المؤتمر الصحفي المشترك لمعالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وسعادة وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية


 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

في البداية يسعدني أن أرحب بصديقي معالي الوزير أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، لقائنا اليوم يأتي استكمالا لسلسلة من المباحثات والمناقشات الهامة التي جرت في الثمان أشهر الماضية حيال الحرب في قطاع غزة وسبل إنهائها، وأيضا سبل منع توسع دائرة العنف والصراع في المنطقة.

 

وكما تعلمون، في إطار هذه المناقشات ناقشنا الرد الذي تسلمناه يوم أمس من حركة حماس والفصائل الفلسطينية حول المقترح الأخير بشأن صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، حيث نقوم حاليا بدراسة الرد والتنسيق مع الأطراف المعنية حيال الخطوات القادمة، ونؤكد بطبيعة الحال بأن دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة ملتزمين في شراكتنا لإيجاد إنهاء لهذه الحرب وصفقة لتبادل الأسرى والرهائن.

 

وفي هذا الإطار أيضا نقدر الجهود الحثيثة التي بذلها فخامة الرئيس بايدن في سبيل توحيد الرؤى والتوصل إلى هذا المقترح بصيغة تقرب قدر الإمكان بين وجهات نظر الأطراف.

 

وكما ذكرنا في عدة محطات سابقة مثل هذا الاتفاق يأخذ الطرفين أن يقدموا تنازلات إلى حين الوصول إلى تسوية مناسبة والوصول إلى اتفاق.

 

نحن في دولة قطر مع شركائنا ملتزمون بجسر الهوة ومحاولة حل هذه الفروقات لأفضل وسيلة لإنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن.

 

ونوجه رسالة للجميع أن كل يوم نخسره في هذا المجهود هو خسارة للأرواح ولأرواح المدنيين والأبرياء.

 

خلال الأشهر الثمانية الماضية للأسف نرى الكارثة تزداد يوما عن يوم ونرى مزيد من الضحايا خصوصا بين المدنيين سواء كانوا الأطفال والنساء في قطاع غزة.

 

ولا شك ان يجب علينا أن نقف بموقف واضح نطالب بإنهاء هذه الحرب ما يقارب 37 ألف شهيد حتى الأن وأربعة وثمانين ألف جريح، ناهيكم عن استمرار سياسة العقاب الجماعي والتجويع الذي يتم استخدامها تجاه الأشقاء في غزة.

 

نحن نشهد أيضا تحول في هذا الصراع في الفترة الماضية، وهناك دعوة واضحة وحازمة لإنهاء هذه الحرب.

 

في هذا السياق رأينا قرار مجلس الأمن الذي قدمته الولايات المتحدة بشأن الوقف الفوري لإطلاق النار وصفقة لتبادل الرهائن والأسرى والعودة إلى المفاوضات السياسية لإيجاد حلول مستدامة، ونحن في دولة قطر نرحب وندعم هذا القرار.

 

 خلال الفترة الماضية عقدت العديد من اللقاءات والمؤتمرات الإقليمية والدولية شاركنا فيها في دولة قطر لتوحيد الرؤى والتوصل لحل مستدام للقضية الفلسطينية، وكان أيضا هناك زيارات وجولات في إطار اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية والإسلامية بشأن التطورات من ضمنها لقاءات وزراء خارجية وممثلي الدول الأوروبية والمشاركة في مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي.

 

وأيضا يوم أمس شاركنا في مؤتمر دعوة إلى العمل: الاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة، بدعوة كريمة من جلالة الملك عبدالله ملك المملكة الأردنية الهاشمية، وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية والأمين العام للأمم المتحدة، والذي دعا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة في سبيل إنهاء هذا الصراع وإنهاء العملية المستمرة في غزة واحترام القانون الدولي.

 

وفي هذا السياق أيضا نرحب باستئناف المساعدات الجوية الأمريكية في قطاع غزة، والذي يأتي بعد فترة بتعليق شحنات المساعدات بسبب العمليات في المنطقة.

 

كما نشيد بإعلانكم معالي الوزير على حزمة المساعدات الإنسانية الإضافية لقطاع غزة. كما تستمر دولة قطر في جهودها لإرسال المساعدات الإنسانية بشكل مستمر إلى أشقائنا في القطاع.

 

معاليكم لا يخفى عليكم، نحن مقبلون ونحن نعيش حاليا فترة حساسة جدا نرى ان التوصل الى اتفاق فيها، هي مسألة مهمة جدا، وهذا الاتفاق يحقن دماء الأبرياء وأيضا ينقذ المنطقة من أن تكون على شفا الانهيار والانفجار، وهنا طبعا نعول على الدور الأمريكي وشركائنا في جمهورية مصر العربية وجميع الدول للضغط على كافة الأطراف للوصول الى اتفاق ينهي هذه الحرب.

 

وطبعا معاليكم كما تعلمون اننا اعتقد وصلنا الى منحنى لإيجاد حلول مستدامة وليست حلول مؤقتة. كان لدينا فرصة اليوم لمناقشة كيفية التوصل الى حلول مستدامة تعود بالأمن والاستقرار لقطاع غزة وأشقائنا أيضا في الضفة ولجميع من يعيش في هذه المنطقة.

 

نحن نرى أن الحل الدائم هو الحل العادل بإنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وفق لقرارات الشرعية الدولية على حدود سبعة وستين تعيش بسلام جنبا الى جنب مع اسرائيل، وكما تعلمون معاليكم بأن دول المنطقة منفتحة بأن يكون هناك خطة سلام واضحة وفقا لمبادرة السلام العربية وأيضا رأينا حراك في الجمعية العامة للأمم المتحدة لقبول دولة فلسطين كعضو كامل في الأمم المتحدة، ونرى أن هذه الخطوة سوف تسهم في حل الدولتين.

 

شكرا لكم معاليكم على تواجدكم اليوم في الدوحة ونثمن تعاوننا وشراكتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الصديقة في هذه الأزمة وفي العديد من الملفات المشتركة بين البلدين.

 

 

شكراً معاليكم