رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: الكارثة الإنسانية في غزة لا تزال تتفاقم في ظل عجز المجتمع الدولي عن وقف النزيف وكبح العدوان

news image

الدوحة - 19 نوفمبر 

أكد معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن الكارثة الإنسانية والأخلاقية والقانونية في قطاع غزة لا تزال تتفاقم بعد مرور نحو شهر ونصف على اندلاع العدوان الإسرائيلي على القطاع، في ظل عجز المجتمع الدولي عن وقف النزيف وكبح العدوان.

وقال معاليه في مؤتمر صحفي عقده اليوم مع سعادة السيد جوزيب بوريل الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي: "إن لقاءنا اليوم تطرق إلى سبل تعزيز التعاون بين دولة قطر والاتحاد الأوروبي؛ بهدف التوصل إلى حل دائم وسلمي لهذه الأزمة بكافة أبعادها السياسية والإنسانية"، مبينا معاليه أن "على رأس أولوياتنا الوقف الفوري لإطلاق النار وكافة العمليات الانتقامية والاعتداءات العشوائية على قطاع غزة، وإنهاء إجراءات الإبادة الجماعية والتجويع والتهجير القسري، ورفع الحصار الظالم المفروض على القطاع منذ سنوات طويلة، في مخالفة صارخة للقانون الدولي والقوانين والأعراف الإنسانية".

وأضاف معاليه: "هذا الوضع المأساوي، بكل ما تحمله الكلمة من معاني القسوة والفظاعة والبشاعة، قتلى وجرحى بالآلاف ونزوح جماعي قهري لمئات الآلاف، فضلا عن حرمان مليونين ونصف المليون فلسطيني من الماء والغذاء والوقود والكهرباء والدواء، يأتي في ظل ما يشهده عالمنا اليوم من المجاهرة والمفاخرة لجيش الاحتلال بتدمير المستشفيات وإجبار المرضى والجرحى والأطباء والنازحين على الخروج تحت تهديد السلاح، وتبرير ذلك بادعاءات غير مثبتة".

وقال معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية "إننا شهدنا خلال الأيام الماضية عمليات استهداف لكافة مستشفيات القطاع، كما رأينا، على مشهد ومسمع العالم أجمع، المسرحيات الهزلية التي كان يقوم بها جيش الاحتلال في هذه المستشفيات، مدعيا أنها أماكن لقيادة حركة حماس".

وأكد معاليه أن ما حدث في مجمع الشفاء الطبي، أكبر مجمع في قطاع غزة، من إخلاء قسري لمئات المرضى وعشرات الأطفال من حديثي والولادة والطواقم الطبية من آلاف النازحين، يعتبر جريمة "لم نسمع صوتا للمجتمع الدولي لإدانتها، فضلا عن استمرار المجازر بحق المدنيين، والتي كان آخرها المجزرة التي تمت يوم أمس في مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة الأمم المتحدة، حيث رأينا أنه لم يكن هناك احترام للقوانين والأعراف الدولية".

ودعا معاليه إلى أن تكون هناك وقفة للمجتمع الدولي للتعامل مع هذه المسألة وفق القوانين والأعراف الدولية، مبينا أنه "ما زلنا نرى ازدواجية في المعايير لدى كثير من الدول حيال ما يحدث لأشقائنا في قطاع غزة"، مطالبا المجتمع الدولي بالالتزام بما قام عليه من أسس في احترام القانون الدولي والمواثيق والمعاهدات الدولية، واحترام المدنيين وحمايتهم في غزة، كما هو الحال للمدنيين في أي مكان آخر في العالم.

وثمن معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، خلال المؤتمر الصحفي، دعوة سعادة الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للهدن الإنسانية، مطالبا إسرائيل بالامتثال لقرار مجلس الأمن وتنفيذ ما جاء فيه من فتح للممرات الإنسانية ووقف الحرب.

ولفت معاليه إلى استمرار القصف الإسرائيلي على كل المرافق المدنية بقطاع غزة، ولم تكن هناك حرمة للمستشفيات والمدارس، مؤكدا أن استهداف مبنى لجنة إعادة الإعمار التابع لدولة قطر يعد صورة أخرى لعدم الاهتمام بمثل هذه المؤسسات، التي يكمن هدفها في تقديم الدعم الإنساني للأشقاء في القطاع، فضلا عن التذرع بحجج واهية تجاه تدمير مثل هذه المرافق.

وأكد معاليه أن دولة قطر طالبت عدة مرات بتشكيل لجان تحقيق دولية للنظر بالادعاءات الإسرائيلية، حيال استخدام المدارس والمستشفيات لأسباب عسكرية، إلا أنه لم نر أي تحرك بهذا الاتجاه، داعيا في هذا السياق إلى ضرورة تشكيل لجنة دولية للتحقيق بالجرائم التي ترتكب بحق المدنيين في قطاع غزة.

وقال معاليه: "إن مبنى لجنة إعادة الإعمار القطري مهم بالنسبة لنا، ويمثل جهود الدولة في قطاع غزة، ولكنه ليس أهم من المستشفيات والمدارس والملاجئ التي تدمر بشكل يومي وهي تؤوي عشرات الآلاف من أشقائنا في القطاع".

?وأعرب معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية عن ثقته بأن اتفاقا بشأن صفقة التبادل بين إسرائيل وحماس بات قريبا، لافتا إلى أن هناك تحديات بسيطة ضمن المفاوضات، وهي لوجستية وعملية وليست جوهرية، ويمكن تذليلها.

وشدد معاليه على ضرورة وقف الحرب وفتح ممرات إنسانية لإدخال المساعدات، مشيرا إلى أن الناس في قطاع غزة يعانون من الجوع، وليس ليهم مياه نظيفة أو كهرباء، فضلا عن عدم وجود وقود في المستشفيات.

من جانبه، ثمن سعادة السيد جوزيب بوريل الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، الجهود التي تبذلها دولة قطر إقليميا ودوليا في هذه الأزمة، مبينا أن هذا اللقاء يأتي في إطار مناقشة الوضع الإقليمي المتردي، وضرورة وقف معاناة المدنيين الأبرياء في قطاع غزة، الذي يتركز الألم والمعاناة فيه حاليا.

وأكد سعادته، خلال المؤتمر الصحفي، الحاجة لبذل المزيد من الجهود المشتركة الإضافية من أجل تذليل التحديات التي تعترض التوصل إلى حل بين الجانبين، مثمنا في هذا الإطار الدور البناء الذي تلعبه دولة قطر، كدولة مؤثرة إقليميا من أجل دعم السلام والاستقرار، واستطاعت أن تفرض نفسها كدولة وسيطة وأساسية في العالم وليس في الشرق الأوسط فقط، ما يؤكد اضطلاعها بدور أساسي من أجل إحلال السلام وتحرير الشعوب.

وقال سعادة الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي: إن مناقشات اليوم تركزت حول موضوع الرهائن المحتجزين لدى حماس منذ السابع من أكتوبر الماضي، حيث تضطلع قطر بدور ميسر وأساسي في جهود إطلاق سراحهم، داعيا في هذا السياق إلى إطلاق سراح "غير مشروط" للرهائن، والسماح للصليب الأحمر والهلال الأحمر بالوصول إليهم.