قطر وتركيا وروسيا تؤكد على ضرورة المحافظة على سيادة سوريا ووحدة أراضيها
الدوحة – المكتب الإعلامي - 11 مارس
أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وسعادة السيد مولود جاويش أوغلو وزير الخارجية بالجمهورية التركية الشقيقة، وسعادة السيد سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية الصديقة، على ضرورة المحافظة على سيادة سوريا ووحدة أراضيها وتخفيف الأزمة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب السوري بسبب الظروف السيئة والصعبة التي يمر بها حاليا.
وقال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني ،في مؤتمر صحفي مشترك مع سعادة السيد أوغلو وسعادة السيد لافروف عقب الاجتماع الثلاثي الذي عقدوه بالدوحة اليوم، إن الأزمة السورية تمر بظروف بالغة السوء تتسبب في تعرض الشعب السوري لمعاناة كبيرة خصوصاً في ظل تداعيات تفشي وباء /كوفيد -19/.
وأضاف أن الاجتماع الثلاثي ناقش الأوضاع الإنسانية التي يتعرض لها الشعب السوري، كما تطرق لضرورة إيجاد السبل الكفيلة بإيصال المساعدات الإنسانية له على وجه السرعة، مع تأكيد الدول الثلاث في الوقت نفسه على سيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقلالها، والتعبير عن قناعتها بالحل السياسي للأزمة السورية، ودعم هذا الحل وفق قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، إلى جانب التأكيد على أهمية مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره وضمان حقوق الإنسان والوفاء بها.
وأشار سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إلى أن الاجتماع أكد كذلك على دعم الدول الثلاث للأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى سوريا، ودعم اللجنة الدستورية، مع التأكيد على ضرورة تسهيل وزيادة المساعدات الإنسانية لجميع السوريين في جميع أنحاء البلاد دون تمييز أو تسييس من أجل تحسين الوضع الإنساني وتحقيق تقدم في عملية التسوية السياسية.
ولفت إلى أن الاجتماع شدد على ضرورة العودة الطوعية والآمنة للاجئين والنازحين وفق الآليات المتبعة لذلك، كما ناقش الاجتماع أهمية التعاون ودعم مبادرات دعم الثقة بين الأطراف السورية بما يسهم في خلق أجواء لإنجاح العملية.
كما أكد سعادته على موقف دولة قطر والتزامها بمسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية.. مبيناً أنها لم تأل جهدا منذ بداية الأزمة السورية في تقديم مساعدات فاعلة للشعب السوري الشقيق، خصوصا في ظل ظروف جائحة /كوفيد- 19/ والتي قال إنها بمثابة أزمة جديدة تضاف لما يعانيه الشعب السوري أصلا .
وتطلع سعادته الى انعقاد الاجتماعات الثلاثية بين الدول المعنية بصفة دورية عبر تنسيق مستمر، مؤكداً على أن مثل هذه اللقاءات تكتسب أهمية بالغة في مثل هذه الظروف، كما حث المبعوثين من الدول المعنية على العمل المستمر لترجمة الأهداف المبتغاة من هذا الاجتماع. معربا عن شكره لوزيري خارجية تركيا وروسيا لمشاركتهما في هذا الاجتماع الثلاثي.
وحول موقف قطر من عودة سوريا للجامعة العربية، قال سعادته، إن هناك أسبابا استدعت تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، معربا عن أمله في تقدم الحل السياسي لهذه الأزمة.
كما شدد على استمرار دولة قطر في دعم الشعب السوري والوصول لتسوية سياسية تمهد لعودة العلاقات بين البلدين.
ولفت سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ردا على سؤال خلال المؤتمر الصحفي، إلى أنه ليس من الضروري أن يكون لدولة قطر وجود عسكري على الأرض السورية، مؤكدا أن سوريا دولة عربية شقيقة ومهمة بالنسبة لدولة قطر، وشدد على موقف قطر الثابت الداعم لوحدة الأراضي السورية والداعم للحل السياسي للأزمة السورية.
ونوه سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية ، إلى أن اجتماعات ومبادرات مبعوثي الدول الثلاث فيما يعنى بالمساعدات الإنسانية ومتابعتها من قبل الاجتماعات الوزارية ستعزز التعاون بين الأطراف الثلاثة بما يصب في مصلحة الشعب السوري.
