كلمة سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أمام الحدث الخاص الرفيع المستوى للجمعية العامة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي حول “برنامج عمل الدوحة لصالح أقل البلدان نمواً كمسرع لتنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030”
سعادة رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة،
سعادة رئيسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة
سعادة نائبة الأمين العام للأمم المتحدة،
سعادة وزير خارجية مالاوي،
أصحاب السعادة،
السيدات والسادة،
نُعرب في البداية عن تقديرنا لسعادة السيد/ تشابا كوروشي، رئيس الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وسعادة السيدة/ لاشيارا ستويفا، رئيسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي، على عقد هذا الحدث الخاص المشترك، والذي يسعدنا المشاركة فيه.
نُثني على المساعي المبذولة لمنح برنامج عمل الدوحة لصالح أقل البلدان نمواً مكانةً هامةً في جدول أعمال الجمعية العامة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي، خاصةً وأن هذا البرنامج يُشكل ثمرةً للجهود المتضافرة والمشاركة البنّاءة لمختلف الشركاء والجهات الدولية.
أصحاب السعادة،
في الوقت الذي تؤكد فيه الأزمات الراهنة على أهمية تكثيف التعاون متعدد الأطراف والعمل الجماعي المنسّق، فإن المشهد العالمي المتغير وما يكتنفه من تحديات متزايدة لا يزال يُلقي بأعباء هائلة على أقل البلدان نمواً، مما يؤثر على آفاق التنمية في هذه الدول. ومن بين هذه التحديات، التداعيات السلبية لجائحة فيروس كورونا، والأزمة المناخية، وأزمة الغذاء والطاقة، والنزاعات القائمة.
وفي إطار حجم هذه التحديات الاستثنائية، وضرورة اتخاذ إجراءات شاملة وملموسة لتحقيق نتائج فعالة. فإننا على يقين بأن برنامج عمل الدوحة لصالح أقل البلدان نمواً للعقد 2022-2031، وما ينطوي عليه من التزامات وتدابير طموحة ومعززة ....يُشكل بلا أدنى شك ركناً وركيزةً أساسيةً لدعم شعوب أقل البلدان نمواً في مساعيها للتعافي، وتسريع تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030، ومساعدتها في التصدي للأزمات المتداخلة والتحديات القائمة.
السيدات والسادة الموقرون،
إننا على ثقةٍ بأن الزخم الإيجابي الذي تميز به اعتماد برنامج عمل الدوحة سيتواصل خلال الجزء الثاني من مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نمواً، والذي تتشرف دولة قطر باستضافته في مدينة الدوحة خلال الفترة من 5 إلى 9 مارس 2023.
ونتطلع إلى أن يكون هذا المؤتمر تتويجًا لعملية طويلة شهدت مشاركة بارزة لكافة الشركاء وأصحاب المصلحة المعنيين.
ونغتنم فرصة مشاركتنا في هذا المحفل الهام لنؤكد بأنه أمامنا في الدوحة فرصة لا تتاح إلا مرةً واحدةً كل عقد، لإبراز الزخم السياسي وتوجيه رسالة مفادها إظهار الالتزام الجماعي واستعداد المجتمع الدولي لحشد الجهود وإقامة شراكات عالمية وشاملة تلبي بفعالية الاحتياجات الخاصة لأقل البلدان نمواً.
أصحاب السعادة،
لم تتوانَ دولة قطر عن بذل جهودٍ حثيثةٍ لمواصلة دورها كشريك استراتيجي فاعل في الاستجابة للاحتياجات والتحديات، لا سيما في المجتمعات الأكثر هشاشة، و اضطلعت بالعديد من المبادرات والإسهامات التي أحدثت أثرًا إيجابيًا في حياة الملايين من الأشخاص حول العالم. كما تواصل بلادي جهودها الرائدة، والعمل على نحوٍ وثيق مع المنظمات المتعددة الأطراف، ودعم الجهود لتعزيز الشراكة الدولية من أجل تحقيق التنمية المستدامة والتخفيف من أعباء التحديات المشتركة.
ويسعدنا أن تكون دولة قطر شريك رئيسي في الجهود المبذولة للاستجابة لاحتياجات وأولويات أقل البلدان نمواً. وإننا على ثقةٍ بأن تكاتف المجتمع الدولي في دعم أقل البلدان نمواً لتنفيذ برنامج عمل الدوحة، سوف يُساهم في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لهذه الدول، وبناء قدرتها على الصمود في وجه الأزمات المستقبلية.
أصحاب السعادة،
على الرغم من صعوبة هذه المرحلة، إلا أنه يمكن النظر إلى هذه المتغيرات باعتبارها فرصةً لتسريع التقدم لتعزيز آفاق التنمية. وفي الوقت الذي يفصلنا فيه أقل من شهر واحد على انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نمواً، نأمل في أن يمثل هذا المؤتمر بداية عمل هادفة، وأن يُتيح الفرصة لتحفيز الإجراءات التحولية، وللتأكيد مرة اخرى بأن نجاحنا الجماعي يكمن في فعالية التنفيذ الكامل لبرنامج عمل الدوحة من قبل كافة الشركاء والجهات المعنية.
ختامًا، نكرر شكرنا لمنظمي هذا الحدث الخاص، وما يكتسيه من أهمية كمساهمة هامة للمؤتمر.... ونعرب عن التزام دولة قطر الراسخ بالعمل الثنائي ومتعدد الأطراف في مجال العمل الإنساني لدعم شعوب ودول أقل البلدان نمواً.
ونتطلع للترحيب بكم جميعًا في مدينة الدوحة الشهر المقبل.
وشكرًا