سفير قطر لدى واشنطن : قطر تقدر الحوار بين الثقافات باعتباره العمود الفقري للدبلوماسية الثقافية

واشنطن/المكتب الإعلامي/15 نوفمبر 2015/ أكد سعادة السيد محمد جهام الكواري، سفير دولة قطر لدى الولايات المتحدة الأمريكية ، أن دولة قطر كانت سباقة في إدراك التفاعل بين السياسة والثقافة في العالم العربي ، مشددا على أن قطر تقدر الحوار بين الثقافات باعتباره العمود الفقري للدبلوماسية الثقافية. وقال سعادة السفير الكواري، في مقال له نشر في موقع "المونيتور" الأمريكي حول "الدبلوماسية الثقافية القطرية"، "إن الدبلوماسية الثقافية وسيلة نبيلة تهدف إلى تعزيز الاحترام والتفاهم المتبادل بين الشعوب، وتسعى إلى تعزيز السلام والتناغم العالمي عبر مجالات ثقافية متنوعة، بما في ذلك الفنون، والآدب، والعلوم، والتعليم، والرياضة، كما تهدف إلى تعزيز المصالح الوطنية من خلال السبل السلمية" ، مشيرا إلى أن الدبلوماسية الثقافية هي دبلوماسية قديمة ونموذج يحتذى به في مجال العلاقات الدولية ، خصوصا أنها تستند على تبادل القيم والأفكار. وأضاف سعادته "ليس هناك وسيلة أفضل بالنسبة للدول من الاستفادة من قيمها الثقافية (الدبلوماسية الثقافية) وتوظيفها لرسم صورة أفضل لها، وبالتالي فإن الدبلوماسية الثقافية هي خير رفيق للدبلوماسيين الذين يعهد لهم بتمثيل مصالح بلادهم خارج حدودها".. وتابع "إذا كانت غاية السياسة هي تحقيق الشراكات بين الحكومات، فإن هدف الدبلوماسية الثقافية هو صنع الصداقات بين الشعوب، إذ عندما نتحدث عن السياسة فإننا نتحدث عن القادة، ولكن عندما نتحدث عن الثقافة، فإننا نقصد المجتمعات والشعوب". وأشار سعادته إلى، أنه كجزء أساسي من نموذج القوة الناعمة التي تعتمد على القدرة على الإقناع والتثقيف "فإن الدبلوماسية الثقافية لا تعتمد على فكرة صراع الحضارات، ولكن صراع الجهل". وذكر السفير الكواري "أنه من خلال هذا المنظور الثقافي تم توجيه الطاقات الدبلوماسية القطرية في هذا الاتجاه على مدار العقد الماضي"، لافتا إلى أن وزارة الثقافة والفنون والتراث القطرية بذلت جهوداً حثيثة لترجمة الأدب العالمي، ورعاية المعارض الفنية، واستضافة المهرجانات السنوية للاحتفال بالثقافات حول العالم. وأشار إلى أن مؤسسة قطر ، ومن خلال إدراكها، بأن للغات جانباً أساسياً في التبادل الثقافي، تعمل على تعزيز الثقافة واللغة العربية في الأمريكيتين.. لافتا إلى أن "صندوق قطر - كاترينا" بالولايات المتحدة ساعد في إعادة إعمار المواقع التاريخية وبناء منشآت ثقافية جديدة في ثلاث ولايات أمريكية، من بينها قرية الموسيقيين في مدينة نيو أورلينز، كما استضافت السفارة القطرية في واشنطن سلسلة من الفعاليات لتعزيز الدبلوماسية الثقافية بين أجيال الشباب، من بينها برنامج القيادة العالمي السنوي لعام 2015، برعاية مجموعة "غيف وان بروجيكت" Give1Project. وأكد سعادة السفير الكواري، أن دولة قطر لعبت دورا رائدا في تأسيس معهد العالم العربي في أوروبا، الذي بني في قلب باريس، للتعريف بالثقافة والتراث العربيّين للجمهور الفرنسي، خصوصا أن المعهد هو تتويج للدبلوماسية الثقافية العربية- الفرنسية وتعبير عن الفكرة التي تصورتها قطر لدبلوماسيتها الثقافية.. مبينا أن المعهد يغطي طيفا واسعا من المجالات الثقافية والفكرية والفنية، مثل السينما والموسيقى والعمارة والتصوير والأدب، كما أنه بمثابة جسر ثقافي بين الشرق والغرب، يعرّف الأوروبيين على المساهمات الثقافية العربية في الحضارة الإنسانية.. وقال إن معهد العالم العربي أضحى حاليا جزءا لا يتجزأ من الوسط الثقافي في باريس.