وأوضح أن الاجتماع الثلاثي قد تابع مسار العملية السياسية للأزمة السورية ودعم اللجنة الدستورية، مؤكدا على استمرار التشاور بين الدول الثلاث مع الأطراف الأخرى المعنية المهتمة بالشأن السوري.
وشدد على ضرورة استغلال جميع فرص التعاون بين قطر وتركيا وروسيا عبر هذه الصيغة الثلاثية، بجانب فرص التعاون في المجال الإنساني.. مؤكداً، سعادته، في ذات السياق دعم قطر لمسار /أستانا/ للسلام في سوريا.
كما أكد سعادته، ردا على سؤال آخر، على قوة علاقات الصداقة التي تجمع دولة قطر وجمهورية روسيا الاتحادية، مشيرا في هذا السياق إلى التعاون الثنائي بين البلدين في العديد من المجالات وبالأخص في مجال الاستثمارات ووجود استثمارات قطرية كبيرة في روسيا، مؤكداً تطلع قطر لزيادة تلك الاستثمارات، كما نوه بوجود شركات روسية تعمل في قطر أيضا.
وقال إن قطر وروسيا تتطلعان لدعم هذا التعاون بما في ذلك في المجال الثقافي.. مثمنا دعم جمهورية روسيا الكبير للتحضيرات والتجهيزات التي تقوم بها دولة قطر لاستضافة نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 ، فضلا عن دعمها لبيان قمة /العلا/ ولما يجري من تطورات إيجابية في ليبيا، وجهود ومبادرات إحلال السلام في أفغانستان والتنسيق مع دولة قطر بهذا الشأن.
كما أشار إلى وجود تنسيق وتواصل بين قطر وروسيا فيما يتعلق باجتماع موسكو المرتقب بخصوص الأزمة الأفغانية ومسار السلام في أفغانستان.. مشددا على أن العلاقة بين البلدين مبنية على الثقة، ومثمناً دعم روسيا لمسار الدوحة.
ولفت سعادته إلى أنه لا وجود لأي تنافس بين الدوحة وموسكو بشأن المفاوضات الأفغانية، مشيراً إلى أن روسيا قدمت دعوة لممثل دولة قطر لحضور اجتماع موسكو، ما يؤكد دعم روسيا للعملية التفاوضية بشأن أفغانستان والتي تحظى أيضا بدعم الجميع وعلى رأسهم روسيا.
وشدد على التفاهم المشترك بين قطر وروسيا والقائم على عدة أسس تتعلق بهذه القضية، مشيرا إلى أهمية البناء عليها، وقال إن قطر لن تدخر جهدها بذل كل ما من شأنه تحقيق السلام في افغانستان.
ونبه سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إلى الاهتمام الدولي بما يجري في قطر بخصوص مسار الأزمة الأفغانية بين مختلف أطرافها، وضرورة تسويتها وتجاوز تحدياتها بالتعاون مع الشركاء بعد أن استمرت الحرب لأكثر من 40 عاما، مشيداً في هذا الصدد بجهود كل من الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة وغيرها من الجهود والمبادرات الداعمة لمسار الدوحة.
وأعرب سعادته عن أمله في التوصل لحل سياسي سريع لهذه الأزمة وتفاهم بين الأطراف الأفغانية بهذا الشأن، معتبراً الاتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية و/طالبان/ في الدوحة خطوة أولى ومهمة على طريق حل الأزمة بين أطرافها الأفغان.
من جانبه قال سعادة السيد مولود جاويش أوغلو وزير خارجية الجمهورية التركية، إن الاجتماع الثلاثي الذي عقد بالدوحة اليوم، يؤسس لمشاورات جديدة في مسار تحقيق السلام في سوريا، معرباً عن شكره لدولة قطر على استضافة هذا الاجتماع الذي يهدف للبحث عن سبل المساهمة في الجهود الرامية للوصول لحل سياسي دائم في سوريا.
ووصف سعادته الصراع في سوريا، الذي دخل عامه العاشر، بالوضع السيئ والسلبي جدا، مشيرا إلى أن عدم تلبية المطالب المشروعة للشعب السوري كان سببا رئيسيا لهذا الصراع.
