كلمة معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية خلال جلسة نقاشية بمؤتمر ميونخ للأمن

المتحدث الأول: قبل عقد من الزمن، كان الشرق الأوسط والأزمة في الشرق الأوسط في قلب هذا الصراع. اليوم، تواجه أزمة الشرق الأوسط منافسة شديدة تتمثل في السياسة الأمريكية والحرب في أوكرانيا والتهديد الذي تشكله روسيا. لكن الأزمة في الشرق الأوسط لا تزال قائمة: الحرب في غزة والقتال بين حزب الله وإسرائيل وتحول البحر الأحمر إلى منطقة صراع مع الحوثيين، فضلاً عن التصعيد منخفض المستوى الذي شهدناه بين الأمريكيين وإيران ووكلائها. وكما يقول الجنرال بترايوس في كثير من الأحيان، وهو مغرم بالقول إنّ الشرق الأوسط لا يلعب وفقاً لقواعد لاس فيغاس، فإنّ ما يحدث هناك لا يبقى هناك. معالي رئيس الوزراء الشيخ محمد، أود أن أبدأ معك. لقد كانت قطر حقاً في قلب الأزمة في غزة وكنتم في قلب المفاوضات. هل يمكنك أن تبدأ بإخبارنا عن مدى قربنا من التوصل إلى صفقة؟ وما هي التوقعات؟

 

المتحدث الثاني: بدايةً شكراً لاستضافتي اليوم في هذه الجلسة. كما أود أن أشكر الجميع هنا. في الواقع، أعتقد أنّ الوقت ليس في صالحنا. لقد أحرزنا بعض التقدم الجيد في الأسابيع القليلة الماضية في المفاوضات وكنا نحاول التوصل إلى اتفاق بين الطرفين. ومع ذلك، لم يكن التقدم في الأيام القليلة الماضية كما هو متوقع. أعتقد أنه لا تزال هناك اختلافات في مكان ما. إذا نظرنا بشكل أساسي إلى الاتفاقيات التي أبرمناها في وقت سابق من نوفمبر عندما تمكنا من إخراج 109 من الرهائن والتوصل إلى هدنة إنسانية لمدة أسبوع، فإن هناك دائما عنصران في أي اتفاق: أحدهما يتناول الوضع الإنساني في غزة، والآخر يعكس عدد الأشخاص الذي سيتم إطلاق سراحهم مقابل الرهائن.

 

أعتقد أننا نتحدث على نطاق أكبر فيما يخص هذا الاتفاق. ولكننا ما نزال نواجه بعض الصعوبات في الجانب الإنساني من هذه المفاوضات ونرى حقاً أنها ستمكننا وتساعدنا في التأكد من أننا نمارس ضغوطاً كافية للحد من الأرقام وتخفيضها. والآن، إذا كنا قادرين على التوصل في الأيام المقبلة إلى بعض الشروط الجيدة على هذا الصعيد، فأنا أعتقد أننا قد نشهد التوصل إلى صفقة في وقت قريب جداً.

 

ومع ذلك، فإنّ الوتيرة في الأيام القليلة الماضية ليست مبشرة جداً. ولكن كما أقول دائماً، سنظل متفائلين وسنظل نعمل دائماً وسوف نبذل قصارى جهدنا لإنهاء الحرب. ونحن نؤمن أنّ المعاناة الإنسانية في كلا الجانبين ليست أمراً سهلاً يمكن التعامل معه. الوضع الإنساني في غزة، وخاصة عندما يتعلق الأمر برفح، حيث نرى السكان هناك، إنه وضع مأساوي. ونحن نرى، كما تعلمون، لحظات تهديد إذا تم تنفيذ الخطة.

 

المتحدث الأول: أنت تقول إنّ الأمور لم تكن تسير على ما يرام في الأيام القليلة الماضية. ما هي العقبات؟

 

المتحدث الثاني: حسناً، لا يمكنني الكشف كثيراً عن تفاصيل المفاوضات. لكن كما ذكرت، ما زلنا نعتقد أنه إذا تمكنا من التوصل إلى اتفاق بشأن الجانب الإنساني من الاتفاق، فلا أرى أنّ الأرقام ستكون عقبة. إنها في واقع الأمر عقبة ولكني أعتقد أنها لن تكون أكبر صعوبة. إنّ الوقت ليس في صالحنا. وكما ذكرت، رمضان قريب الآن ومع تطور الوضع في رفح سيكون ذلك خطيراً جداً بالنسبة للمنطقة بأسرها.

 

 

المتحدث الأول: لكن عندما تقول إنّ الوضع الإنساني هو أمر لستم راضين عنه، ما هي المشكلة الفعلية؟

 

المتحدث الثاني: حسناً، أحاول تجنب الدخول في تفاصيل المفاوضات واحترام الأطراف المعنية بالمفاوضات. ولكنني أعتقد أنه إذا استطعنا معالجة الحزمة الإنسانية الواردة في الاتفاق والإشارة إليها، فسنكون قادرين على تجاوز عقبة الأعداد. هذا أساس تركيزنا هذه الأيام.

