السفير الكواري يؤكد أن الدبلوماسية الاقتصادية ركيزة لسياسة قطر الخارجية

news image
واشنطن/المكتب الإعلامي/ 28 فبراير 2016/ أكد سعادة السيد محمد جهام الكواري، سفير دولة قطر لدى الولايات المتحدة الأمريكية، أن دولة قطر تعتبر الدبلوماسية الاقتصادية ركيزة لسياستها الخارجية وتوليها مكانة مركزية فيها، باعتبار أن الدبلوماسية عموماً باتت حاجة ضرورية في هذا الزمن المضطرب الذي نعيشه، ومن هذا المنطلق كرست قطر سياستها طيلة العقود الثلاث الماضية، للتفاعل مع هذه الصيغة المميزة من الدبلوماسية على الصعيدين الإقليمي والدولي. وقال السفير الكواري في محاضرة ألقاها في كلية روبرت سميث لإدارة الأعمال في جامعة كوليدج بارك بولاية ميريلاند الأمريكية، إن الدبلوماسية الاقتصادية التي تعتمدها دولة قطر لا تسعى فقط إلى الربح، وإنما تطمح إلى ما هو أبعد، بحيث تلعب دور جسر التواصل بين الأمم والشعوب لبناء الصداقات التي تتعدى السياسة ورمالها المتحركة. وفي هذا السياق أشار السفير الكواري إلى ما سبق وقاله المثقف والدبلوماسي البريطاني نيكولاس باينز عن هذه الدبلوماسية بأنها الطريقة التي من خلالها تمارس الدول علاقاتها الاقتصادية الخارجية وتتخذ قراراتها المحلية وتتفاوض مع الأطراف الدولية وتتعرف على كيفية تفاعل هذه العمليات . وأضاف الكواري أنه من منظور دولة قطر تعمل هذه الدبلوماسية الاقتصادية في اتجاهين هما تسخير العوامل الاقتصادية لتعزيز السياسة الخارجية وتوظيف السياسة الخارجية لدعم العلاقات الاقتصادية، مؤكدا أنه لكي تعطي هذه الدبلوماسية ثمارها لا بد من أن تجمع بين المصالح الوطنية وبين المصالح الإقليمية والدولية. وذكر سعادته أن رؤية قطر الوطنية لعام 2030 اعتمدت في تخطيطها الطويل المدى على إعادة تموضع أسس الاقتصاد الوطني، بحيث يتحول من الاعتماد على النفط إلى اقتصاد قائم على المعرفة بغية تهيئة البلاد لبلوغ أهدافها في تحقيق التقدم الاجتماعي والإنساني وبناء اقتصاد قائم على التنوع. ولفت إلى أنه قد جرت ترجمة هذه الرؤية على الساحة الأمريكية، من خلال الرغبة في تعزيز الشراكة الاقتصادية، ففي العام الماضي على سبيل المثال، افتتحت هيئة قطر للاستثمار مكتباً لها في نيويورك بهدف استثمار أكثر من 35 مليار دولار في عدد من المدن الأمريكية، خلال السنوات الخمس القادمة. وأكد أن الدبلوماسية الاقتصادية تلعب دور جسر التواصل بين الأمم والشعوب لبناء الصداقات التي تتعدّى السياسة، مشيرا إلى أنه في العام الماضي تم الاحتفال بالذكرى العاشرة لإنشاء صندوق قطر الخاص بإعصار كاترينا والذي ساهم بأكثر من مئة مليون دولار لإعادة بناء مشاريع في مدينة نيو أورلينز الأميركية والمدن المجاورة التي تضررت بالإعصار باعتبارها مبادرة مثلت ذروة الصداقة الرائعة بين البلدين. وأوضح الكواري أن دبلوماسية قطر الاقتصادية كانت حجر الزاوية في سياسة قطر بالمنطقة، موضحا أنه في مطلع هذا الشهر تعهدت قطر، في مؤتمر لندن الخاص بسوريا، بمبلغ مئة مليون دولار إضافة إلى 1,6 مليار دولار سبق وقدمتها كمساهمة تضامنية للتخفيف من مأساة اللاجئين السوريين، مشددا على أهمية تضافر الجهود من أجل بناء التكامل الاقتصادي في المنطقة، عبر تعزيز فرص الاستثمار والعمل على تحديث الاقتصاد. وذكر أن قطر تؤمن بقدرة الجيل الشاب على إعادة تشكيل المجتمعات مؤكدا على أن هذه القدرة لن تتحقق إلا بتوفير ركيزتي التعليم والتنمية، فالأولى أدركت قطر وبسرعة أهمية تحقيقها، حيث تحولت العاصمة الدوحة إلى محور تربوي يضج بالجامعات الأجنبية، أما الركيزة الثانية تتمثل في التنمية البشرية التي تقوم على إدراك طاقات الإنسان بهدف تحقيق التقدم والازدهار للشعوب، وقطر تحتضن هذا المبدأ بعين إقليمية، لأنها ترى في ازدهار المنطقة ازدهار لها ومساهمة في تقليص الخصومات والعداوات في العالم.