وأكد سعادته على موقف تركيا الذي يرى أنه لا يوجد حل لإنهاء الصراع في سوريا إلا من خلال عملية سياسية تقوم على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 ، مشددا على دعم بلاده لكافة الجهود الرامية للوصول إلى حل سياسي يستند على الثوابت التي حددتها الشرعية الأممية.
وفي هذا السياق، أشار سعادة وزير الخارجية التركي إلى أن تركيا وروسيا، وباعتبارهما ضامنتين لمسار /أستانا/، تسعيان للوصول لهذا الهدف، مؤكدا مواصلة التعاون مع دولة قطر من أجل تخفيف حدة الأزمة الانسانية في سوريا عبر إيجاد حل سياسي للازمة.
وأشار سعادته ،إلى أن الاجتماع راجع أعمال اللجنة الدستورية السورية، كما تطرق كذلك لوجوب الضغط على النظام السوري لتحقيق مكاسب سياسية في ظل الوضع الراهن، فضلا عن مناقشة الاوضاع الانسانية المتردية في سوريا مع التأكيد على ضرورة زيادة الجهود الخاصة بالمساعدات الانسانية لا سيما تلك المتعلقة بمواجهة تفشي وباء كورونا.
وبين سعادته، أن ملايين السوريين يعيشون الآن في تركيا.. مشيرا إلى أن معطيات وتقديرات الأمم المتحدة تبين أن هناك حوالي 13.4 مليون سوري بحاجة للمساعدة، منهم 5,9 مليون شخص بحاجة ماسة لتأمين السكن والمأوى، كما أن هناك 12.4 مليون شخص على الاقل يواجهون شبح الجوع، كما أن التقديرات تشير إلى أن هناك أكثر من 2.4 مليون طفل سوري محروم من التعليم ولا يستطيع الالتحاق بالمدرسة.
وخلال المؤتمر تطرق سعادة السيد مولود جاويش أوغلو إلى المنظمات الإرهابية مثل /داعش/ و/بي كا كا" و"ي ب د" التي تمارس أعمالا ارهابية، مبينا أن الاجتماع الثلاثي تطرق أيضا إلى محاربة هذه المنظمات والقضاء عليها.. مشددا على أن تركيا ستستمر في الدفاع عن وحدة الأراضي السورية وحماية المدنيين وستواصل قتالها ضد التنظيمات الارهابية، مشيرا إلى أن هذه الاجتماعات ستعقد بشكل منتظم حيث ستستضيف تركيا الاجتماع المقبل في حين ستستضيف روسيا الاجتماع الذي يليه، معربا عن ثقته بأن الدول الثلاث الصديقة ستعمل على تأسيس السلام الدائم في سوريا وستعمل على حفظ أمن المنطقة.
وردا على سؤال بشأن عودة سوريا لجامعة الدول العربية، بين سعادة وزير الخارجية التركي أن تركيا من جهتها لن تتكلم بالتأكيد نيابة عن الجامعة العربية، إلا أنها تهدف لتحقيق حل سياسي وإذا ما تم ايجاد مثل هذا الحل فسيكون هناك حل دائم في المنطقة، مضيفا ان "النظام السوري للأسف لازال مستمرا في استبداده وارتكاب الجرائم ويريد أن يكون الحل عسكريا وهو غير مؤمن بالحل السياسي وهو الأمر الذي لن يحقق اي تقدم في عملية السلام في سوريا ولن يحقق اي نتائج ايجابية للمنطقة".
بدوره ، أشار سعادة السيد سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية، إلى أن هذا الاجتماع الذي يعد اللقاء الأول على المستوى الوزاري جاء بعد عدة لقاءات لممثلي الدول الأطراف الذين مهدوا الأرضية لبدأ هذا الحوار حول الملف السوري.. معربا عن شكره لدولة قطر لعقد هذا الاجتماع متطلعا إلى نجاح هذه الجهود في تحقيق السلام الدائم في سوريا.
وعبر عن ارتياحه للتقارب في وجهات النظر حيال القضية السورية.. مؤكدا على حتمية التسوية السياسية بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عقد بناء على مبادرة الدول الضامنة لمسار /أستانا/.
