مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بجنيف يعتمد بالإجماع قرارا بعقد نقاش طارئ حول الهجوم الإسرائيلي على قطر

جنيف – 15 سبتمبر 2025
اعتمد مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، اليوم، بالإجماع قراراً بعقد نقاش طارئ يوم غد الثلاثاء، حول الهجوم المسلح الذي شنته إسرائيل على دولة قطر في التاسع من سبتمبر الجاري، في إطار الدورة الستين لمجلس حقوق الإنسان بجنيف.
وأوضح سعادة المندوب الدائم لباكستان، نيابة عن الدول الأعضاء في مجموعة منظمة التعاون الإسلامي بجنيف، وسعادة المندوب الدائم للكويت، نيابة عن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بجنيف الأهداف من طلب عقد هذا النقاش الطارئ، وذلك في الرسالتين اللتين بعثا بهما إلى سعادة رئيس مجلس حقوق الإنسان.
وأوضح سعادة المندوب الدائم للجزائر، نيابة عن المجموعة العربية، في كلمة، موقف المجموعة العربية وتأكيد دعمها لدعوة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لعقد جلسة النقاش الطارئ.
وأكدت سعادة الدكتورة هند عبد الرحمن المفتاح، المندوب الدائم لدولة قطر بجنيف، خلال الجلسة، أن عقد هذا النقاش الطارئ يمثل فرصة للدول المحبة للسلام أن تظهر استنكارها لهذا التصرف الهمجي البربري والغطرسة التي عفا عليها الزمن، وفرصة لمجلس حقوق الإنسان للاضطلاع بواجبه في تعزيز الاحترام العالمي لجميع قيم ومبادئ حقوق الإنسان، كما نص على ذلك قرار الجمعية العامة 60/251 الذي أنشأه.
وأعربت سعادتها عن تطلعها لعقد هذا النقاش الطارئ لإظهار جدية مجلس حقوق الإنسان وتماسكه ووحدته في مواجهة تداعيات هذا الهجوم العسكري الغادر على حقوق الإنسان، والذي يمثل حلقة أخرى في سلسلة نمط مستمر من الانتهاكات والجرائم التي ظلت ترتكبها إسرائيل بالمنطقة في ظل عجز المجتمع الدولي عن محاسبتها.
وقالت سعادتها "لقد تعرضت بلادي، العضو الفاعل في مجلس حقوق الإنسان، والأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، لهذا الاعتداء السافر بسبب دورها كوسيط يعمل على استضافة المفاوضات، وتيسير الحوار للوصول إلى وقف إطلاق النار، وتغليب لغة التفاوض على منطق القوة الهمجي الذي لم يَجْنِ منه العالم غير جرائم الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان".
وأضافت أنه للمفارقة، بدلًا من أن تُكافَأ بلادي على هذا الدور الإنساني النبيل، تُستهدف بشكل غادر وجبان باعتداء من قبل ذات الجهة التي نتعامل معها للوصول إلى تسوية سلمية من شأنها أن تحفظ حقوق الإنسان.
وشددت سعادتها على أن هذا الاعتداء الغادر على دولة تحتضن المفاوضات والمفاوضين هو رسالة واضحة من الجهة التي نفذته بأنها لا تعترف بالحوار السلمي، ولا بالتفاوض، ولا تكترث لحياة الآخرين، ولا حتى لحياة شعبها الذي كنا نحاول جاهدين إيجاد تسوية سلمية من شأنه أن يستفيد منها.
وأشارت سعادتها إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يدفع بإسرائيل إلى عزلة دولية ويحوّلها إلى دولة مارقة، ويؤكد هجومه على دولة قطر أنه لم يكن يتفاوض بحسن نية، بل كان يعبث بأمن المنطقة واستقرارها.
وتابعت سعادتها " فلتعلم إسرائيل أنه لم تُخلق القوة العشوائية التي تفتقر إلى الشرعية والحكمة في تاريخ البشر إلا مقابر ومزيدا من الضحايا والأسرى، ولم ولن تصنع أمنا أو استقرارا في يوم من الأيام، فمن يزرع ريح العبث يحصد دوامة الخراب، والتاريخ خير شاهد على ذلك".