قطر تشارك في الاجتماع الوزاري المشترك الثامن للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون وروسيا الاتحادية

news image
سوتشي – 11 سبتمبر 2025
شاركت دولة قطر، اليوم، في الاجتماع الوزاري المشترك الثامن للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية وروسيا الاتحادية، الذي عقد بمدينة سوتشي الروسية.
ترأس وفد دولة قطر في أعمال الاجتماع، سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي، وزير الدولة للشؤون الخارجية. 
وقال سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية، في كلمة دولة قطر خلال الاجتماع، إن دولة قطر تعرضت لاعتداء غادر، يجسد صورة لإرهاب الدولة المنظم الذي يمارسه الكيان الإسرائيلي بقيادة رئيس وزرائه، في إطار سياساته الممنهجة لزعزعة الأمن والاستقرار الإقليمي مؤكدا أن دولة قطر لن تتهاون في الدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها، وباشرت بتشكيل فريق قانوني لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية للرد على هذا الهجوم.
وأضاف سعادته: نحمل حكومة الكيان الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن التوترات الاقليمية المتصاعدة، وعن العواقب الوخيمة لسياساتها التصعيدية العدائية، التي تفضي إلى تداعيات كارثية غير مسبوقة تهدد بانهيار كل مسارات الحل السلمي في المنطقة، مشيرا إلى أن قطر ستواصل مع شركائها الاستراتيجيين، العمل على تعزيز العدالة كأساس لسلام دائم، والدفاع عن الشرعية الدولية التي تحمي حقوق الشعوب في تقرير مصيرها وحماية كرامتها.
ولفت سعادته إلى أن هذا الاجتماع ينعقد في ظل استمرار حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، الذي يرمي إلى ما هو أبعد من القتل والانتقام من شعب أعزل؛ فالهدف هو تقويض القضية الفلسطينية برمتها والقضاء على فكرة قيام دولة فلسطينية مستقلة عبر تشريد الشعب الفلسطيني وتهجيره قسراً من أراضيه والاستيلاء عليها بالقوة الغاشمة.
وأكد سعادته موقف دولة قطر الثابت الداعم للشعب الفلسطيني في قضيته العادلة، وتواصل جهودها السياسية والإنسانية مع شركائها الإقليمين والدوليين من أجل التوصل لوقف فوري لإطلاق النار، وحماية المدنيين، وإنهاء الاحتلال، وتحقيق حل الدولتين الذي يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ويؤدي إلى إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وثمن موقف روسيا الاتحادية والجهود التي تبذلها لحل القضية الفلسطينية وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة.
وأوضح سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية أن دولة قطر لم تأل جهدًا في بذل جهود الوساطة لحل النزاعات بالطرق السلمية، ومن بينها جهود الوساطة بين حركة حماس وإسرائيل، وتابع : كما ذكرت سابقاً فقد تعرضت دولة قطر لهجوم إسرائيلي غادر استهدف الدوحة أثناء انعقاد جلسات المفاوضات؛ مشيرا إلى أن هذا العدوان أسفر عن إزهاق أرواح بريئة، في خرق فاضح وانتهاك صارخ لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والأعراف الدولية، وأن هذا النهج العدواني من قبل إسرائيل ساعد عليه بلا شك استمرار تقاعس المجتمع الدولي عن محاسبتها عن انتهاكاتها الممنهجة السابقة للقانون الدولي، وأضاف: لا يمكن وصف هذا العدوان إلا بأنه إرهاب دولة، يعكس غطرسةً واستهتارًا، ويهدد السلم والأمن الدوليين، ويهدر نظام الأمن الجماعي للمجتمع الدولي، ويقوض أي جهد يبذل لحل النزاعات بالطرق السلمية؛ الأمر الذي يوجب على المجتمع الدولي الاضطلاع بالتزامه القانوني والأخلاقي لردع إسرائيل ومحاسبتها على ما اقترفته من جرائم، وحملها على الانصياع لقواعد القانون الدولي؛ والقول بغير ذلك يعني أن نظام الأمن الجماعي العالمي يصبح مصطلح بلا أي مضمون.
وقال سعادته: "وفي إطار اجتماعنا اليوم، تؤكد دولة قطر التزامها الثابت ببناء جسور التعاون الدولي، كما تجسد الشراكة الاستراتيجية مع روسيا الاتحادية، والتي شهدت تطورا نوعيا في مجالات الطاقة والأمن والاقتصاد."
وتابع: إننا في دولة قطر نثمن خطة العمل المشتركة التي أقرت خلال الاجتماع الوزاري السادس للحوار الاستراتيجي في يوليو 2023، والتي حددت اهدافا طموحة للتعاون حتى عام 2028، حيث أسهمت هذه الخطة في تعزيز آفاق التنسيق المشترك بين الجانبين، وخدمة مصالح شعوب المنطقة عبر مشاريع تنموية وإنسانية ملموسة، وقال: هذا النهج المتوازن، بين الحزم في مواجهة العدوان، والإصرار على تعزيز الحلول السلمية يظهر جليا في الجهود القطرية الرامية، بالتعاون مع روسيا وأوكرانيا، لإعادة لمّ شمل 107 طفل مع أسرهم، مما يترجم رؤية قطر القائمة على أن العدالة والحوار هما السبيل الوحيد لتحقيق استقرار دائم، على عكس سياسات القوة التي تزيد المنطقة اشتعالا.  
وأعرب سعادته عن خالص الشكر لسعادة السيد سيرجي لافروف، وزير خارجية روسيا الاتحادية، على حسن الضيافة والاستقبال واستضافة الاجتماع الوزاري المشترك الثامن للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون وروسيا الاتحادية الصديقة، والذي يأتي استكمالاً لأوجه التعاون الدائم وتطوير العلاقات الاستراتيجية الراسخة بين الجانبين. كما شكر سعادته دولة الكويت الشقيقة – دولة الرئاسة الحالية لمجلس التعاون ، والأمانة العامة لمجلس التعاون على جهودهم المبذولة في التحضير لهذا الاجتماع، مؤكدا الحرص الدائم على تعزيز الحوار الاستراتيجي البنَّاء بين دول مجلس التعاون وروسيا الاتحادية الصديقة، بما يخدم مصالح شعوبنا ومستقبل دولنا.