قطر تشارك بمنتدى "حوارات المتوسط 2025" في نابولي الإيطالية

news image

نابولي – 16 أكتوبر 2025

شاركت دولة قطر، اليوم، في منتدى “حوارات المتوسط 2025” الذي يعقد في مدينة نابولي الإيطالية.

مثل دولة قطر في المنتدى، سعادة الدكتور محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي، وزير الدولة بوزارة الخارجية.

وأجرى المنتدى حوارًا خاصًا مع سعادته في إحدى الجلسات الرئيسية، تناول أولويات السياسة الخارجية لدولة قطر، إلى جانب موقف الدولة بشأن عدد من القضايا الراهنة ودور الدبلوماسية القطرية في دعم الاستقرار وبناء السلام.

وقال سعادته في مداخلة خلال المنتدى، إن الوساطة تمثل العمود الفقري للسياسة الخارجية لدولة قطر، وتنبع من قناعة راسخة بأن الحوار يجب أن يسود دائماً على الانقسام، وأن أكثر الصراعات تعقيداً يمكن حلها بحكمة وثقة ومثابرة.

وركز سعادته على أن نهج دولة قطر في الوساطة يستند إلى أربعة مبادئ أساسية: الحياد، والمصداقية، والشمولية، والمثابرة الدبلوماسية، وقال: نحن لا نفرض النتائج، بل نخلق الظروف المناسبة للحوار، ونرافق مراحل الانتقال، ونساعد في إعادة بناء المؤسسات لضمان دوام السلام.

وأوضح وزير الدولة بوزارة الخارجية أن دولة قطر تواصل قيادة تصميم إطار سلام لغزة يقوم على مراحل مترابطة تتمثل في: وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع، والحماية، والاستقرار الأمني، إلى جانب الحوكمة، وإعادة الإعمار، والرقابة تحت ضمانات إقليمية ودولية.

وأضاف سعادته أن قمة شرم الشيخ الأخيرة شكّلت محطة مهمة لتوحيد الجهود الإقليمية والدولية نحو دعم مسار السلام في غزة، مؤكداً أن دولة قطر تنظر إلى نتائج القمة باعتبارها أساساً عملياً لتعزيز التنسيق الإنساني والسياسي، وتوفير بيئة توافقية تسمح بانتقال تدريجي نحو الاستقرار المستدام، مشيراً إلى أن التنسيق بين الأطراف المعنية لا بد أن يستمر بوتيرة عالية لضمان نجاح المرحلة المقبلة.

وأكد سعادته: تبقى قناعتنا واضحة بأن التقدم الإنساني والسياسي يجب أن يسيرا جنباً إلى جنب، ومع ذلك لا يمكننا إعادة بناء البنية التحتية لغزة دون إعادة بناء الثقة

وفي الشأن السوري، قال سعادته إن هناك دلائل تشير إلى أن سوريا بدأت تتحرك في الاتجاه الصحيح، فالانتخابات البرلمانية الأخيرة تمثل خطوة مهمة نحو مشاركة سياسية أوسع، مؤكداً أن سوريا بحاجة إلى الشراكة والتشجيع من المجتمع الدولي، بما يضمن ترجمة الإصلاحات إلى واقع ملموس.

وحول لبنان، ذكر وزير الدولة بوزارة الخارجية أن دعم لبنان هو التزام باستقرار الدولة والحفاظ على وحدتها، مشيراً إلى أن دولة قطر تواصل نهج الدبلوماسية بالتعاون مع شركائها الرئيسيين لمنع أي تصعيد على الحدود، وتؤكد على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، وضمان سلامة أفراد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، لافتاً إلى أن دولة قطر على تنسيق وثيق مع دول المجموعة الخماسية.

وحول جهود دولة قطر لإحلال السلام في منطقة البحيرات العظمى، أشار سعادته إلى تيسير دولة قطر توقيع إعلان مبادئ بين حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية وتحالف نهر الكونغو/حركة ٢٣ مارس، مشيراً إلى توقيع الطرفين أيضاً أمس الأول بالدوحة على اتفاق إنشاء آلية للإشراف والتحقق من وقف إطلاق النار، بتيسير من دولة قطر، انسجاماً مع "إعلان مبادئ الدوحة" الموقع في يوليو الماضي.

وبشأن كولومبيا، لفت سعادته إلى توسط دولة قطر في عملية بناء السلام بين حكومة جمهورية كولومبيا وجيش غايتانيستا الكولومبي المعلن ذاتياً، بهدف تعزيز المصالحة وإيجاد حلول مستدامة للتحديات المزمنة التي تطرحها الجماعات المسلحة في كولومبيا، بما في ذلك نزع السلاح وبناء السلام. 

وأكد سعادته في ختام كلمته أن المبادرات الأخيرة، من وسط إفريقيا إلى أمريكا الجنوبية، تبرز هوية الدوحة كعاصمة عالمية للحوار، وإيمانها الراسخ بأن الوساطة تمثّل مسؤولية أخلاقية وأداة عملية لتحقيق الاستقرار.