المؤتمر الصحفي المشترك لمعالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية مع دولة رئيس مجلس الوزراء بالجمهورية اللبنانية
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية، أود أن أرحب بالأخ العزيز الصديق الدكتور/ نواف سلام في دولة قطر دولة رئيس وزراء الجمهورية اللبنانية الشقيقة، وطبعاً أود أيضاً أن اعتذر له عن التعطيل الذي حصل في حركة الطيران ليلة أمس حفاظاً على سلامته وسلامة الحركة الملاحية لكن أخذ جولة عند أشقائنا في البحرين، ونعتذر عن هذا التأخير.
كانت جلسة المباحثات التي بيني وبين دولة الرئيس، تبعت لقاء دولة الرئيس مع سمو الأمير وتناقشنا حول العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين. كان هناك حديث عن الإمكانيات التي من الممكن أن نعمل فيها سوياً لدعم الأشقاء في لبنان ودعم الاستقرار في لبنان كان من أحد أهم الملفات التي تطرقنا لها ملف الطاقة، وكيفية العمل سوياً على تطوير وإعادة تأهيل البنية التحتية للطاقة حيث كان هناك مباحثات مهمة بين وزيري طاقة البلدين وان شاء الله سيتبعها خطة عمل كما وعدنا دولة الرئيس إن شاء الله خلال الأشهر القادمة، إضافة إلى ذلك تطرقنا إلى الحاجات الطارئة لتوفير الطاقة للأشقاء في لبنان خلال فصل الصيف وبإذن الله هذا الموضوع راح يُبحث مع صندوق قطر للتنمية وقطر للطاقة لتوفير ما يمكن توفيره.
كما تناولنا الدعم والتعاون في ملف النقل والملاحة الجوية، كانت هناك مباحثات بين وزير المواصلات من دولة قطر ووزير النقل من الجمهورية اللبنانية الشقيقة إضافة إلى ما يمكن تقديمه من جهود لإعادة الإعمار خصوصاً في المناطق التي دمرتها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
أيضاً كانت هناك فرصة لبحث التطورات الإقليمية والأحداث التي تدور حولنا ولا يفوتني هنا أن ندين بشكل كامل الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، واستمرارهم في المس بسيادة لبنان الشقيق وهذا الأمر مرفوض ويجب أن يكون مدان بشكل واضح وبشكل صريح ونتطلع أن يطلع مجلس الأمن بدوره وأن يقف هذه التحركات الإسرائيلية غير المسؤولة في المنطقة.
وأيضاً كان هناك حديث على التطورات الإقليمية بشكل عام، تطورات العلاقات اللبنانية السورية والتي نتمنى لها إن شاء الله مستقبل أفضل، ولمسنا من دولة الرئيس كل الحرص على تطوير العلاقات مع الدول العربية الشقيقة وخصوصاً دول الجوار منها سوريا الشقيقة. ودولة قطر تدعم بشكل كامل هذا المسارات.
أيضا اليوم للأسف نقف بعد أوضاع كانت تمر فيها المنطقة وتحديات للأسف لم نمر فيها منذ فترة طويلة وكان هناك اعتداء على سيادة دولة قطر وقصف من الحرس الثوري الإيراني على قاعدة العديد القطرية وندين ذلك بأشد العبارات ونستنكر مثل هذا التصرف من دولة جارة التي دولة قطر اعتمدت دائماً في علاقتها معها على حسن الجوار والشفافية في التعامل، ودولة قطر مازالت تحتفظ بسياستها في حسن الجوار. وأدانت منذ اليوم الأول الاعتداءات الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وما أصاب الشعب الإيراني، وفي النهاية الشعب الإيراني شعب جار ولا نريد له السوء ونريد له النهوض والتنمية، ولكن الهجوم على دولة قطر هو تصرف غير مقبول، كما كان هناك جهود دبلوماسية كبيرة تقوم فيها دولة قطر مع شركاءنا الإقليميين والدوليين لتهدئة الأوضاع قبل هذا الحدث، لكن للأسف فوجئنا بمثل هذا الهجوم أن يكون على قاعدة دولة شقيقة.
وأود في هذا المقام أن أشيد بالدور الذي قامت فيه القوات المسلحة بقيادة سيدي صاحب السمو الذي كان على اطلاع دائم وفي يقظة تامة، سواء كان من فترة ورود الاستخبارات على توقعات هجوم على القواعد التي يوجد فيها تواجد أمريكي في المنطقة، حتى تم التصدي لهذا الهجوم. وأود هنا أن أشير بشكل خاص بأن القوات المسلحة القطرية قامت بعمل بطولي بصد كل هذه الهجمات وكما وضحوا زملائنا في المؤتمر الصحفي يوم أمس، الحمدلله الدفاعات الجوية القطرية تصدت لكافة الصواريخ ما عدى صاروخ واحد سقط في منطقة خلاء.
