سعادة وزير الخارجية: العلاقات التركية الروسية كفيلة بإيجاد مخرج دبلوماسي للأزمة بينهما

الدوحة/المكتب الإعلامي/ 29 نوفمبر 2015/ أكد سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية أن تركيا وروسيا ستجدان طريقة للحل السياسي والدبلوماسي عقب حادثة إسقاط الطائرة الروسية بعد اختراقها للأجواء التركية. وقال سعادته، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم، مع سعادة السيد باولو جينتيلوني وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، إن العلاقات بين تركيا وروسيا كفيلة بأن تجعل الدولتين تتخطيان هذه الأزمة، مضيفا: "نحن على ثقة بأن القيادتين في تركيا وروسيا سوف تجدان مخرجا سياسيا ودبلوماسيا قريبا. فالعلاقات بين البلدين كانت ممتازة ومتطورة". وأكد سعادة وزير الخارجية على عمق العلاقات بين دولة قطر وإيطاليا، ووصفها بأنها "قديمة ومتنوعة"، مشيرا إلى أنه بحث مع نظيره الإيطالي جميع المسائل المتعلقة بالعلاقات الثنائية بين البلدين، لاسيما الاقتصادية والثقافية والسياسية. ولفت إلى تطابق الآراء والأفكار بين دولة قطر وإيطاليا حول ما يتعلق بالشأن السوري، ووجوب الحل السياسي وفقا لمبادئ جنيف، مضيفا أن الحديث بينه وبين سعادة الوزير الإيطالي كان معمقا حول الإرهاب وكيفية التعامل معه ومكافحته. وشدد سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية على أن الشعب السوري لديه أولويات يأتي في مقدمتها رحيل بشار الأسد وحل مشكلة الإرهاب، لافتا إلى أهمية مراعاة هذه الأولويات أثناء مناقشة الحل السياسي في سوريا، وأكد أنه إذا كانت المجتمعات المحلية هناك ستنتصر لنفسها، وليس لبشار الأسد فالحل السياسي سيكون أقرب للتنفيذ. وقال سعادته: "تعلمنا من التجارب السابقة أن المجتمعات المحلية هي القادرة على مواجهة الإرهاب وعندما كافحته انتصرت. ولكن حين غابت عن المشهد وتم تجاهلها عانت وفقدت الثقة في المجتمع الدولي". وفي الشأن الليبي، أوضح سعادة وزير الخارجية أن الأفكار والرؤى متطابقة كذلك في الملف الليبي، مؤكدا ضرورة أن تكون ليبيا موحدة، والتأكيد على دعم السيد مارتن كوبلر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وما يقوم به من دور للخروج بحل سياسي هناك. من جانبه أكد سعادة السيد باولو جينتيلوني وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي على تجذر العلاقات الثنائية والمهمة التي توحد رؤية السياستين القطرية والإيطالية في الناحيتين الاقتصادية والثقافية، مشيرا إلى العديد من المشروعات والاستثمارات التي ستتطور في المرحلة المقبلة لا سيما التي تخص رؤية قطر الوطنية والتعاون المشترك في النواحي الثقافية. وقال: "ناقشنا العلاقات الثنائية في العديد من المجالات منها التعاون بين البلدين والأزمات التي تمر بها المنطقة وخاصة سوريا وليبيا"، لافتا إلى مشاركة بلاده ستشارك في قمة فيينا وستحاول إيجاد حل لهاتين الأزمتين من أجل تفادي الحرب هناك والخروج من الطامة الكبرى التي تحيق بالمنطقة. وأشار إلى أن قطر وإيطاليا تريدان المضي قدما في حل المشكلة الليبية رغم المخاطر والمشاكل العديدة المحتملة. وشدد وزير الخارجية الإيطالي على ضرورة أن تظل ليبيا موحدة لأن تقسيمها ليس في مصلحتها وشعبها ولا مصلحة الدول المجاورة، مشيدا بالاتفاق الذي تم في الدوحة الأسبوع الماضي بين قبيلتي الطوارق والتبو. وقال "نحن الآن نريد التفاهم الكامل بين جميع القبائل هناك وأن تكون الحدود موحدة حتى يسود الاستقرار ويتسارع النمو الاقتصادي هناك"، مؤكدا ضرورة توفير المناخ الملائم لتخطي الأمور الشخصية. وأوضح أن "الليبيين هم من يستطيعون الاتفاق وحل مشاكلهم والمجتمع الدولي يأتي في دور المساعد، لأن القرار بيد الليبيين وحدهم". وأوضح وزير الخارجية الإيطالي أن وجوده في دولة قطر فرصة كبيرة لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين بشكل أوسع وكذلك التعاون سويا فيما يخص ليبيا وسوريا. وشدد على أن قطر تستطيع أن يكون لها دور فاعل على طاولة المفاوضات بأن تستضيف قوى المعارضة في سوريا للوصول إلى حل سياسي لهذه المشكلة. ونوه إلى أن قمة فيينا ستشمل العديد من الأفكار، وأن إيطاليا تقترح تخلي بشار الأسد عن السلطة أثناء الفترة الانتقالية وحتى يبدأ الانتقال. وبشأن الأزمة الراهنة بين تركيا وروسيا، أعرب سعادة وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي عن أمله ألا تؤثر هذه المشاحنات بين البلدين على مخرجات قمة فيينا، وألا يكون هناك تصعيد بين البلدين، مشيرا إلى ضرورة احترام الأراضي التركية وعدم تكرار هذا الاختراق مرة أخرى.