اتفاقية بين مؤسسة قطر وصندوق قطر للتنمية مع الجامعة الأمريكية في أفغانستان

واشنطن - المكتب الإعلامي - 10 أكتوبر
أعلن سعادة الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني سفير دولة قطر لدى الولايات المتحدة الأمريكية عن توقيع اتفاقية بين مؤسسة قطر وصندوق قطر للتنمية، مع الجامعة الأمريكية في أفغانستان، بهدف توفير التعليم لطلاب الجامعة في المدينة التعليمية بالدوحة.
جاء الإعلان، خلال مشاركة سعادة السفير في حفل العشاء السنوي الخامس عشر الذي أقيم في واشنطن من قبل جمعية أصدقاء الجامعة الأمريكية في أفغانستان، وشهد الحفل استضافة المرشحة الأمريكية السابقة للرئاسة الأمريكية ووزيرة الخارجية السابقة سعادة السيدة هيلاري كلينتون كضيفة شرف، فيما ترأست حفل العشاء سعادة السيدة الأمريكية الأولى السابقة لورا بوش.
وأكد سعادة السفير في كلمته على تشرف دولة قطر بتقديم المساعدة للطلاب الأفغان في هذه اللحظة المحورية، مشددا على أهمية دور الجامعة الأمريكية في أفغانستان كصرح تعليمي، موضحاً أن عدد الطلاب المسجلين في الجامعة بلغ أكثر من ألفي طالب بدوام كامل وجزئي، لافتا إلى أن النساء يشكلن ما يقرب من 45 في المائة من عدد الطلاب.
وأضاف "أن الجامعة الأمريكية في أفغانستان تحافظ على شراكات مع بعض من الجامعات المرموقة في الولايات المتحدة، بما في ذلك جامعة ستانفورد ومعهد جامعة شيكاغو بيرسون وجامعة ميريلاند، وجامعة جورج تاون، وشبكة جامعة كاليفورنيا".. مشيرا إلى أنه نتيجة للأحداث الأخيرة في أفغانستان، فإن هذه المؤسسة تواجه مستقبلا غير مؤكد، مما يتطلب الحفاظ على تعليم طلابها داخل أفغانستان وخارجها.. مشددا على أن الجامعة الأمريكية في أفغانستان لم تتوقف عن التدريس ولا تزال مكرسة لخلق الفرص لطلابها ومواصلة مهمتها، حتى مع الطبيعة المضطربة للأشهر القليلة الماضية.
وشدد سعادة السفير على عزم دولة قطر بالاستمرار كقوةً للخير من خلال دورها الفعال في تعزيز السلام وحقوق الإنسان وعالم أكثر انفتاحًا وازدهارًا وإنصافًا، وتابع "أن السلام ليس غياب الصراع، ويجب أن يرفع السلام العادل والمستدام شأن المحرومين والمهملين والمضطهدين ويمنحهم القدرة على إدارة شؤون حياتهم وسبل عيشهم، ويجب أن يوفر أملاً حقيقياً ودائماً، خاصة للشباب، لأن السلام هو قوس المستقبل، وليس لحظة من الزمن".
وأكد على أن السلام الحقيقي يتمثل أيضا في إنشاء مؤسسات حكومية وغير حكومية قوية، مثل الجامعة الأمريكية في أفغانستان، والتي تسمح للناس بأن يعيشوا حياة سعيدة وهادفة ومنتجة، وتسهم في تربية الاطفال وتعليمهم تأمين العيش في حياة كريمة وآمنة.
وأبرز سعادة السفير أنه من خلال الاتفاقية بين الجامعة الأمريكية في أفغانستان ومؤسسة قطر وصندوق قطر للتنمية، يمكن للطلاب الأفغان الآن مواصلة تعليمهم في دولة قطر، مما يمكنهم من التعلم والنمو دون وجود أي حواجز أو الشعور بالخوف.
ونوه بأن هذا التعاون الاستراتيجي شكل استجابة فورية ومنسقة للحالة الإنسانية الاستثنائية التي جعلت مستقبل تعليمهم ومستقبلهم عموما موضع شك بالنسبة للطلاب في أفغانستان، وتابع "أن دولة قطر تؤمن بأن تعليم الشباب وتوفير الفرص لهم يمثل خط الدفاع الجديد لأمننا الجماعي"، واستطرد قائلا "نحن نتشارك في الالتزام تجاه الإمكانات البشرية، والعمل على إنشاء اقتصادات مرنة قائمة على المعرفة مع التركيز على التعليم والانفتاح وإتاحة الفرص للجميع".
