولِها تجري الآن في قطاع غزة، حيث تفاقمت الأزمة الإنسانية لتحصد الحرب أرواحَ آلاف الضحايا من الأطفالِ والنساءِ والشيوخ الأبرياء.   

ومع أن دولة قطر كانت في مقدمةِ مَنْ حذروا مِن خطرِ تمددِ هذه الحرب نحو مناطق أخرى في الإقليم، إلا أن العالم بأكملهِ فشلَ في منعِ ذلك، وتمددت المواجهات حتى البحر الأحمر، ‏مما هدد الملاحة الدولية وزاد من مصاعب التجارة العالمية ‏التي تعاني أصلاً.

 

إن التحديات المتعددة الناجمة عن هذه الأزمات المتعاقبة تفرض على الدول العمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية حيث أن ذلك يساهم في خلق واحات للاستقرار...

 

وهذا ما تمّكنت دولة قطر من تحقيقه بقيادة وحكمة سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني- حفظه الله- التي تجسدت في "رؤية قطر الوطنية 2030”، وهو ما مكّن البلاد من اجتياز تحديات جمّةَ، وصولاً إلى المرونة التي تُميز الاقتصاد القطري وتضعه في موقع تنافسي على المستوى العالمي، وكفاءة الاستثمار في الثروات الطبيعية والطاقات البشرية.

 

 

وبفضل الله تعالى، واصل الاقتصاد القطري في تحقيقَ المؤشرات الدالة على ثباته وازدهاره، فقد حقق الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة لغاية الربع الثالث من 2023 نمواً بنحو 1.6%... وتزامن هذا النمو مع تحسن مؤشرات الاستقرار المالي، مع تبني الحكومة خطةً مالية مرنة تجاه التقلبات في أسعار الطاقة.

 

الحضور الكرام،

على الطريق نحو آخر مراحل "رؤية قطر الوطنية 2030"، سوف تواصل الحكومة العمل لاستكمال وتعزيز بنى اقتصاد قطري متنوع، مدفوعٍ بمبادرات القطاع الخاص المحلي والأجنبي، ومدعومٍ بسلسلة من الإصلاحات التنظيمية والحوافز الاستثمارية، ومؤهلٍ لتبوءِ مرتبةً متقدمةَ بين أفضل 10 دول من حيث بيئةَ الأعمال.

 

السيدات والسادة،

تسير قطر نحو تحولٍ رقمي شامل من خلال الاستثمار أكثر في مجالات التكنولوجيا والابتكار والذكاء الاصطناعي. ولأجل ذلك خصصت الدولة حزمةَ حوافزٍ بقيمة 9 مليارات ريال قطري.

 

وفي سبيل تحقيق ذلك، تستضيف دولة قطر، ولأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، مؤتمر قمة الويب، لتعزيز الشراكات مع كبار المستثمرين، وتبادل الخبرات مع رواد التكنولوجيا من أنحاء العالم... وعلى هامش هذه القمة، تم إطلاق مشروع "إبدأ في قطر"، حيث تم تسجيل أكثر من 250 شركة ناشئة.

 

ويسعدني أيضاً في هذه المناسبة أن أعلن عن مشروع إطلاق الذكاء الاصطناعي العربي "الفنار" والذي سيعتمد بشكل أساسي على جمع بيانات إعادة الجودة باللغة العربية والذي سيسهم بدوره على اثراء النماذج اللغوية الكبيرة والحفاظ على الهوية العربية.

 

كما تواصل الحكومة استثمارها في مجال الطاقة، وبحلول عام 2030، وبفضل مشروع توسعة حقل الشمال، ستكون قطر قد أكملت توسعتها في إنتاج الغاز الطبيعي المسال، مما سيرفع إجمالي الإنتاج إلى 142 مليون طن سنوياً...  

 

السيدات والسادة،

كلنا فخر بأن دولة قطر أصبحت منارة للفرص الاقتصادية للكثيرين، ويسعى إليها المستثمرون من أنحاء العالم... وتوفر الأساس الاقتصادي للنجاح الذي يمكن أن ينهض بالمنطقة، حتى يتمكن الجميع من التمتع بهذا الرخاء.

 

كلنا أملٌ بقدرةِ شعوبِنا على تخطي التحديات التي تواجهنا، وفي قطر كلنا عزمٌ على إحداثِ التغييرِ لتأسيس مستقبلٍ أفضلَ لنا جميعاً... نتطلع إلى رؤية الفرص الاستثمارية الجديدة من خلال منصة هذا المنتدى.

 

شكراً لكم، ومرحباً بكم جميعاً في الدوحة