 

المتحدث الأول: الشيخ محمد، لقد أوضحت إسرائيل منذ البداية أنه عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية والوضع الفلسطيني، فإنّ أي مفاوضات مهما كانت لن تشمل حماس. هل تعتقد أنّ هذا واقعي؟

 

 

 

المتحدث الثاني: حسناً، أعتقد أنه لكي نكون واقعيين، متى سنبدأ مفاوضات حول الدولة الفلسطينية أو مستقبل الفلسطينيين؟ بالعودة إلى العقود الثلاثة الماضية الآن، لقد شهدنا كيف كنا ندور في حلقة مفرغة لم تسفر أبداً عن أيّ شيء أو عن أيّ تقدم. وعلى العكس من ذلك، شهدنا زيادة في عدد المستوطنات وانتهاكات مستمرة للأماكن المقدسة. لقد رأينا استفزازات تحدث من وقت لآخر وعنف من جانب المستوطنين. لقد رأينا عدد الحروب التي مررنا بها في آخر 30 عاماً. ومع ذلك، نرى دائماً أنّ الحديث عن حل الدولتين قد توقف. نأمل أن يكون ما حدث بعد 7 أكتوبر والحرب في غزة بمثابة جرس إنذار بأنّ الوضع غير مستدام. وعلينا أن نكثف الجهود ونتطلع إلى مستقبل أفضل لشعوب المنطقة، سواء كانوا من الفلسطينيون أو العرب أو الإسرائيليون. ما نريد أن نراه هو مستقبل أفضل للجميع. الآن، فيما يتعلق بمسألة أن تكون حماس جزءاً من المشكلة أو جزءً من الحل، ما نتحدث عنه هو من يمثل الفلسطينيين. إنّ منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني في كل أرجاء العالم.

 

المتحدث الثاني: إنها المنظمة المخولة للقيام بالتفاوض وأعتقد أنّ أيّ أحد يتوافق عليه الفلسطينيون، يجب أن يكون جزءاً من ذلك. يعود القرار للفلسطينيين في تحديد من سيمثلهم. إنّ الفلسطينيين يملكون الحق كأيّ شخص آخر أو أيّ بلد آخر في اختيار من يمثلهم. الآن، أود العودة إلى نقطة سلط فيها زميلي، رئيس وزراء النرويج، الضوء وهي القضية الأكبر بالنسبة لنا والتهديد الأكبر الذي نواجهه. هناك علامات استفهام كبيرة يثيرها الوضع بين سكان منطقتنا، حيث نرى القتل والتشريد الذي يتعرض له الناس في غزة الآن. ولكننا لا نرى نفس الموقف الذي يحدث في جبهات الصراع المختلفة. عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية وقتل الشعب الفلسطيني، نرى أن هناك تخلياً عن المبادئ الأولى للصواب والخطأ. ونحن نحكم فقط دون النظر إلى الفعل. وأنا لا أعني فقط أوكرانيا، بل أوكرانيا وغيرها من الصراعات. نحن لا ننظر حقاً إلى الفعل بحد ذاته، ولكننا ننظر دائماً إلى الجاني وأياً كان المتأثر بهذه الأفعال ومن ثم نقرر ما إذا كان ذلك صحيحاً أم خاطئاً.

 

المتحدث الثاني: وشعبنا الآن يشكك في مصداقيتنا كدول وحكومات وهل بذلنا ما يكفي لحماية هؤلاء المدنيين الفلسطينيين هناك؟ وعندما يرون أيضاً جهات فاعلة غير حكومية تفعل أشياء وتزعم أنها لحماية الناس في غزة، فكيف سنواجه شعبنا بإخبارهم أننا لا نستطيع أن نفعل ما يكفي ولا يمكننا مساعدة الفلسطينيين، بينما يحاول الآخرون استغلال الوضع؟ لذلك أعتقد أننا في مفترق طرق الآن، ومن المهم جداً أن ندافع عن نظام دولي قائم على القواعد يتحدث عنه الجميع هنا في ميونيخ وفي مناسبات أخرى. ونحن لا نفرق بالاعتماد على من هم الذين يرتكبون هذه الأفعال أو من هم ضحايا تلك الأفعال.

 

حسناً، فيما يتعلق بالجزء الأول من سؤالك، أعتقد أننا نركز الآن على الأولوية وهي كيفية إنهاء هذه الحرب وكيفية تجنب المزيد من التصعيد. فيما يخص السؤال الأكبر الذي يتعلق بمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية، نعتقد أنّ منظمة التحرير الفلسطينية الآن، كما ذكرت، هي الممثل الذي تم الاعتراف به بعد أوسلو كممثل للشعب الفلسطيني. السلطة الفلسطينية هي السلطة التي تحكم الضفة الغربية الآن.