وقال إن الطلاب سيكونون جزءا من المجتمع التعليمي الدولي المتنوع والمرحب به في دولة قطر، ولفت إلى أنه يتخرج سنويا من ست جامعات أمريكية في المدينة التعليمية، عدد متساو من القطريين وغير القطريين، يمثلون أكثر من سبعين دولة، مبيناً أن غالبية هؤلاء الخريجين هم من النساء، مع أكثر من ثلثي من النساء منهن من خريجي العلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات.
وشدد سعادته على أن هذا الجهد التعاوني يرمي إلى توفير بيئة آمنة ودائمة لطلاب الجامعة الأمريكية في أفغانستان وهو ما يعكس إيمان دولة قطر بأن لكل شخص الحق في الحصول على تعليم جيد، وواصل حديثه "أنه لا توجد عوائق تقف في طريق التعلم، وأن كل شاب يجب أن تتاح له الفرصة للنمو والاستكشاف والابتكار وتحقيق إمكاناته".
يذكر أن الاتفاقية بين مؤسسة قطر وصندوق قطر للتنمية، وبين الجامعة الأمريكية في أفغانستان، تقوم بتأمين كافة المتطلبات التي تضمن إقامة الطلاب الأفغان في الدوحة، وتوفير الفرص أمامهم، من أجل مواصلة تعليمهم في قطر وتمكينهم من التعلم دون حواجز ودون خوف، لاسيما وأن دولة قطر تستضيف أو تأوي حاليا بعض هؤلاء الطلاب، جنبًا إلى جنب مع أعضاء هيئة التدريس والموظفين في الجامعة الأمريكية في أفغانستان، في حرم المدينة التعليمية التابعة لمؤسسة قطر.
ومن خلال هذا الدعم الحيوي من صندوق قطر للتنمية، فإن هذا التعاون الاستراتيجي يجسد استجابة سريعة من دولة قطر في التعامل مع وضع إنساني عاجل لاسيما لجهة معالجة المخاوف حول المستقبل التعليمي للطلاب في أفغانستان.
ويشكل هذا التعاون التزاما بخمسة أهداف هي: إيمان مؤسسة قطر بحق كل فرد في الحصول على تعليم جيد، وأنه لا توجد عوائق أمام طريق التعلم، وأن تتاح الفرصة لكل شاب للنمو، والاستكشاف، والابتكار، وتحقيق الإمكانات، والهدف الثاني هو إن مهمة صندوق قطر للتنمية هي توفير المساعدة للبلدان بما يتماشى مع أهداف رؤية قطر الوطنية للتعاون الدولي، ومعالجة القضايا العالمية ذات الأولوية ولاسيما في المجالات التي تشمل التعليم، والثالث جهود دولة قطر لضمان سلامة الشعب الأفغاني والمساعدة في تأمين الممر الآمن للأشخاص والمنظمات الدولية من أفغانستان، حيث جرى إجلاء مئات المدنيين الأفغان، بمن فيهم الطلاب، إلى الدوحة، ويتمثل الهدف الرابع في إن التعاون بين مؤسسة قطر، وصندوق قطر للتنمية، وبين الجامعة الأمريكية في أفغانستان لن يقتصر فقط على ضمان حق الطلاب في الحصول على تعليم جيد، ولكن أيضًا يوفر لهم الاستقرار جنبًا إلى جنب مع عائلاتهم أثناء إقامتهم في قطر، إلى جانب الهدف الخامس الذي يؤكد التزام الجامعة الأمريكية في أفغانستان بضمان استمرار تعليم الطلاب الذين سيقيمون في قطر وجميع طلابها الذين تم نقلهم مؤقتًا، وأيضا العمل على تطوير مناهج جديدة ومبتكرة لتلبية احتياجات الطلاب الأفغان والمتخصصين أينما كانوا.
الجدير بالإشارة إلى أن طلاب الجامعة الأمريكية في أفغانستان وهم جميعا في مرحلة التخرج، وسيحظون على ذات العناية والاهتمام والدعم خلال إقامتهم في المدينة التعليمية، فضلاً عن تض وفير مرافق المدينة التعليمية لهم واتاحة الفرصة لهم للمشاركة في الأنشطة والفعاليات التي يتمتع بها بقية الطلاب في جامعات مؤسسة قطر، وهو ما يعكس حقيقة اهتمام مؤسسة قطر بهم واعتبارها بأنهم أعضاء مهمون في مجتمعهم.