المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية: قطر ستستمر في جهودها للتوصل لاتفاق يفضي لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة

news image
الدوحة _ 14 مايو 

قال الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، اليوم، إن دولة قطر ستستمر في جهودها من أجل التوصل لاتفاق يفضي لإيقاف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، طالما كانت هناك فرصة لتحقيق هذا الهدف.

ونوه الدكتور الأنصاري في الإحاطة الإعلامية الأسبوعية، إلى أن هذا الموقف القطري تم التأكيد عليه مرارا، وقد جدد معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية التأكيد عليه اليوم في كلمة معاليه خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع بلومبيرغ في نسخته الرابعة.

وأشار في هذا السياق إلى الجهود المكثفة لوزارة الخارجية، والزيارات التي قام بها مسؤولوها في ثلاث قارات الأسبوع الماضي، وعقدهم لقاءات مختلفة مع مسؤولي الدول التي زاروها، بدءا من منصات مثل الجامعة العربية، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، وانتهاء بالمنتديات الدولية التي شاركوا فيها، وذلك للتأكيد على أهمية إنجاح الوساطة.

وأضاف الدكتور الأنصاري قائلا:" منذ اليوم الأول لم يتوقف المفاوضون القطريون عن العمل لفتح وطرق جميع الأبواب التي يمكن من خلالها أن نحقق الوصول إلى اتفاق".. مشددا على الحاجة لتقييم مدى جدية الأطراف المعنية في الوصول لاتفاق ينهي الحرب، وأن ذلك كان المحرك الأساسي لدولة قطر لتقييم وساطتها ووضع النقاط على الحروف.

وأوضح أن الوساطة مستمرة، لكن دولة قطر لن تقبل أبدا أن تساء وساطتها أو يتم استغلالها وموقفها من أي جهة كانت ولأي أغراض سياسية أو انتخابية داخلية وغيرها، وقال إن قطر قد اختارت هذا الطريق بإخلاص، وأظهرت التزامها وستستمر في دورها كوسيط والعمل على تضييق الفجوة بين طرفي التفاوض حتى التوصل إلى السلام.

وأضاف :" الآن هناك جمود... ومن الواضح لدينا أنه لا توجد خارطة طريق نحو نهاية لهذه الحرب لدى الجانب الإسرائيلي، وأن الأهداف الموضوعة على الأرض غير واقعية، وبالتالي لا بد من أن يكون هناك اتجاه مختلف حتى نصل لنتيجة مختلفة".

ولفت المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية ردا على سؤال عن مكان عقد مفاوضات الوساطة، إلى أنها تعقد منذ بدايتها بالتتابع في دولة قطر وجمهورية مصر العربية الشقيقة، لكنه شدد على أن المهم ليس مكان عقدها، بل المهم هو الوصول لنتيجة من ورائها، مشيرا إلى أن هذه المرحلة هي مرحلة جسر الهوة بين وجهات النظر.

ومضى إلى القول بهذا الخصوص:" اليوم، وضع معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إصبعه على الجرح بكل وضوح حين قال إن المسألة واضحة.. فهناك طرف يريد نهاية لهذه الحرب عبر صفقة تؤدي إلى هدنة، وهناك طرف يريد وقفا مؤقتا للقتال ثم العودة للحرب بعد تبادل الأسرى والرهائن، وهذان موقفان لا يمكن وضعهما في سلة واحدة لأنهما متباينان بالكامل".

وتابع:" الوصول إلى حل يمكن للطرفين القبول به ليس سهلا في ظل هذا التباين، ويجب على المجتمع الدولي أن يضغط على أطراف الأزمة لأجل الوصول إلى توافق يفضي إلى تهدئة تؤدي إلى نهاية لهذه الحرب كما قال معاليه اليوم".

وأوضح الدكتور الأنصاري أنه لا بد من الوصول لحالة وسطى يكون فيها تبادل للأسرى والرهائن، كنتيجة طبيعية لنهاية الحرب، غير أنه أضاف قائلا:" تقييمنا هو أننا نتحدث عن وضع يتسم بالجمود، لكننا مستمرون في جهودنا مع أشقائنا في المنطقة ومع أصدقائنا في الولايات المتحدة الأمريكية في محاولة لتحريك المياه الراكدة في هذه الوساطة"، مؤكدا في هذا الصدد أهمية جدية والتزام الجانبين المعنيين للتوصل لحل عبر الوساطة.

وأكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية في رده على سؤال، على أن دولة قطر مستمرة في موقفها الواضح من ضرورة أن يمكن الشعب الفلسطيني من حقوقه التي أكد عليها المجتمع الدولي، والشرائع الدولية في العديد من القرارات الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن.

كما شدد على أن موقف قطر لم يتغير فيما يتعلق بحل الدولتين وأنه "يجب ألا يدفعنا اليأس إلى التنازل عن الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني الشقيق، فنحن نتحدث عن المطالبة بحق، وهذه المطالبة لا تعرف خذلانا داخل الإقليم أو خارجه، ويتعين على جميع الدول المحبة للسلام عبر العالم خاصة في المنطقة، والتي آمنت بهذا الحل منذ اليوم الأول الدفع به والعمل على وضع إسرائيل والقوى الدولية أمام مسؤوليتها التاريخية، ومسؤوليتها تجاه النظام الدولي الذي نحتكم إليه جميعا، ولا نقبل أن يكون هذا النظام أداة يستخدم متى ما ناسب ذلك بعض القوى، ويتم إهمال القانون الدولي متى ما كان ذلك لا يناسب تلك القوى".

