كلمة سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في مؤتمر بروكسل الرابع "دعم مستقبل سوريا والمنطقة"

أصحاب المعالي والسعادة،

السيدات والسادة،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

يسرني في البداية أن أشكر الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة على الدعوة لعقد هذا المؤتمر، كما أود أن أشكر الدول المشاركة على جهودهم المقدرة لمساندة الشعب السوري الشقيق بالرغم من الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها كافة الدولة بسبب جائحة "فيروس كورونا" (Covid 19). 

نحن نواجهه أزمة إنسانية لم تعرفها البشرية من قبل تم خلالها حرمان الشعب السوري من أبسط مقومات العيش كالمياه والطعام والبنية التحتية والخدمات الاجتماعية الأساسية كالتعليم والصحة ، بلاضافة   عدد النازحين الذي يقارب ١٢ مليون شخص.

السيدات والسادة،،

إن النجاح في مواجهة التداعيات الإنسانية الكارثية والخطيرة للأزمة السورية لن يتأتى إلا من خلال إيجاد الحل السياسي الذي ينهي هذه الأزمة بشكل جذري، وهذه هي مسؤولية المجتمع الدولي لا سيما مجلس الأمن والأطراف الفاعلة.

 وتؤكد دولة قطر دعمها الثابت للجهود الدولية الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية على أساس بيان جنيف الأول لعام 2012 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة لا سيما القرار رقم 2254 وبما يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري في الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة أراضيه.  

فأي جيل نتوقع أن ينتج عن الحرب السورية وأطفال سوريا شبّوا على صور المدافع والتفجيرات والمجازر بالأسلحة المحرمة دوليًا والتي طالت في الكثير من الأحيان مدنهم وقراهم وعائلاتهم؟          

فقد آن الأوان للمجتمع الدولي أن يعمل بجدٍ لإيقاف آلة القتل للنظام السوري وأن يضع حدًا لعنفها المتزايد الذي لا فرق بينه وبين التطرف والإرهاب العنيف، واللذان يعززان كلاهما من بعضهما البعض ويتلاقيان في الوجود والهدف والنتيجة.

 

السيدات والسادة،،

إن دولة قطر - التزامًا بمسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية - لم تدخر جهدًا، منذ بداية الأزمة السورية، لتعزيز الاستجابة الإنسانية السريعة وتقديم المساعدة الفاعلة للشعب السوري الشقيق.

وقد تجاوزت مساعداتها الفعلية للشعب السوري الشقيق المليارين دولار أمريكي، وانطلاقًا من الإيمان الراسخ لدولة قطر بالوفاء بالتزاماتها الدولية وبالواجب الإنساني تجاه الشعب السوري الشقيق يسرني الإعلان عن تعهد جديد بتقديم مبلغ 100 مليون  دولار أمريكي وذلك للتخفيف من المعاناة الإنسانية التي يواجهها الشعب السوري.

وختامًا أكرر الشكر والتقدير لجميع الدول التي تعهدت وأوفت بالتزاماتها تجاه الشعب السوري، وأُثمن جهود منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي على تنظيم هذا المؤتمر آملًا أن تتحقق نتائجه المنشودة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.