معالي رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، خلال جلسة نقاشية رفيعة المستوى حول الجغرافيا السياسية "الدبلوماسية وسط الفوضى"

 

مدير الجلسة: بورج بريندي، الرئيس والمدير التنفيذي، المنتدى الاقتصادي العالمي

بورج بريندي: سأبدأ مع الشيخ محمد آل ثاني، رئيس الوزراء وزير خارجية دولة قطر، وأود أن أهنئكم على الاتفاق بشأن تبادل الأسرى في غزة. أعتقد أنكم قد عملتم على ذلك على مدار الساعة طوال العام الماضي.

رئيس الوزراء: شكراً جزيلاً. شكراً لكم.

بورج بريندي: هل سيستمر هذا الاتفاق؟

رئيس الوزراء: حسنًا، لنكن متفائلين. لا يزال الطريق طويلًا، وقد كنا منخرطين خلال الخمسة عشر شهرًا الماضية في التفاوض حول هذا الصراع الذ يتسم بالصعوبة البالغة. لقد أظهر لنا ذلك أن كل شيء يمكن حله من خلال المحادثات والتفاعل والمفاوضات. وكما تعلمون، بدأنا هذا الأسبوع بأخبار جيدة، حيث شهدنا وقف إطلاق النار قيد التنفيذ؛ ورأينا المساعدات الإنسانية تتدفق؛ ورأينا عودة الرهائن. ونأمل أن تكون هذه مجرد خطوة أولى نحو الاستقرار. الآن، ما إذا كان هذا الاتفاق سيستمر لفترة طويلة أم لا، أعتقد أن هذا السؤال ينبغي توجيهه إلى طرفي الصراع، وعليهما الالتزام بما اتفقا عليه. أما بالنسبة لنا، بصفتنا ضامنين ووسطاء بشكل أساسي في هذا الاتفاق، فيتعين علينا ضمان تنفيذ كل خطوة وفقًا لما تم الاتفاق عليه.

ومع ذلك، فإن كل شيء يعتمد على ما إذا كانوا بالفعل يقومون بذلك بنية حسنة. وفي هذه الحالة، سيستمر هذا الاتفاق، ونأمل أن يؤدي إلى المرحلة الثانية، مما يؤدي بدوره إلى وقف دائم لإطلاق النار، ونأمل أن يتاح لنا الوقت لمعالجة القضية الحقيقية ووضع حد لهذا الصراع الذي استمر لعقود.

بورج بريندي: هل تعتقد وهل ترى الآن دوراً للسلطة الفلسطينية في رام الله لتولي المسؤولية في إعادة إعمار غزة، من خلال تولي هذا الدور؟

رئيس الوزراء: هناك الكثير من الأحاديث والحوارات حول اليوم التالي في غزة وإعادة الإعمار وما سيحدث بعد ذلك. وأعتقد أن هذا السؤال يجب أن الإجابة عليه أولاً وقبل كل شيء من قِبل الشعب الفلسطيني وما الذي سيتفقون عليه. ولا أرى أن هناك أي دولة في وضع يسمح لها بإملاء أي شيء عليهم، أو على الطريقة التي سيحكمون بها. ونأمل أن نرى السلطة الفلسطينية تعود إلى غزة. ونأمل أن نرى حكومة تتعامل بجدية مع قضايا الناس هناك. هناك الكثير وهناك طريق طويل يجب قطعه مع غزة والدمار الذي تشهده. انظروا إلى ما رأيناه في الصور، وفي الصحافة، وفي الأخبار على مدى الأشهر الخمسة عشر الماضية، وهو لا يعكس الواقع المأساوي الفعلي للوضع هناك؛ والآن سوف نبدأ في رؤية الكارثة الحقيقية التي خلفها ذلك الوضع وراءه.

بورج بريندي:    شهد الشرق الأوسط العديد من التغيرات في فترة زمنية قصيرة. فهناك رئيس جديد في لبنان ورئيس وزراء جديد، الأسد لم يعد موجودًا، حيث أصبح الآن في موسكو. ووزير الخارجية الجديد لسوريا في طريقه إلى دافوس، لكنه لم يتمكن من المشاركة في هذه الجلسة وسوف يشارك في جلسات أخرى. وكما نلاحظ فإن الوضع في إيران يشهد تغييرات أيضًا. علاوة على ذلك، هناك رئيس جديد في الولايات المتحدة ألقى خطاب تنصيبه أمس وحديثه الواضح حول المنطقة. فما هي رؤيتكم للشرق الأوسط خلال هذا العام؟ وكيف ستؤثر إدارة الولايات المتحدة الجديدة على المنطقة؟

