المؤتمر الصحفي المشترك لمعالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وسعادة وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية، يسعدني أن أرحب بزميلي السيد أنتوني بلينكن، وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة، في الدوحة. وطبعاً كانت لدينا سلسلة من لقاءات في الأسابيع الأخيرة سواء كان في الدوحة أو في واشنطن، واليوم أيضاً في الدوحة.
في البداية أود أن أحيط الأخوة في الإعلام بأننا قد استلمنا رداً من حركة حماس بشأن الإطار العام لاتفاقية الأطراف بشأن ما يخص الرهائن. يتضمن الرد بعض الملاحظات على الإطار ولكن في مجمله رد إيجابي على الإطار، ولكن نظراً لحساسية هذه المرحلة، لا يمكننا الخوض في التفاصيل ويدعونا هذا الرد للتفاؤل وتم تسليم الرد للجانب الإسرائيلي .
لقائنا اليوم مع معالي الوزير: أيضاً تناقشنا في كافة المستجدات في الحرب ولاسيما الاتساع المؤسف الذي نشهده في الآونة الأخيرة وتداعيات هذه الازمة على أمن واستقرار المنطقة وفي الأسابيع القليلة الماضية شهدنا توترات مختلفة إضافة إلى الحرب على غزة، حيث امتدت من حدود القطاع والأراضي الفلسطينية إلى البلدان المحيطة في المنطقة كالأردن ولبنان واليمن والعراق وسوريا وكذلك في البحر الأحمر.
وأيضاً انتهز هذه الفرصة لأتقدم بالتعازي لمعالي وزير الخارجية في وفاة الجنود للولايات المتحدة من جنود التحالف ونحن في دولة قطر طبعاً لا يمكن أن نقبل مثل هذا العمل والمساس بعمل التحالف في المنطقة.
ولقد حذرنا أيضاً منذ اليوم الأول من اندلاع المواجهات من مخاطر اتساع دائرة العنف في المنطقة حيث أن المنطقة أيضاً تعاني من أزمات ونزاعات مستمرة ومزمنة.
ويؤسفنا ويحزننا أن نرى هذه المخاوف تصبح واقعاً لنا اليوم. وهذا الأمر يزيد الوضع تعقيداً ويُعرض المفاوضات القائمة للوصول لهدنة في قطاع غزة إلى الخطر.
ولذلك، ندعو جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتغليب صوت الحكمة، وتجنب التصعيد وعدم اتخاذ قرارات قد تؤدي إلى المزيد من سفك الدماء، وعدم التعرض للمدنيين وحرية الملاحة التجارية.
لقد حصدت هذه الحرب حتى اليوم أكثر من 27 ألف روح في قطاع غزة، وخلفت أكثر من 66 ألف جريح ومصاب، معظمهم من النساء والأطفال... ولذا فإننا ندعو المجتمع الدولي لتحمل المسؤولية لفرض وقف فوري لإطلاق النار، فقد آن الأوان لموقف دولي حازم ضد هذه الحرب المدمرة وضد أي إجراء من شأنه أن يوسع دائرة العنف. كما أود في هذا السياق أن أنوه بأن وقف الدعم عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، ستكون له تداعيات كارثية حيث سيحرم أكثر من 6 ملايين شخص فلسطيني من الخدمات الإغاثية والإنسانية ونحن نؤمن بأهمية الأمم المتحدة، وبأهمية الأونروا ودورها، ويجب علينا الفصل بين الوكالة كمؤسسة أممية ذات قيم وتقاليد راسخة وبين التهم التي طالت عدداً من موظفيها الذين يخضعون للتحقيق. ولا نستطيع أن نعاقب وكالة إنسانية كاملة بسبب اتهامات تطال بعض موظفيها، وقد شهدنا المعاناة الناجمة عن نقص التمويل لدى الأونروا على مدى السنوات الماضية، ونخشى من تفاقم الأوضاع الإنسانية المؤسفة نتيجة لقطع المزيد من التمويل.
وانطلاقاً من مسؤوليتنا الاجتماعية تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق، نؤكد استمرار الجهود القطرية في مجال إجلاء المرضى والمصابين من قطاع غزة، وتقديم المساعدات الإغاثية لسكان القطاع. وفي إطار ذلك، أثمرت جهود الوساطة القطرية مع شركائها الإقليمين والدوليين في التوصل إلى اتفاق لإدخال الأدوية إلى المدنيين في قطاع غزة، خصوصاً للمناطق الأكثر تضرراً، وللمحتجزين أيضاً في القطاع.
وبناءً على توجيهات صاحب السمو أمير البلاد "حفظه الله،" تم حتى الآن إرسال 75 طائرة عسكرية قطرية محملة بأكثر من 2000 طن من المساعدات، بما فيها مستلزمات إيواء ومواد غذائية، ومستلزمات طبية ومستشفيين ميدانيين وتم بحمد الله ذلك بالتعاون مع شركاءنا في المملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا إضافة إلى اللجنة التنظيمية للكنائس المسيحية.
وتم إجلاء أكثر من 600 فلسطيني من قطاع غزة، منهم حوالي 200 مريض ومصاب لتلقي العلاج في الدوحة، وذلك ايضاً تنفيذاً لالتزامنا بتوفير علاج ل 1500 فلسطيني مصاب جراء الحرب ، إضافة إلى كفالة 3 آلاف من الأطفال الذين فقدوا والديهم في القطاع إثر الحرب.
ومن المؤسف بأنه رغم المساعي الإقليمية والدولية للتهدئة، وبعد مرور أربعة أشهر من اندلاع المواجهات، فشلنا جميعاً في وقف نزيف الدم ووقف مسلسل العنف. فلا زالت المستشفيات تُستهدف، ولا زالت المدارس تُقصف ولا زال النازحون يُقتَلون على طرقات نزوحهم الثاني والثالث، ولا زال التهديد قائم.
معالي الوزير،
نحن نثمن تعاوننا المستمر مع الولايات المتحدة الصديقة في هذه الأزمة، بكافة أبعادها الأمنية والسياسية والإنسانية، ونتطلع بأن تُثمر جهودنا المستمرة منذ أربعة أشهر وقفاً لإطلاق النار، وتساهم في التوصل لتسوية شاملة وعادلة لحقن الدماء وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما اغتنم هذه الفرصة للتقدم بجزيل الشكر لكم على جهودكم في هذا الاتجاه ولشركائنا الدوليين: في الأمم المتحدة ومصر وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة لتعاونهم معنا في شتى المجالات الإنسانية والإغاثية للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية.
ختاماً، اتطلع، معاليكم، لاستمرار هذه المناقشات فيما بين بلدينا وللتوصل الى حل واستقرار في هذه المنطقة ولاسيما انهاء هذه الحرب والتطلع لمستقبل افضل للمنطقة.
شكراً لكم