المؤتمر الصحفي المشترك لمعالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية ودولة رئيس وزراء رومانيا
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية يسعدني أن أرحب بدولة الرئيس السيد/ مارسيل سيولاكو، رئيس وزراء رومانيا الصديقة، في الدوحة.
طبعاً اليوم كانت لدينا فرصة في لقاءنا لبحث العلاقات الثنائية المميزة بين البلدين الصديقين، وسبل تطويرها في كافة المجالات بما يخدم مصالح شعوب البلدين.
وإيضاً تأتي هذه الزيارة في إطار التنسيق المستمر بيننا وبين رومانيا في هذه القضايا الإقليمية المختلفة وتأتي إيضاً في ظروف مهمة تمر فيها المنطقة والعالم.
شهدت العلاقات القطرية الرومانية تطورات ملحوظة في كافة الأصعدة منذ تأسيس العلاقات في عام 1990م. كما تشهد هذه العلاقات تطور في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بالإضافة إلى التنسيق في المجالات المختلفة سواء كان في الطاقة الزراعة والسياحة وتكنولوجيا المعلومات.
وإيضاً هناك تبادل مستمر ومشاورات سياسية مستمرة على مدار السنوات الماضية، واتسمت هذه العلاقة بالثقة المتبادلة والحرص على تبادل الآراء في قضايا مختلفة سواء كان في الشرق الأوسط وأوروبا.
في السنوات الماضية، تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين البلدين في عدة مجالات سواء كان مجال الشباب والرياضة، والتعاون الاقتصادي، والتعاون الصحي والطبي، والثقافة، والتجارة والصناعة، والتعليم.
واليوم وقعنا أيضاً مذكرة غذاء فيما يخص الثروة الحيوانية والأمن الغذائي إيضاً.
يأتي لقاءنا اليوم تجسيداً لطموحات البلدين في التعزيز والتطوير في العلاقة والارتقاء فيها الى آفاق مختلفة. كانت لدينا فرصة لبحث الظروف والتطورات الإقليمية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط. إيضاً ما لا يخفى على الجميع، المنطقة تمر في ظروف حساسة في هذه المرحلة وشهدنا تصعيد بطريقة مختلفة في الأيام الماضية وندعو كافة الأطراف لخفض التصعيد وتجنب انزلاق المنطقة في دائرة جديدة من الصراعات. إيضاً كان هناك فرصة لدينا ليحث ملف الحرب على غزة والوساطة في تحرير الرهائن في غزة.
وضعت السيد دولة رئيس الوزراء على آخر تطورات هذه المفاوضات، المفاوضات تمر في مرحلة حساسة وإيضاً ظروف المنطقة تمر في مرحلة حساسة. دولة قطر موقفها واضح منذ بداية هذه الأحداث في ٧ أكتوبر، نحن ندين بشكل واضح استهداف وقتل المدنيين مهما كانت خلفياتهم ولكن إيضاً لا يصح الاستمرار في سياسة العقاب الجماعي التي تتبعها إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني في غزة والتصعيد المستمر في الضفة الغربية الذي نرى تزايده في كل يوم وخطورته على الأوضاع في المنطقة. وحذرنا منذ بداية هذه الحرب من توسع دائرة الصراع ونحن نرى اليوم صراعات في جبهات مختلفة والعلاقة المباشرة لها في التصعيد والحرب على غزة.
نطالب المجتمع الدولي بشكل دائم أن يتحمل مسؤولياته وأن يوقف هذه الحرب ويوقف هذه الاستهدافات المستمرة للشعب الفلسطيني في غزة واستمرار هذا القتل بهذه الطريقة وسياسة الحصار والتجويع واستخدام المساعدات الإنسانية كأداة للإبتزاز السياسي.
فيما يخص ملف المفاوضات، احذ دولة الرئيس بآخر التطورات في هذه المفاوضات، للأسف المفاوضات ما بين السير قدماً والتعثر، ونمر في هذه المرحلة وهي مرحلة حساسة وفيها بعض من التعثر ونحاول بقدر الإمكان لمعالجة هذا التعثر والمضي قدماً، ووضع حد لهذه المعاناة التي يعانيها الشعب في غزة وإيضاً استعادة الرهائن في نفس الوقت.
طبعاً من الواضح جداً أن الحرب على غزة اليوم والمواقف والتباينات التي نراها في المواقف الدولية لاشك أننا ننظر إليها بعنايه وننظر أن هناك للأسف ازدواجية لمعايير بعض الدول في تقييم الصراعات. ونحن نطالب بشكل واضح المجتمع الدولي أن تكون المعايير موحدة وتطبق على الجميع ولا تصنف على أساس من يكون المعتدى ومن هي الضحية.
اليوم هذه المسألة إيضاً شكلت عاملاً مهماً من القضية الفلسطينية التي لا يمكن تجاهلها ونرى أنه لن يكون هناك حل دائم وسلام دائم ومستدام من دون أن يكون هناك إقامة دولة فلسطينية
وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران لعام ١٩٦٧ وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
هذه المطالبة وهذا موقف دائماً دولة قطر تبنته بشكل واضح ونحن كما ذكرنا في محطات عدة، نحن دعاة للسلام، ولسنا دعاة حرب. ونطالب ان تكون هناك ايضاً مواقف متشابها معاً ومتوافقه معنا من الجانب الإسرائيلي حتى نرى أن يكون هناك في النهاية حل ينعم فيه الشعب الفلسطيني في آمان.
شكرا لكم دولة الرئيس وشكراً لزيارتكم في هذه الظروف وشكراً على موافقكم التي عبرتم عنها في اجتماعنا هذا ونؤكد لكم التزام دولة قطر بتطوير العلاقة بين البلدين واستمرار التشاور فيما بينهم.