سفير قطر لدى الصين: العلاقة بين الدوحة وبكين استراتيجية ونتفهم موقف الصين المحايد من الأزمة الخليجية

بكين – المكتب الإعلامي - 07 مايو
وصف سعادة السيد سلطان بن سالمين المنصوري سفير دولة قطر لدى جمهورية الصين الشعبية العلاقات بين البلدين بأنها استراتيجية وممتازة وفي أفضل حالاتها الآن وتشهد نموا وتطورا مطردا في شتى مجالاتها .
وأشار سعادته في هذا السياق في حديث خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ إلى الزيارة الناجحة التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى جمهورية الصين الشعبية عام 2014 والتي شهدت تأسيس العلاقة الاستراتيجية بين الدوحة وبكين .
ونوه بأن الزيارة التاريخية لسمو الأمير المفدى إلى الصين والتي ارتقت بعلاقات البلدين الصديقين إلى شراكة استراتيجية، تمخضت عنها عدة اتفاقيات في مجالات الاستثمار والرياضة والثقافة وغيرها، ليستمر التنسيق بين القيادتين في كافة القضايا محل الاهتمام المشترك .
ولفت سعادة السفير المنصوري إلى أن دولة قطر من أوائل الدول التي دعمت مبادرة "الحزام والطريق "التي أطلقها فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013 ، وأنه قد جرى التوقيع خلال زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى للصين عام 2014 على اتفاقية تعاون في هذا المجال، في حين دخل البلدان في تأسيس آليات تنفيذ المبادرة المذكورة ومن ذلك مجالات الاستثمار والبنية التحتية، مؤكدا أن قطر تدعم كل الآليات الخاصة بتنفيذ هذه المبادرة .
وشدد سعادة السفير المنصوري على أن العلاقات بين الدوحة وبكين تشهد باستمرار تطورا لافتا في شتى الميادين، ما يعزز الثقة المتوفرة بين البلدين، سيما وأن كلا منهما مهم للآخر ويضطلع بدور مهم على الساحات الدولية والإقليمية .
وأوضح في سياق متصل أن البلدين ممثلين في وزارتي داخليتيهما وقعا العام الماضي على اتفاقية أمنية تتعلق بالتنسيق الأمني المباشر بينهما في مجالات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والجريمة الإلكترونية، لافتا إلى أن قطر هي أول دولة توقع مثل هذه الاتفاقية مع جمهورية الصين الشعبية.
كما افتتحت قطر العام الماضي مكتبا تمثيليا للسياحة في الصين، وأعفت الرعايا الصينيين من التأشيرة المسبقة لتسهيل الزيارات السياحية لأكبر عدد منهم للبلاد، موضحا أن البلدين اتفقا على التوقيع لاتفاقية تقضي بالإعفاء الكلي لمواطني الجانبين من التأشيرة عند الزيارات المتبادلة، مشيرا إلى أنه من المتوقع الانتهاء من الأمور الإجرائية المتعلقة بهذا الموضوع خلال شهر يوليو القادم .
وأوضح سعادة السفير سلطان بن سالمين المنصوري أن ما يميز كذلك قوة الروابط الاقتصادية بين دولة قطر وجمهورية الصين الشعبية هو أن الصين تستورد 40 بالمائة من حاجتها الكلية من الغاز المسال من قطر ، ما يعني أن قطر هي المورد الأول للغاز للصين، وأنها من منطلق الأهمية القصوى لهذا النوع من الطاقة في التنمية ، تشارك في تنمية الصين التي تحتاج للطاقة النظيفة في مشاريعها التنموية.
ومضى سعادة السفير المنصوري إلى القول إن جهود البلدين مستمرة كذلك لتعزيز التعاون والتبادل الاقتصادي والتجاري بينهما ، وقال إن حجم التبادل التجاري بلغ العام الماضي بين الدوحة وبكين 8 مليارات دولار .
وحول موقف جمهورية الصين الشعبية من الأزمة الخليجية قال سعادته إن موقف الصين من الأزمة واضح ومحايد وأن سياستها تتمثل في عدم التدخل في شئون الدول الأخرى ، وضرورة حل الصراعات بالحوار وعبر الوسائل السلمية.
واستطرد قائلا في هذا السياق "كنا على تواصل مع الجانب الصيني منذ بداية الأزمة وأطلعناهم على ما حدث وأسباب الأزمة ، نظرا لأننا شركاء وأصدقاء" .
وتابع "هم متفهمون ، لكن يدعون جميع الأطراف للحوار لحل الأزمة وعدم التدخل في شئون الغير، كما أنهم ضد مبدأ الحصار الذي تتضرر منه الشعوب" .
وأضاف سعادة السفير المنصوري قائلا إننا نرى أن هذا الموقف محايد ونتفهمه ، لكنه إيجابي تجاه قطر، لافتا إلى أن لدى الصين علاقات مع كل أطراف الأزمة الخليجية .
ونوه بأن العام الجاري يصادف مرور 30 عاما على تأسيس العلاقات بين دولة قطر وجمهورية الصين الشعبية ، معربا عن أمله في أن يكون عام خبر للطرفين وأن تنطلق علاقات الصداقة الممتدة والعميقة بينهما لآفاق أرحب في شتى المجالات .
واختتم سعادة السفير المنصوري حديثه لـ /قنا/ قائلا إن العلاقات بين دولة قطر وجمهورية الصين الشعبية ممتازة ومميزة، وأن التنسيق مستمر وفي أعلى مستوياته بين قيادتي البلدين .
وقال إن الإنجازات عديدة والطموحات أكبر لتلبية رغبة الدولتين والشعبين الصديقين لتوطيد وتوثيق العلاقات نحو مزيد من الإنجازات وتحقيق الرؤى والطموحات الكبيرة المشتركة .
يذكر أن البلدين سينظمان العديد من الفعاليات المتبادلة بمناسبة مرور 30 عاما على تأسيس علاقتهما في عام 1988، وأنهما في هذه الذكرى التاريخية سيؤكدان من جديد على مدى الثقة القوية المشتركة التي تجمع بينهما لتعزيز جهودهما وتعميق التنسيق بينهما في شتى المجالات الثنائية والمواقف الإقليمية والدولية لتحقيق المصالح والمنافع المشتركة، تأسيسا على ما حققاه من إنجازات على مدى هذه المسيرة الناجحة المفعمة بالطموح والمتسلحة بإرادة العمل والإنجاز .
يشار إلى الوفد الصحفي القطري الذي يزور الصين حاليا والمتواجد الآن في مدينة شنعهاي قد زار أمس واليوم العديد من المعالم والمؤسسات والمراكز التجارية والمالية والصناعية والثقافية والتراثية، ووقف على مظاهر التطور والتقدم العلمي والتقني بهذه المدينة والصين عموما. كما زار الوفد مؤسسة صناعة الطائرات التجارية في الصين ومنطقة التجارة الحرة في شنعهاي وميناء يانغشان أكبر الموانئ في العالم من حيث السعة والتصدير والاستيراد والذي افتتح العام الماضي بعد مرور 15 عاما على بدابة العمل فيه .