أود هنا ايضاً في هذا المقام أن أعبر عن الشكر العميق للدول الشقيقة والصديقة على كل ما أبدوه من تضامن مع دولة قطر ورفضهم لهذا الاعتداء، وخصوصاً الأشقاء في دول مجلس التعاون الذين هرعوا بشكل سريع أيضا لدعم دولة قطر والوقوف معها. واليوم بناءً على طلب دولة الرئاسة دولة الكويت، سيتم عقد اجتماع للمجلس الوزاري استثنائي طارئ في الدوحة إن شاء الله، وسأستقبل الزملاء وزراء خارجية مجلس التعاون لبحث هذا التطور الخطير على منطقتنا. ولا يفوتني في هذا المقام ايضاً أن أشير على عدة نقاط: أولاً يجب أن ننظر دائماً للأحداث التي تمر بنا في المنطقة بمسؤولية وبعين الحكمة، بعد ما شهدناه من اعتداءات سافرة إسرائيلية على دول كثيرة في المنطقة ومنها الجمهورية الإسلامية الإيرانية رغم الاعتداء علينا، هذا دليل واضح أن مثل هذه التصرفات العشوائية وغير المسؤولة لا تولد إلا عدم استقرار في المنطقة وكانت قد تقود المنطقة إلى وضع أصعب من ذلك.
بعد ما تلقينا ضربة كان هناك لدينا في القوات المسلحة وبتوجيهات القائد العام سمو الأمير، دراسة للسيناريوهات التي يتم الرد فيها على مثل هذا الهجوم ولكن دولة قطر دائماً تؤثر الدبلوماسية والحكمة وتنظر للمصلحة العامة للمنطقة قبل كل شيء.
الرسالة التي نحاول نرسلها هنا أولاً أن دولة قطر الحمدلله بالقدرات المتوفرة لدينا وبقوة القوات المسلحة، استطاعت أن تثبت للجميع أن دولة قطر تستطيع الدفاع عن نفسها تستطيع الدفاع عن مواطنيها ومقيمينها والكل هنا شعب واحد وقف وقفة واحدة.
بعد هذه الهجمة حدثت بعض الاتصالات المتسارعة مع سمو الأمير، كان هناك اتصال مع الرئيس الأمريكي، وكان هناك حديث مطول حول هذه الأحداث وتداعياته وطريقة التعامل مع هذا الحدث وكان هناك أيضا فرصة لإعلان وقف إطلاق النار الكامل على كافة الجبهات، وطلبوا الأصدقاء في الولايات المتحدة أن تقوم دولة قطر بالتواصل مع الطرف الإيراني لمعرفة مدى استعدادهم لذلك وقمنا بالاتصالات اللازمة والتي أسفرت عن الإعلان الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي. ونرحب بهذا الإعلان ورغم التجاوزات التي رأيناها اليوم لوقف إطلاق النار نتمنى أن يستمر هذا الوقف وأن تعود المسألة لمسارها الدبلوماسي ونحث الأطراف للالتزام بما تم الاتفاق عليه. كما نحث الجانب الأمريكي والجانب الإيراني للعودة فوراً إلى طاولة المفاوضات بخصوص المحادثات النووية واستئناف هذه المحادثات للوصول إلى حل دبلوماسي، الذي طالما دولة قطر سعت للوصول إليه. نريد منطقة آمنة تخلوا من أي أسلحة نووية ونريد أن يكون ذلك باتفاق يضمن أمن الجميع ويضمن مصالح الجميع ويضمن مصالح إيران التي في النهاية هي دولة جارة لنا.
كان هناك اتصال بين سمو الأمير تم قبل قليل، استقبل اتصال من الرئيس الإيراني، والرئيس الإيراني عبر عن اسفه، أن الهدف كان في دولة قطر ووضحنا له بشكل واضح أن دولة قطر في النهاية هي دولة جارة واعتمدت في علاقتها دائماً على حسن الجوار مع إيران ولم تتوقع مثل هذا العمل ورغم كل المحاولات التي تسعى لتأجيج هذا الوضع، دولة قطر دائماً ستتعامل مع الأمور بحكمة ولكن ما حدث من مس سيادة لدولة قطر أمر غير مقبول وسيتم اتخاذ كافة الإجراءات الدبلوماسية والقانونية لذلك، ونرجو أن يتم احتواء الموضوع في أسرع وقت ممكن وأن يكون هذا الفصل خلفنا.
يجب ألا ننسى في هذا المقام أن كل ما يحدث في المنطقة هو توسع لرقعة الصراع الذي يحدث في غزة والعدوان الغاشم الذي يحدث على اشقاءنا في غزة واثاره. ودولة قطر كانت تسعى من اليوم الأول لتجنب توسع هذا الصراع، ووقف القصف على إخواننا الفلسطينيين الأبرياء وسيستمر المسعى القطري بالشراكة مع جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة للوصول لوقف إطلاق النار في غزة في أسرع وقت ممكن ونحن في مباحثات مستمرة لم تنقطع حتى في ظل الضروف الصعبة التي كانت تمر فيها المنطقة، هدفنا أن نصل إلى وقف الحرب ووقف الظلم ورفع الظلم عن اخواننا في غزة. ونعتقد انه آن الأوان الآن للعالم ان يقف وقفة واحدة لايقاف التصرفات الإسرائيلية غير المسؤولة في المنطقة عند حدها، وأن يتم وقف هذا العدوان على إخواننا في غزة ويتم وقف استخدام المساعدات الانسانية كأداة للابتزاز السياسي للأسف.
أود أن أشكر الجميع هنا وأود ان أتقدم بالشكر لدولة الرئيس على زيارته لنا في هذا الوقت الحساس، نحن مقديرن جداً الظروف التي يمر فيها لبنان الشقيق ونتمنى لهم ان شاء الله كل الخير في المستقبل.
شكراً دولة الرئيس.