انعقاد منتدى التعاون بين كوريا والشرق الأوسط بالدوحة اليوم

الدوحة - إدارة الإعلام والاتصال - ٦ نوفمبر ٢٠٢٣
عقد في الدوحة، اليوم، منتدُى التعاون بين كوريا والشرق الأوسط في دورته الـ19 تحت عنوان: "كوريا والشرق الأوسط: نحو تعزيز التعاون وترسيخ الشراكة"، تحت رعاية وزارتي الخارجية بدولة قطر وجمهورية كوريا، وبالشراكة مع المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية ومجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية والجمعية الكورية العربية ومعهد جيجو للسلام ومركز ابن خلدون في جامعة قطر.
حضر المنتدى لفيف من الشخصيات السياسية والاقتصادية والأكاديمية البارزة ورفيعة المستوى من كوريا الجنوبية ودول الشرق الأوسط.
واستضافت الدوحة المنتدى للمرّة الأولى منذ إطلاقه في ظلّ تنامي العلاقات والتعاون بين جمهورية كوريا ودول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجالات مختلفة، بما فيها السياسة والدبلوماسية والثقافة.
وقال سعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي الأمين العام لوزارة الخارجية، في كلمته الافتتاحية، "نفتتح هذا المنتدى اليوم الذي تستضيفه الدوحة لأول مرّة ونحن على مشارف الاحتفال بمرور 50 عام منذ تأسيس العلاقات بين البلدين عام 1974" مشيراً إلى أن العلاقات بين دولة قطر وجمهورية كوريا شهدت تطوّراً مستمرّاً على كافة الأصعدة والمستويات وصولاً للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة.
وأضاف: أنّ هذا المنتدى ينعقد اليوم والمنطقة تمرّ بظروف سياسية وإنسانية صعبة تتمثّل في التدهور المستمرّ وتصاعد وتيرة الصراع على الأراضي الفلسطينية المحتلّة وإسرائيل، واستمرار القصف العشوائي على قطاع غزة، ومحاولات التهجير والنزوح القسري لشعبها المحاصر.
ووجه سعادته التحية والتقدير إلى الشعب الكوري والمنظمات الحقوقية في كوريا التي تنظم وقفات احتجاجية على ما تقوم به إسرائيل من إبادة مستمرّة للشعب الفلسطيني.
من جانبه، شدّد سعادة السيد بيونغ وون جونغ نائب وزير الخارجيّة للشؤون السياسية في وزارة الخارجية الكوريّة، في كلمته، على أهمية المنتدى الذي يحمل "معنى خاصّاً لأنّه ينعقد لأوّل مرة منذ خمس سنوات في الشرق الأوسط"، وسلّط الضوء على أهمية الحوار والديمقراطية في حلّ الصراعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأكد سعادة الدكتور عبد العزيز الحر، مدير المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية، في كلمته، متانة العلاقات بين كوريا وقطر ودول المنطقة كافة، وقال: إن القوة الحقيقية لعلاقتنا ليست محصورة في التكنولوجيا والبنى التحتية والغاز المسال، وإنّما في الروابط الإنسانية، والثقافية، والدبلوماسية، التي رعيناها على مرّ السنين، مشيرا إلى أن الروابط هي شريان الحياة لشراكتنا، وهو ما يغذّي التفاهم والاحترام المتبادل بيننا، وأضاف: "هذا المنتدى تجمّع للحوار والتعاون ومكان تولد فيه الأفكار وتبرم فيه الشراكات، وتتطور فيه العلاقات، لذلك، فإنّ طموحاتنا لهذا المنتدى تتجاوز كونه مجرّد لقاء، ليكون حاضناً للابتكار ومنصة لإطلاق المبادرات التي تجعلنا أكثر قرباً وأبعد نفعاً".
وشكر سعادة السيد يونغ هون كانغ، رئيس معهد جيجو للسلام، في كلمته، المسؤولين في وزارتي الخارجية بالبلدين، والمنظّمين على استضافة وتنظيم هذه الدورة، مشيراً إلى أنّ هذا المنتدى سيكون وسيلة يمكننا من خلالها تعزيز التعاون في القطاعات الرئيسية مثل الدفاع والطاقة، مع توسيع نطاق التعاون أيضاً لمواجهة التحديات الجديدة.
وشدد د. نايف بن نهار، مدير مركز ابن خلدون في جامعة قطر، على أهمية التعاون والتبادل الثقافي في تعزيز العلاقات بين كوريا والشرق الأوسط وشعوبهما، قائلاً: "هذا المنتدى مهمّ لأنّه يأتي في سياق اكتشاف الشرق لذاته واكتشاف العلاقات البينية بين دول المشرق وشعوبه بعيداً عن هيمنة المركز الأوروبي".
وبدوره، قال سعادة السيد خالد بن إبراهيم الحمر، سفير دولة قطر لدى جمهورية كوريا،: "شهدت العلاقات الثنائية تحوّلاً كبيراً في خلال العقود القليلة الماضية في مختلف مجالات التعاون، من المجالات التقليدية مثل البنية التحتية والطاقة والبناء، إلى المجالات الجديدة، مثل الصناعات والزراعة الذكية والصحة والطاقة المتجدّدة والهيدروجين للتعاون في الصناعات المستقبلية والتقنيات المتقدّمة والشراكات التكنولوجية والشركات الناشئة"، وأضاف: "على صعيد العلاقات الثنائية بين دولة قطر وجمهورية كوريا ، لا بدّ من الإشارة إلى الحدث الهام، وهو ارتقاء البلدين بالعلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية التي ستفتح آفاقاً مستقبلية أمام القطاعات المختلفة والشرِكات للاستفادة من التنوع الاقتصادي القطري والكوري".
وتألّف المنتدى من ثلاث جلسات، حملت الأولى عنوان "الآفاق المستقبلية لكوريا والشرق الأوسط"، والثانية "تعزيز الشراكات الاقتصادية في عصر التحوّل الأخضر". أمّا الثالثة، فكان عنوانها "مستقبل الروابط الإنسانية والثقافية بين كوريا والشرق الأوسط".
وشارك في كلّ جلسة متحدّثون وخبراء من كوريا والشرق الأوسط، وتخللتها مشاركات وأسئلة من الحاضرين.
وفي الختام، ألقى كلّ من سعادة السيد تشانغ مو كيم، الأمين العام للجمعية الكورية العربية والدكتور طارق يوسف، زميل أوّل ومدير مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية كلمة شكر ، أكّدا فيها على أهمية هذه اللقاءات والحوارات لمواجهة التحديات التي تتمخّض عن عدم اليقين إزاء مستقبل العولمة.