 

المتحدث الثاني: لسوء الحظ، بعد الانقسام، هم لا يحكمون غزة. ونود أن نرى حكومة فلسطينية موحدة تمثل الشعب الفلسطيني. وسيكون ذلك في الضفة الغربية وغزة. وبالطبع، فإنّ جميع الفلسطينيين الذين هم على استعداد للاعتراف بمبادئ منظمة التحرير الفلسطينية والاشتراك فيها يجب أن يكونوا جزءاً من ذلك ويجب على منظمة التحرير الفلسطينية أن تكون منظمة تمثل جميع الشعب الفلسطيني حتى يحصلوا على دولتهم. والآن بما يتعلق بمسألة رفح، لا نرى أيّ سبب لاستمرار الحرب في المقام الأول. ولسوء الحظ، نحن نعرف أهمية أن يكون التوصل إلى صفقة بشأن تحرير الرهائن وعودتهم إلى أسرهم. ولكننا ندرك أيضاً أهمية وقف الحرب اليوم، حتى بدون أيّ شروط مسبقة. ونحن نعتقد أنّ وقف الحرب سيعيد الرهائن. وكذلك فإنّ صفقة الرهائن سوف تضع حداً للحرب. لكننا نود أن نرى هذا يحدث دون أيّ أعذار أخرى. هذه هي المعضلة، ولسوء الحظ، تم إساءة استخدام هذا من قبل الكثير من البلدان التي ترى ان وقف إطلاق النار مشروط بصفقة الرهائن. لا ينبغي أن يكون وقف إطلاق النار مشروطاً. ما هو مشروط هو الكارثة الإنسانية هناك في غزة.

 

المتحدث الأول: سعادة رئيس الوزراء، أعتقد أنك تطرقت إلى السؤال حول كيف يمكنك أن تكون مسؤولاً أمام شعبك، والمجتمع الدولي هو القائد في هذا الشأن. ولكن إذا كان لديك أيّ تعليقات أخرى ثم إذا كنت تريد أن تتطرق إلى مسألة الأويغور.

 

المتحدث الثاني: حسناً، كما ذكرت، أعتقد أننا بحاجة إلى تطبيق نفس المبادئ على جميع النزاعات وهذه هي الطريقة التي نراها بها. هكذا قمنا بتقييم موقفنا عندما قامت الحرب الروسية-الأوكرانية. هكذا كان موقفنا وهذه هي الطريقة التي حافظنا بها على ذلك الموقف. هذا هو نفس الموقف الذي طبقناه على ما حدث في غزة أو في أيّ صراع آخر. ما يقلقنا هو أنه مع كل ردود الفعل هذه التي صاحبت الحرب والصراع الحالي في غزة، بدأ شعبنا يطرح الكثير من الأسئلة حول صداقتنا وتحالفنا وشراكتنا مع دول الغرب التي تغير موقفها لمجرد أنّ هؤلاء أشخاص مختلفون. هؤلاء هم نحن، مما يعني أننا أقل. هذه هي العقلية، والتي للأسف تشكل خطورة كبيرة على مستقبلنا. الأمر الثاني الذي أتحدث عنه هو أنّ الجهات الفاعلة غير الحكومية تحاول لعب دور في هذا الصراع. وهذا ما كنا نحذر منه منذ البداية من أنّ هذا الصراع قد يمتد إلى المنطقة بأكملها. وقد رأينا هذا يحدث الآن سواء كان ذلك في العراق أو في لبنان أو في البحر الأحمر.

 

 

المتحدث الثاني: مع ذلك، فإننا نبذل قصارى جهدنا كدول في المنطقة ونفعل كل ما يمكننا القيام به، لكننا لا نخلق أيّ تغيير. إذاً كيف سيكون موقفنا أو كيف سيتم الحكم على مصداقيتنا أمام شعبنا؟ لقد أصبح هذا السؤال الأكبر بالنسبة لنا جميعاً.  وفيما يخص السيد الذي سألني عن الصين، أعتقد أنه عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية تجاه الصراعات المختلفة وهذا هو المجال الذي يمكنني التعليق عليه، فنحن نرى أنّ موقف الصين تجاه الصراع في غزة في الوقت الراهن أو عموماً تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو الموقف الذي نحترمه. لقد رأينا ذلك داعماً جداً ومتوائماً مع موقف الدول العربية. لكن سؤالك حول مسألة داخلية تتعلق بالصين هو شيء لا يمكنني التعليق عليه الآن. وأعتقد أنّ ما نحكم عليه الآن هو الصراع الحالي والسياسات الخارجية لمختلف البلدان.

 

 

المتحدث الأول: لدينا خمسون ثانية قبل أن أستقبل متحدثين آخرين ولكن إذا كان لديك بعض الملاحظات الختامية.

 

المتحدث الثاني: بدايةً وقبل كل شيء، أردت أن أقول تعليقاً أخيراً. نتعاطف مع جميع الناس وندين الجرائم بغض النظر عن الجاني. ونتعاطف مع الضحايا ومع المعاناة على الجانب الإسرائيلي أو على الجانب الفلسطيني. ما نريده هو المستقبل الأفضل للجميع وأن يعود الجميع إلى منازلهم بأمان.