سفير قطر لدى الولايات المتحدة: 4 جامعات أمريكية عريقة تستفيد من دعم صندوق قطر ــ كاترينا

واشنطن /المكتب الإعلامي/ 6 سبتمبر 2015/ أعرب سعادة السيد محمد جهام الكواري سفير دولة قطر لدى الولايات المتحدة الأمريكية، عن فخره برؤية اسم قطر محفورا على جدران وقاعات الجامعات الأمريكية العريقة. وقال سعادة السفير ــ في مقالة رأي بصحيفة "نولا دوت كوم" في مدينة نيو أورلينز بمناسبة الذكرى العاشرة على كارثة إعصار كاترينا، بعنوان "صندوق قطـر كاترينا .. قصة صداقة" ــ إن الصندوق قدم الدعم المالي والمنح للطلاب محدودي الموارد وزود الادارات الأكاديمية بوسائل بحثية متطورة. وأشار الى أن من بين المستفيدين جامعات: تولان ، ولويزيانا ستيت ولويولا ، وكزافيير . وقال سعادته :"منذ عشرة أعوام، ضرب إعصار كاترينا ساحل خليج المكسيك بالولايات المتحدة، وألحق أضراراً جسيمة في لويزيانا، وألاباما، وميسيسبي. ونحن في قطـر، ذلك البلد العربي الصغير على سواحل الخليج العربي، على بعد أكثر من ثمانية ألف ميل، تأثرنا للغاية بما حل من دمار في هذا الجانب من العالم. ومع توارد الصور المؤلمة للدمار والنزوح أمام أعيننا، شعرنا بالحاجة الملحة للعمل والمساعدة". وأضاف: "خلال أسبوعين، أنشأنا صندوق قطـر كاترينا في مدينة نيو أورلينز وما حولها. وبمنحة بقيمة 100 مليون دولار، عملنا مع شركائنا الأمريكيين في رحلة مشتركة من البناء وإعادة الإعمار. وكانت بداية صداقة قوية. وفي زيارته لمدينة نيو أورلينز بعد ذلك بثلاث سنوات، لم يتمكن صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطـر في ذلك الوقت، من مغالبة مشاعره بالتأثر حيث قال "لقد رأينا ما مرت به المدينة"، وأضاف سموه "نحن جميعاً جيران في عالم صغير وضعيف." وذكر سعادته في المقال :"لقد كان عالماً صغيراً بالفعل. ومن خلال روح التضامن الإنساني، مد بلد عربي خليجي يده لثلاث ولايات أمريكية. أقيم ثمانية عشر مشروعاً في ولايات لويزيانا، وألاباما، وميسيسبي. وتم توزيع المساعدات المالية بين قطاعات التعليم، والإسكان، والرعاية الصحية. لقد كانت مهمة للتعافي والإحياء، مدفوعة بنداء الواجب وليس العمل الخيري. ونحن نؤمن أنه في كل مجتمع، لكل شخص الحق في الحياة والازدهار، وليس مجرد البقاء على قيد الحياة". وتابع "على صعيد التعليم، قدم صندوق قطـر كاترينا الدعم المالي والمنح للطلاب محدودي الموارد. وتم تزويد الإدارات الأكاديمية بوسائل بحثية متطورة. وكان من بين المستفيدين جامعات تولان Tulane، ولويزيانا ستيت Louisiana State، ولويولا Loyola، وكزافيير Xavier. ونحن نفتخر برؤية اسم قطـر محفوراً على جدران وقاعات تلك المؤسسات العريقة". وقال سفير دولة قطر لدى الولايات المتحدة الأمريكية "في مجال الرعاية الصحية، كثفت الجهود لبناء عيادات مجتمعية، وتوفير وحدات صحية متنقلة للمناطق النائية، وتغطية النفقات الطبية للمرضى غير المكفولين بالتأمين الصحي. كما ساهم تمويل "مارش أوف دايمز" March of Dimes في نيو أورلينز في تقديم الرعاية الطبية المباشرة للمرأة والطفل. وقد حظينا بشراكة أفراد وفرق طبية متفانية من كلية تولان للطب، ومستشفى نيو أورلينز للأطفال، ومستشفى ميموريال في مدينة جلف بورت في مسيسيبي". واشار إلى انه "تلا ذلك التركيز على مشروعات الإسكان. فقد ساعدت الأموال المقدمة لمؤسسة هابيتات فور هيومانيتي Habitat for Humanity في بناء منازل جديدة على ساحل الخليج. ووفر الدعم المقدم لمؤسسة نيبارهود Neighborhood Housing Services لخدمات الإسكان في تقديم قروض إسكان للأسر النازحة في نيو أورلينز. وتم تقديم الدعم للوكالات المحلية للمشردين. كما أنشئت وحدات سكنية جديدة في الأحياء الفقيرة، للوصول للمجتمعات الساحلية في مسيسيبي. وقد تم تعافي المواقع التاريخية وإعادة فتحها، وكذلك بناء قرية للموسيقيين في منطقة ناينث وارد "Ninth Ward. وقال "بعد مرور عشر سنوات على الكارثة، لا تزال نيو أورلينز تستعرض العزيمة والإرادة الإنسانية المبهرة. وبمساعدة الفاعلين المحليين والدوليين، فقد قامت مدينة جديدة من الأطلال". واضاف "في حين يحظى التبرع القطـري بكونه ثاني أكبر منحة دولية، فقد كانت المنحة القطـرية متواضعة مقارنة بما حدث من دمار. وقد دفعنا ذلك للتفكير في طرق مبتكرة للمساعدة. وقد اختارت قطـر توجيه مساعدتها بشكل مباشر للمؤسسات الشريكة، بدلاً من التعامل من خلال وسطاء، ليس فقط لحرصنا على وصول الأموال للجهات المستهدفة، وإنما لرغبتنا في العمل عن كثب مع الأسر والأفراد المحتاجين لها". واكد ان "استراتيجيتنا أتت جدواها على كلا الصعيدين. أولاً، أتاحت لنا فرصة الانضمام للشركاء المخلصين في لويزيانا، ومسيسيبي، وألاباما. ثانياً، فقد وضعتنا في تواصل مباشر مع المئات من قادة المجتمع، والطلاب، والمدرسين، والفنانين، وغيرهم من المواطنين المعنيين. وبعد 19 سنوات من التعاون البناء، آمل أنه يمكننا القول بثقة أننا سوياً حققنا اختلافاً في هذه المجتمعات". وركز سفير دولة قطر لدى الولايات المتحدة الأمريكية إن المساعدات الإنسانية هي جزء لا يتجزأ من ثقافتنا وقيمنا. كما أنها جسر للصداقة الدائمة. وعلى مدار العقد الماضي، تعززت العلاقات القطـرية-الأمريكية. واليوم تمتد شراكتنا الثنائية عبر قطاع واسع من المصالح الاستراتيجية، والاقتصادية، والثقافية. وقال "إننا نحتفل هذا الأسبوع مع أصدقائنا في نيو أورلينز بالذكرى العاشرة على تأسيس صندوق قطـر كاترينا. وفي حين تواصل المدينة التعافي والإعمار، لا تزال روحها قوية، وكذلك صداقتنا، وإيماننا بالتضامن الإنساني والمصير المشترك. وفي كل مرة أزور فيها المدينة، أتذكر شعب نيو أورلينز الطيب وأن الشعب القطـري أصبح جزءاً من هذا المجتمع. وأود أن أؤكد لهم أن قطـر تبادلهم الشعور الطيب."