ونبه المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية إلى ضرورة عدم التعامل مع الحالة الفلسطينية بالتقسيم الجغرافي الذي يريده الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني واحد في الضفة الغربية وفي قطاع غزة، كما أن المعاناة واحدة لكليهما.

وأدان الدكتور الأنصاري في رده على سؤال آخر، الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وقال إن الأشقاء الفلسطينيين في القطاع لم تصلهم أي مساعدات منذ 9 مايو الجاري، ما يدل على الإمعان في تكريس الكارثة الإنسانية في القطاع.

ونوه إلى أن ما جرى من اعتداء على شاحنات المساعدات الأردنية الداخلة لقطاع غزة وإفراغها من حمولتها وحرق محتوياتها، أمر لا يمكن للمجتمع الدولي السكوت عليه، وهو يدل على أن إسرائيل تضرب عرض الحائط بالقانون الدولي لحقوق الإنسان.

كما أدان الدكتور الأنصاري في سياق متصل اعتداءات المستوطنين المستمرة على أراضي ومزارع الفلسطينيين وممتلكاتهم واقتحاماتهم المستمرة للمسجد الأقصى المبارك والاعتداء عليه، ما يعتبر اعتداء على مليار ونصف مليار مسلم، واعتداء على الإنسانية، مؤكدا أنها كلها تدل على عدم جدية الطرف الإسرائيلي في الوصول إلى سلام، لا سيما في هذا الوقت الذي تنخرط فيه الأطراف في وساطة لإنهاء الحرب "ونحن ندين كل ذلك بأشد العبارات"، داعيا الدول العربية جميعها إلى فعل المزيد لحماية الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة والضفة الغربية.

وقال إن الجهود العربية مستمرة في هذا السياق سواء من خلال منصة جامعة الدول العربية أو منظمة التعاون الإسلامي أو عبر المجموعات العربية والإسلامية في الأمم المتحدة، مبينا أن الخيارات محدودة ، لكن جميع الدول العربية ومنها دولة قطر تحاول استخدام جميع الأدوات والقنوات لزيادة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء حالة العنف هذه.

ونوه المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية إلى أن الاتصالات مستمرة بهذا الخصوص بين جميع أطراف غرفة العمليات والولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية مصر العربية الشقيقة وبقية الأطراف بالمنطقة وعلى مستوى أوسع يشمل الدول العربية والإسلامية، والأصدقاء في المجتمع الدولي بشكل عام.

وكان الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية قد استهل الإحاطة الإعلامية الأسبوعية بالإشارة إلى تفضل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله ورعاه" اليوم بافتتاح منتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع بلومبيرغ في نسخته الرابعة تحت شعار "عالم متغير - اجتياز المجهول".

كما تطرق للكلمة التي ألقاها معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والجلسة الحوارية مع معاليه في افتتاح المنتدى.

ونوه إلى أن معاليه تناول التحديات والأزمات التي تواجه عالم اليوم وأثرها على المجتمع الدولي، خاصة فيما يتعلق بالتجارة الدولية، وذلك في إشارة واضحة لما يجري في قطاع غزة وتأثيره على الوضع الإقليمي بشكل عام وليس فقط على الأراضي الفلسطينية، مع التأكيد على أن هذه الفظاعات التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني يجب أن تتوقف.

وقال الدكتور الأنصاري إن معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أشاد أيضا بالأداء الاقتصادي الإيجابي لدولة قطر، وإن قطر تسير نحو التحول الرقمي من خلال الاستثمار في مجالات التكنولوجيا والابتكار والذكاء الاصطناعي، بجانب إطلاق معاليه لمشروع الذكاء الاصطناعي العربي " فنار" الذي يعتمد بشكل أساسي على جمع البيانات عالية الجودة باللغة العربية، وقال إن المشروع في إطار هذه النماذج اللغوية المهمة يمثل نقلة مهمة في إدماج هذه النماذج بالثقافة العربية وعالم المعلومات العربي الأمر الذي سيكون له أثر كبير في الحفاظ على الهوية العربية والثقافة العربية في ظل عالم اليوم المتغير.

كما استعرض الدكتور الأنصاري الاتصالات التي أجراها معاليه مع عدد من المسؤولين ومنهم سعادة السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، وزيارات وأنشطة مسؤولي الوزارة ومشاركاتهم الخارجية المهمة، وهم سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية، وسعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية، وسعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية، ومشاركاتهم الخارجية، فضلا عن زيارات رؤساء ومسؤولي الدول الأخرى لدولة قطر، بجانب استعراض وبالتفصيل المساعدات الإنسانية والإغاثية التي قدمتها قطر مؤخرا لكل من قطاع غزة وأفغانستان في إطار تضامنها مع الأشقاء.