كما أشار سعادته للرؤية الروسية المتعلقة بسوريا وتحركات اللاعبين الدوليين ضمن هذه الجهود، مشددا على ضرورة احترام وحدة اراضي سوريا واستقلالها، لافتا إلى أن الاجتماع ركز على ضرورة تقديم المساعدات الانسانية الطارئة خصوصا في ظل تفشي جائحة كورونا، إلى جانب دعم السوريين في مساعي إعادة إعمار البنية التحتية المدنية التي دمرتها الحرب.
وقال إن ما يعرقل ايجاد حل لهذه المواضيع العالقة هو العقوبات الغربية احادية الجانب التي وصفها بأنها اجراءات غير شرعية ضد السلطات السورية وضد الشعب السوري ككل، مؤكدا أن أهداف قطر وتركيا وروسيا يعكسها البيان المشترك الذي صدر عن الاجتماع، حيث يؤكد هذا البيان حرص الدول الثلاث على مواجهة الإرهاب بكل أنواعه وأشكاله والتصدي للمخططات الانفصالية التي تضر بوحدة الأراضي السورية وتهدد الأمن القومي لدول المنطقة.
وبين سعادة وزير الخارجية الروسي أن الاجتماع شدد أيضا على الدور الهام للجنة الدستورية السورية، مؤكدا استعداد الدول الثلاث لتقديم الدعم لهذه اللجنة بالتعاون مع السيد غير بيدرسون مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا بغية تأمين العمل المستدام والفعال في المسار الدستوري.
وأشار إلى أن الاجتماع تناول أيضا ضرورة الاستفادة من القدرات التي تمتلكها الدول الثلاث بغية انجاح الدورة القادمة للجنة الدستورية التي من المتوقع أن تنعقد قبل شهر رمضان، مشيرا إلى ضرورة مشاركة الدول الثلاث في الجهود الدولية الرامية الى تأمين العودة الطوعية والآمنة للاجئين والنازحين السوريين الى اماكن سكنهم.
وبين وزير الخارجية الروسي، أن الاجتماع ركز أيضا على دعم المبادرة الدولية المشتركة المتعلقة بإطلاق سراح المعتقلين، حيث سيتم التنسيق لاحقا لتحقيق هذا المسار، مشيرا إلى أن مثل هذه اللقاءات الثلاثية ستكون إضافة مفيدة للعمل الذي تقوم به روسيا وتركيا وإيران في اطار مسار /أستانا/.
وردا على سؤال عن أهم القضايا في المباحثات الثنائية ومفاوضات سلام أفغانستان والدعوة الروسية لعقد مؤتمر في موسكو وكونها دعوة موازية لمسار الدوحة لإحلال السلام في أفغانستان، بين سعادة السيد سيرغي لافروف أن جميع الاطراف لديها اهتمام بإكمال محادثات السلام الأفغانية وإنجاحها في أسرع وقت.
وبين أن دعوة موسكو تعد مسارا آخر كباقي تجارب وجهود نشر الديمقراطية كما تشهده العراق وسوريا، مبينا أن روسيا لن تنافس من خلال هذه الدعوة أي دولة، مشددا على أن روسيا تدعم وتتابع عملية السلام الأفغانية التي تقودها الدوحة.
كما أعرب وزير الخارجية الروسي عن اعتقاده بعدم وجود حراك ايجابي في هذا الصدد وذلك بسبب وجود عدد من الملفات والموضوعات العالقة في تحقيق عملية السلام في افغانستان، معبرا عن دعمه للمفاوضات وتحريك كل طرف لاتخاذ مواقف واقعية وإيجابية.. مؤكدا أن هذا هو هدف لقاء موسكو وذلك عبر عقد مبادرة ثلاثية بين روسيا والولايات المتحدة والصين بمشاركة ممثلين من باكستان وتوجيه دعوة للأطراف الافغانية، مشيرا إلى أن هذا الاطار ليس اطارا رسميا بأي شكل ولا تنص عليه أي من المقررات الدولية ولكن الهدف هو دفع الأطراف عبر حوار صريح الى تعامل فعال.