المؤتمر الصحفي المشترك لمعالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية مع وزير خارجية الجمهورية التركية
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أود أن أرحب بأخي معالي السيد هاكان فيدان، وزير خارجية الجمهورية التركية الشقيقة.
لقائنا اليوم يأتي في ظل تطورات مهمة واستراتيجية تمر فيها المنطقة وترتبط ايضاً بملفات كثيرة ذات اهتمام مشترك بين دولة قطر وتركيا الشقيقة، حيث أننا ناقشنا اليوم تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وسوريا الشقيقة، وجاءت المباحثات هذه استمراراً للتواصل والتنسيق المشترك بين البلدين.
فيما يتعلق بالوضع في سوريا
- رحبنا بالخطوات التي تهدف إلى إعادة هيكلة الدولة السورية الشقيقة وتعزيز التوافق والوحدة بين كافة الأطراف السورية، بما يمهّد الطريق لتوطيد السلم والأمن الأهليين والاستقرار وبناء دولة القانون والمؤسسات والتنمية والازدهار.
- وشددنا على الأهمية العاجلة لرفع العقوبات المفروضة على سوريا، لما لها من آثار سلبية في تفاقم الأزمة الإنسانية وإعاقة توفير الاحتياجات الأساسية.
- كما استعرضت مع معالي الوزير جهود دولة قطر المختلفة التي قامت بها كالدعم الفني المستمر في تشغيل مطار دمشق والاتفاق لتقديم الدعم لقطاع الكهرباء والجسر الجوي المستمر.
ونثمن هنا مواقفنا المشتركة مع الأشقاء الأتراك وعملنا المستمر الداعم للشعب السوري ونضاله من أجل الحرية والكرامة والعدالة، كما نقدر التنسيق المستمر في الجهود والمبادرات التي جرت خلال السنوات الماضية بهدف إعادة السلام والاستقرار في المنطقة.
واتفقنا على ضرورة دعم سوريا في هذه المرحلة الحاسمة وقيادتها الجديدة في بناء مؤسسات الدولة وإرساء قواعد الاستقرار بما يضمن المرور إلى بر الأمان في هذه المرحلة الحرجة وخاصةً على الصعيد الإنساني والاقتصادي.
وأيضاً أخذ حيزاً من مباحثاتنا اليوم اتفاق وقف إطلاق النار على قطاع غزة والمستجدات التي يمر فيها هذا الاتفاق، وتناقشنا في أهمية تثبيت وقف إطلاق النار والمضي في تبادل الرهائن والأسرى.
لا يسعني في هذا المجال إلا أن أثمن الدور التركي في دعم الوساطة خلال الفترة الماضية وصولاً إلى هذا الاتفاق، ونؤكد من هنا على أهمية التزام الأطراف بتنفيذ الاتفاق بكافة بنوده والبدء حسب ما ورد في الاتفاق بالتفاوض حول المرحلة الثانية، ونطالب أيضاً شركائنا في المجتمع الدولي الى استمرار الضغط لضمان نجاح هذه المفاوضات ونؤكد الا يتم السماح لأي طرف من الأطراف بعرقلتها حتى لا تغلق هذه النافذة التي لا بديل لها.
وسنواصل العمل بالتعاون مع الشركاء في جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية – لضمان التنفيذ الكامل لهذا الاتفاق.
ونتطلع لتكثيف الجهود الإقليمية والدولية لتقديم المساعدات الانسانية ودعم الأمم المتحدة في إدخال وإيصال المساعدات لكافة أنحاء القطاع لأشقائنا في غزة.
ونؤكد على أهمية ألا يتم عرقلة إدخال أي نوع من المساعدات وإحباط كافة المحاولات التي تهدف إلى أن يكون قطاع غزة غير قابل للعيش من قبل الشعب الفلسطيني.
- نشدد على أهمية أن يكون هناك آلية واضحة من المجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة للتأكد من تقديم هذه المساعدات لمستحقيها وأن تكون نافذة بشكل سلس ولا تتم عرقلتها من قبل القوات الإسرائيلية.
- دولة قطر منذ الساعات الأولى من وقف إطلاق النار، ولم تتوقف سلاسل الامداد للمساعدات الإنسانية لأشقائنا في غزة، وهذا واجبٌ علينا، ولكن أيضاً نريد أن يكون هناك المزيد من التعاون والتضافر في الجهود الدولية لإدخال المساعدات التي بالفعل يحتاجها الشعب في غزة.
وأود أن أعبر عن تقديري هنا في هذا المقام عن الدور والدعم التركي لأشقائنا في غزة، سواءً كان من ناحية المساعدات الإنسانية والدعم الإنساني والدعم المستمر في مساعدة ومعالجة الجرحى والمرضى من القطاع.
أيضاً ناقشنا اليوم الاعتداءات والانتهاكات التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، ونؤكد على أهمية أن يضطلع المجتمع الدولي بمسؤولياته، وفي النهاية لن يوضع حد لهذه الأزمة إلا بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وفق القرارات الدولية.
على صعيد العلاقات الثنائية كان هناك مناقشات بيني وبين معالي الوزير حول العلاقات الوثيقة الاستراتيجية التي تربط البلدين الشقيقين وأكدنا على أهمية متابعة كافة مخرجات اللجنة الاستراتيجية المشتركة التي انعقدت بالرئاسة الكريمة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى "حفظه الله"، وفخامة الرئيس/ رجب طيب أردوغان، في نوفمبر الماضي، والتي شدد خلالها القادة البناء على الإنجازات الكبيرة التي تحققت في العلاقات بين البلدين والارتقاء بها بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين والمنطقة بشكل عام.
أرحب بك معالي الوزير في بلدكم الثاني قطر، وأهلاً وسهلاً بكم.