كلمة سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق

بسم الله الرحمن الرحيم

معالي الأخ الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة الكويت الشقيقة

معالي الأخ الدكتور إبراهيم الجعفري وزير خارجية جمهورية العراق الشقيقة

أصحاب السمـو والمعــالي والسعــــــادة

السيدات والســـــــــــادة ،،

السلام عليكم ورحمة الله وبـركاته ،،

يسرني في البداية أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى دولة الكويت الشقيقة أميراً وحكومة وشعباً على استضافة "مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق" وعلى حسن التنظيم وكرم الضيافة.

كما يشرفني أن أنقل إليكم تحيات سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر "حفظه الله" مؤكداً اهتمام سموه بمجريات هذا المؤتمر ودعمه لجمهورية العراق الشقيق، لاستعادة دوره ومكانته في محيطه الإقليمي والدولي.

والشكر موصول إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي على جهودهم المبذولة في الإعداد لإنجاح هذا المؤتمر.

الحضور الكرام ،

يُعقد اجتماعنا اليوم في ظروف دقيقة تستدعي تضافر الجهود العربية والإقليمية والدولية من أجل دعم جهود إرساء الاستقرار في الجمهورية العراقية الشقيقة عبر دعم جهود الحكومة العراقية وبرنامجها لإعادة الإعمار ودعم التنمية بخطتي التنمية الوطنية 2018 – 2022 و 2023- 2027.

وفي هذا السياق، نعرب عن تقديرنا لجهود الحكومة العراقية لإعادة الاستقرار وتحقيق المصالحة وإرساء السلم الأهلي، ونؤكد حرص دولة قطر على دعم العراق ولكافة الجهود الرامية إلى ضمان وحدته وسيادته وتعزيز أمنه واستقراره وبناء عراق ديمقراطي تتضافر جهود كل الأطراف السياسية وكل مكونات المجتمع العراقي.

ونثمن هنا تضحيات وشجاعة الشعب العراقي وقواته المسلحة في النصر الكبير الذي حققته في حربها ضد تنظيم "داعش" وضد الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله والتي أدت إلى تحرير جميع المدن والقرى العراقية من الإرهاب الأمر الذي يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار العراقي والإقليمي والدولي.

إن عملية إعادة الإعمار في العراق الشقيق في ظل التحديات الراهنة التي يواجها تُعتبر مسؤولية يتوجب أن يتشارك فيها بكل فاعلية جميع الدول المانحة والمنظمات الإقليمية والدولية.

وتأتي مشاركة دولة قطر في هذا المؤتمر استمراراً لوقوفها الدائم إلى جانب جمهورية العراق الشقيقة وشعبها والمساهمة في إعادة إعمار هذا البلد العريق.

فالعراق كما تعلمون بلد ذو إرث تاريخي مجيد أعطى للحضارات الإنسانية الكثير، ولمقوماته الكبيرة، فهو يزخر بالثروات والموارد البشرية المؤهلة، مما يجعل أي جهد تنموي يعطي نتائج إيجابية وفورية.

السيدات والسادة

نؤكد على التزام دولة قطر واستمرارها في بذل الجهود الضرورية وتقديم مساعداتها للبلدان الشقيقة المنكوبة متحملة مسؤولياتها والقيام بدورها كشريك فاعل في المجتمع الدولي، وانطلاقاً من إيمانها الراسخ بأن السلام والأمن والتنمية هي عوامل مترابطة ومكملة لبعضها البعض وأن تلبية الاحتياجات الإنسانية والتنمية هي البوابة نحو الاستقرار السياسي والأمني والاجتماعي والاقتصادي.

وفي هذا الصدد، قدمت دولة قطر وما زالت على المستوى الحكومي وغير الحكومي كافة أشكال الدعم الإنساني للعراق الشقيق من خلال المشاريع الإنسانية الإغاثية، بالإضافة إلى المشاريع التنموية في التعليم والصحة.

وأشير هنا إلى قيام الهلال الأحمر القطري بإنشاء مستشفيات ميدانية وإجراء مئات العمليات الجراحية للمدنيين وضحايا التنظيمات الإرهابية ومن سقطوا في العمليات العسكرية خلال تحرير الموصل بالإضافة للمساعدات المقدمة للمئات من العائلات النازحة.

كما أنه خلال اليومين الماضيين لانطلاق أعمال مؤتمرنا في الكويت، قامت المؤسسات القطرية المتخصصة في العمل الإنساني بالإعلان عن إطلاق خطط دعم لجمهورية العراق الشقيقة في المجال الإنساني والتعليم.

وانطلاقاً من حرص دولة قطر الثابت على مساعدة الشعب العراقي الشقيق، يسرني الإعلان عن تقديم حزمة من القروض والاستثمارات في مشاريع البنى التحتية وإعادة الإعمار في جمهورية العراق الشقيقة بقيمة مليار دولار.

وختاماً أكرر الشكر لدولة الكويت الشقيقة على استضافة هذا المؤتمر، آملا أن يحقق الأهداف المنشودة للشعب العراقي الشقيق.

     والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،،