المؤتمر الصحفي المشترك لمعالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية مع معالي وزير خارجية الجمهورية التركية

 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


في البداية أود أن أرحب بأخي السيد هاكان فيدان، وزير خارجية الجمهورية التركية الشقيقة.

 

طبعاً تأتي هذه الزيارة في إطار التنسيق المستمر بيننا فيما يخص القضايا الإقليمية والدولية، ولا سيما التطورات الأخيرة في قطاع غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان. نأمل أن تثمر مباحثاتنا اليوم عن خطوات عملية في سبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. وكان لنا اجتماع في أنطاليا  على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي للجنة العربية الإسلامية المهتمة بشؤون الحرب على غزة.

 

وناقشنا اليوم في اجتماعنا مخرجات الاجتماع السابق وكيف من الممكن أن يتم استمرار التنسيق في ما بين البلدين والشركاء في المنطقة لإيجاد حل لإنهاء هذه الحرب ورفع الحصار على أشقائنا في قطاع غزة.

 

كما نرحب أيضاً بالخطوات التي قطعتها سوريا الجديدة في إعادة هيكلة الدولة السورية وتعزيز التوافق والوحدة بين كافة الأطراف السورية، بما يمهّد الطريق لتوطيد السلم الأهلي والأمن والاستقرار وبناء دولة القانون.

 

دولة قطر مستمرة أيضاً فاتصالاتها وتنسيقها مع كافة الدول الشقيقة والصديقة لدعم مساعي السلام في سوريا ودعم جهود إعادة بناء البلد الشقيق وفقاً لمصالح الشعب السوري وتحقيقاً لتطلعاته.

 

أيضا تطرقنا لموضوع العقوبات على الجمهورية السورية الشقيقة، ونرى أن الوقت قد حان لرفع هذه العقوبات وذلك لتسهيل الأمر على أشقائنا في سوريا.

 

أيضا اليوم يعني التركيز الرئيسي لمباحثاتنا كان على استمرار الحرب على قطاع غزة، وتصاعد تصرفات قوات الاحتلال الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس المحتلة.

 

أعربنا عن قلقنا البالغ من انهيار وقف إطلاق النار في غزة ، واستئناف إسرائيل لعدوانها على الشعب مما خلّف المزيد من الضحايا ، والمزيد من الدمار، وفاقم معاناة ما يزيد عن مليوني فلسطيني يحاصرهم الموت بالجوع والعطش وبطش آلة الدمار  والقتل الإسرائيلية.

 

كما أكدنا على ضرورة حشد الجهود الإقليمية والدولية لفرض عودة الأطراف الفورية لتنفيذ المراحل المتوقفة من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير ، بوساطة دولة قطر، وجمهورية مصر العربية الشقيقة، والولايات المتحدة الأمريكية.

 

رغم العراقيل التي تصل إلى حد الإبتزاز السياسي،  نواصل العمل مع الشركاء في مصر والولايات المتحدة للتقدم نحو المرحلة الثانية من الاتفاق بهدف تنفيذه الكامل، بما في ذلك إطلاق سراح جميع الرهائن، وإنهاء الأعمال العدائية بشكل دائم، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية، فلا يمكن أن نقبل بتجويع الشعب الفلسطيني الشقيق ولا أن نسمح باستخدام المساعدات الإنسانية والإغاثية كسلاح في هذه الحرب.

 

ويجب أن نعمل جميعنا مع حلفائنا في المجتمع الدولي بممارسة ضغط حقيقي على إسرائيل لإجبارها على فتح الحدود لدخول المساعدات الحيوية و الدواء والغذاء والماء والوقود.

 

ونؤكد أن دولة قطر ستستمر في جهودها مع شركائها للوصول لنهاية هذه الحرب، ولن تثنينا كل محاولات التشويه لسمعة الوسطاء أو استهدافهم أو استخدامهم كأكباش فداء للهروب من الفشل السياسي.

 

منذ أول يوم من جهود الوساطة، عملنا بلا كلل لتقريب وجهات النظر بين الأطراف وسعينا لإيجاد نهاية لهذه الحرب الدامية،  ولقد قوبل نهجنا هذا بسيل من  المعلومات المضللة التي تستهدف سمعة بلادي وتقويض جهود الوساطة من قِبل حكومة من المفترض أن تركز على رعاية مواطنيها ومصالحهم، أبرزهم الرهائن .

 

خيارنا كان دائماً معسكر السلام، ولسنا من يقتات ويتكسب سياسياً من إشعال الأزمات وإطالة أمد الحروب، ولقد عرف شعبنا حول العالم بقيمه وتسامحه وانفتاحه على كافة الثقافات. لذا فإننا لن نكون يوماً ما طرفاً في نشر أي شكل من أشكال خطاب الكراهية أو معاداة السامية كما يدعون وكما يحاول البعض الترويج له لأسباب باتت معروفة للجميع.

 

قطر دولة واضحة في علاقاتها وتعاملاتها، وتفخر بمؤسساتها وشراكاتها  . ولقد أثبتت الأدلة القاطعة مراراً عدم صحة الادعاءات المستمرة ضدنا، وإننا نؤكد في هذا السياق أن هذا السلوك المشين المتمثل في التنمر والابتزاز السياسي ونشر المعلومات المضللة لن يكون يوماً رادعاً لنا في مواصلة بذل جهودنا لتحقيق الأمن والسلم في منطقتنا وحقن دماء أشقاءنا.

 

وأيضا تناولنا اليوم في لقاء أخر تطورات فيما يخص الملف النووي الإيراني، واطلعنا على مستجدات هذه المفاوضات ونرحب بهذه الجهود التي تقوم بها سلطنة عمان الشقيقة للوساطة بين الولايات المتحدة و الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

 

وفي الختام، أود أن أشكرك معالي الوزير على تواجدكم في الدوحة، ونقدر لكم هذا التنسيق حيث أن التنسيق بين البلدين مستمر في كافة الملفات، ونثمن لكم المواقف البناءة التي تتبناها الجمهورية التركية الشقيقة للمساهمة في تعزيز الأمن والسلم الدوليين.

شكراً لكم.