رئيس الوزراء: حسنًا، تعلم أنه عندما بدأت حديثي بذلك، فنحن متفائلون بشأن هذا الاتفاق في غزة الذي قد يؤدي إلى وقف إطلاق النار. هناك الكثير من الأخبار الجيدة التي حدثت على الرغم من جميع الأزمات التي مررنا بها في العام الماضي. فلبنان لديها رئيس، وفي سوريا شهدنا نهاية لنظام وحشي قتل وشرد شعبه على مدى الثلاثة عشر عامًا الماضية، وشهدنا وقف إطلاق النار في غزة، والذي نأمل أن يدوم ويصبح وقفًا دائمًا لإطلاق النار، ونأمل أن يؤدي إلى حل للنزاع. وهناك الكثير من الأمور الإيجابية التي تحدث والتي نحتاج إلى البناء عليها.

بالطبع، مع الرئيس الجديد في الولايات المتحدة – وهو ليس غريبًا عن الشرق الأوسط لأنه كان رئيسًا بين 2016 و2021 – نعتقد أن هناك الكثير من الفرص الجيدة التي يمكننا أن نعمل عليها معاً ونتعاون معه لاستخلاصها ولنجعل الشرق الأوسط منطقة مستقرة.

رأينا بعض التحركات وقد لاحظناها فعليًا خلال المفاوضات في اليومين الماضيين، حيث قام ستيف ويتكوف، المبعوث الرئاسي للشرق الأوسط، بدور كبير. وقد رأيت فيه شريكًا حقيقيًا، حيث عملنا معًا لتحقيق النجاح والوصول إلى خط النهاية.

بورج بريندي:   لقد ضغط، ستيف ويتكوف، على نتنياهو، أليس كذلك؟

رئيس الوزراء: حسنًا، إن دور الوسيط هو الضغط على كل الأطراف لإنهاء هذا الصراع. وقد لاحظنا أن هذا يؤدي إلى نتائج فعلية ويحقق نتائج ملموسة. أما فيما يتعلق بما نراه من الرئيس ترامب، فإن فكرة "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" هو أمر بالغ الأهمية. ونحن نؤمن بأننا أيضًا نريد أن نرى الشرق الأوسط عظيمًا مرة أخرى، نريد أن نرى قيادة الشرق الأوسط تتحمل المسؤولية وتعالج صراعاتها الخاصة، ونأمل أن تخرج بحلول. لقد شهدنا تعاونًا أكبر خلال العام الماضي بين جميع الشركاء في الشرق الأوسط لإيجاد حلول، سواء كان ذلك فيما يتعلق بالقضية في غزة أو القضية في سوريا، ونأمل أن نرى أوروبا عظيمة مرة أخرى. وأن يكون العالم بأسره عظيمًا أيضًا.

بورج بريندي:   على ذكر ذلك، كنت فقط أنتظر ذلك إن شاء الله، لجعل أوروبا عظيمة مرة أخرى. أعتقد أننا نعمل على ذلك. أظن أنك قد استمعت لما قالته رئيسة المفوضية فون دير لاين في وقت سابق اليوم. لقد جئتم للتو من دمشق، أليس كذلك؟

رئيس الوزراء: نعم

بورج بريندي:   إذاً سوف أستخدم ذلك أيضًا، بالطبع، كنقطة انتقال إلى الأمير فيصل، من المملكة العربية السعودية. ولكن، بعد زيارتكم، هل أصبحت أكثر اقتناعًا بالتزام القيادة الجديدة في سوريا بأن يكونوا أكثر شمولية وعلى مسار يمكن أن يكون إيجابيًا؟

رئيس الوزراء: حسنًا، كما ذكرتُ في البداية، فإن رؤية نهاية نظام وحشي ارتكب جرائم حرب ضد شعبه هو خبر جيد؛ ومع ذلك، نحن في فترة انتقالية وما زال هناك طريق طويل نحو الاستقرار. ولكن لدينا أمل. ولدينا إيمان بالشعب السوري. الشعب السوري شعب منتج جدًا، ونشيط جدًا، ومبتكر جدًا. لقد رأيناهم في الشتات؛ رأيناهم كلاجئين، بدأوا كلاجئين وأصبحوا عناصر حيوية في اقتصادات مختلفة. هم مهندسون، وأطباء، ورجال أعمال وناجحون جدًا. وسنرى ذلك إذا سارت الأمور دون تدخل أي مفسدين، وفي حال انخرطت الإدارة الجديدة في سوريا مع الجميع بشكل شامل. وما سمعناه بالفعل من دمشق واعد جدًا ونأمل أن ينتشلهم من كل آلام الحرب الأهلية في السنوات الثلاثة عشر الماضية إلى فصل جديد لسوريا، حيث تكون سوريا دولة مستقرة، ومنتجة بدرجة كبيرة وأيضًا مركزًا للاستقرار في منطقتنا بأكملها.